بعيداً عن تشدقه الزائف بالوقوف مع القضية الفلسطينية فلازال الحوثي يمثل العدو الأول لليمنيين فهو الذي اسقط دولتهم القائمة ونهب إمكاناتها ودمر مؤسساتها ونشر في البلد الفوضى بمختلف الأنواع والأشكال ، كما تفنن في استباحة وإراقة الدماء ونهب الأموال ضارباً عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية والمحلية متخلياً عن الأخلاقيات الانسانية التي تحتم على المرء أن يحفظ الآخرين من أذاه مابالك إن كانوا شركائك بنفس الوطن والأرض ، ولن تجد أسرة في اليمن إلا وقد وصلها أذاه وذاقت بعضا من مراراته التي شملت كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ولم تشهد اليمن في تاريخها الحديث نكبة أسوأ مما فعله الحوثي منذ انقلابه المشؤوم في 21 سبتمبر 2014م .
اليوم وتزامناً مع التطورات الحاصلة في غزة يحاول الحوثي تقديم نفسه كداعم للقضية الفلسطينية ويحاول اظهار ذاته شريكاً في الحرب التي تدور رحاها هناك ، وتسانده في دعم هذه الرواية المزعومة أجندة وسياسات غربية تسعى لتحقيق رغبات أخرى تتعلق بايجاد مبررات لتكثيف التواجد في المنطقة عسكرياً سواء براً أو بحراً ، وفيما يفرح الحوثي ظنا أن تصريحاتهم التي تدعم روايته هي انتصاراً له يستخدمونها هم لتحقيق أطماعهم الاستعمارية القديمة الجديدة والتي إن تغيرت صورها وأشكالها لكنها لازالت هي ذاتها تسعى إلى التحكم بالبلدان ونهب ثرواتها ومنعها من التقدم والتطور والاستقلالية .
تمثل الحرية ومقاومة الاستبداد حجرتي أساس في مشروع النضال الفلسطيني ضد المحتل الصهيوني في فلسطين ، وبالمقابل يمثل الحوثي في اليمن نفس النموذج الصهيوني فاليمني وفق الايدلوجية الإمامية الحوثية ليس له الحق بأن يكون حراً بل لابد أن يعيش خادماً مطيعاً للسلالة المزعومة مقدما جهده وماله ومايملك لارضائها ونيل بركاتها ، وإن فكر يوماً بأن يقاوم هذا الاستبداد فهو مستباح الدم والمال ، وهذا تماما يتطابق بالكلية مع ما يفعله الصهاينة بالفلسطينين ناهيك عن تطابق المبررات التي يؤمن بها هؤلاء واؤلئك والتي ترتكز على حق إلهي مزعوم بالأفضلية والتمييز وهو منطق لا يقبل عقل ولم يقل به نقل .
السلوك الإجرامي الحوثي الذي عايشه وعانى منه كافة اليمنيين يجعل من فرضية وقوف الحوثي إلى جانب الحق الفلسطيني منعدمة ، ولا نحتاج لدليل على ذلك أكثر من ملاحظتنا لما يفعله الحوثيون بإخوانهم بالوطن الواحد ، والأسوأ أن الجرائم التي يرتكبونها في اليمن هي نسخة مكررة من جرائم الصهاينة في فلسطين ، ولو كان لديهم ذرة من عدالة او بعضاً من إنسانية لأبقو هذا البلد آمناً مستقراً وما عاثوا فيه فساداً وإفساداً .
في خلاصة الأمر يسعى الحوثيون إلى استغلال الاحداث في فلسطين لدغدغة عواطف اليمنيين وكمحاولة بائسة لتحسين صورتهم الملوثة ، وبالمقابل فإن ما نحتاجه لعدم تصديق هذه الكذبة هو إعمال العقل واطلاق التفكير الحر والبحث في سجل الأحداث المتسلسلة وعدم الوقوع في فخ الدعاية الحوثية الموجهة والتي اعتدنا أن يسلكها الانقلابيون ليس في قضية فلسطين فحسب بل كأسلوب وطريقة ومنهج في التعامل مع كافة القضايا والأحداث .
دمتم سالمين ..