"ممارسات وانتهاكات مروعة ووحشية ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق أسرة المواطن "العودي" بمحافظة إب، تتشابه مع ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء فلسطين"، هكذا وصف الشاب أيمن حمود العودي اقتحام المليشيات لمنزل مواطن في إحدى البلدات بمديرية الشعر شرقي محافظة إب.
وكانت أطقم مدججة بعشرات المسلحين من عناصر مليشيا الحوثي قدمت يوم أمس الأول، إلى قرية ذي الشامة بعزلة بيت الصايدي بمديرية الشعر، وقامت باقتحام القرية ومحاصرة منزل مواطن يدعى "محمد مصلح العودي"، ومن ثم اقتحامه واعتدت على النساء والأطفال وأطلقت الرصاص وأرعبت الأطفال والنساء، وقامت بعض عناصر المليشيا بالتمركز في سطح المنزل في مشهد أفزع الأهالي خصوصا النساء والأطفال في انتهاك صارخ للحقوق والحريات وكل الأعراف والقيم اليمنية.
عمليات نهب
وبحسب مصادر مطلعة فإن عناصر المليشيا نهبت المنزل خصوصا المجوهرات والأشياء الثمينة، ومالم تستطع نهبه قامت بتكسيره وتخريبه والعبث به، كما قامت بقطع المياه بهدف محاصرة النساء والأطفال، حيث قامت بإطلاق النار على خزانات المياه ومن ثم دحرجتها إلى خارج المنزل، كما قامت بتكسير الألواح الشمسية بهدف إغراق الأسرة بالظلام فضلا عن إطلاق الرصاص على محتويات المطبخ وممتلكات عدة داخ المنزل في مشهد يؤكد همجية ونازية المليشيا الإرهابية.
مشاهد صهيونية
المشهد الأكثر إيلاما، والمشابه حد التطابق بنماذج مماثلة لممارسات الكيان الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، هو اختطاف مليشيا الحوثي لطفلين من بين أحضان والدتهما، وهما يصرخان وعلى ملامحهما الرعب والهلع والخوف، في الوقت الذي كانت والدتهما تقوم بمهمة فدائية فشلت في إنقاذهما من بين فكي وحوش كاسرة لا تمت للإنسانية بصلة.
وكانت عناصر المليشيا تمارس مهمتها الإرهابية بنجاح فاق ممارسات إسرائيل الإرهابية في الأراضي الفلسطينية، ومع تعالي أصوات الصراخ والعويل القادم من أفواه اختلطت بالرعب والدم، سكتت تلك الأصوات فجأة بعد إطلاق عناصر المليشيا الرصاص على الأم والاعتداء عليها وتهديدها بقتل الأطفال أمامها في مشهد لم يكن يدر بخلدها وظنت أنه لن يتعدى الأراضي الفلسطينية وسيبقى حكرا على قوات الاحتلال الإسرائيلي، غير أن ما شاهدته ومرت به جعلها تدرك بأن ممارسات الصهيونية تتجسد حد التطابق في عناصر المليشيا الحوثية التي فجعتها بطفليها واعتدت عليها بعد اقتحام منزلهم.
جريمة مرفوضة
الشاب أيمن العودي قال إن ما قامت به مليشيا الحوثي من ممارسات وانتهاكات مروعة ووحشية بحق أسرة المواطن "العودي" تتشابه مع ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء فلسطين".
مؤكدا أن ما جرى جريمة لا يمكن السكوت عنها أو القبول بها مهما كانت مبررات المليشيا التي ارتكبت الجريمة في وضح النهار وقامت بترويع النساء والأطفال دون ذنب اقترفوه.
وأوضح العودي أن الجريمة تكشف حقيقة المليشيا الحوثية وجوهرها القائم على النازية والإرهاب والتوحش الذي ظهر جليا على النساء والأطفال، مشيرا إلى أن زوجة العودي كانت تصرخ في وجه عناصر المليشيا بأنهم ليسوا "رجال" إذ أنهم حضروا لممارسة وحشيتهم على النساء حد قولها الذي وثقته مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل.
غضب واستياء
الجريمة المروعة والتي هزت أبناء محافظة إب والرأي العام، خصوصا بعد أن نشر ناشطون مقاطع فيديو توثق جانب من الجريمة الوحشية، قوبلت باستياء واسع وغضب بين الأهالي الذين اعتبروا الحادثة جريمة وعيب أسود.
فيديوهات عديدة نشرها الناشطون، لاقتحام منزل المواطن العودي وترويع أسرته وأطفاله، ومقاطع توثق العبث الذي تعرض له المنزل والتكسير الذي وصل إلى خزانات المياه وألواح الطاقة الشمسية، قوبلت بغضب واستياء شعبي واسع في أوساط المواطنين بالمنطقة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
مقاطع الفيديو توضح بجلاء أسلوب وهمجية ونازية المليشيا في تعاملها مع النساء والأطفال، وهي تحكي ذات الممارسات النازية التي شاهدها العالم ولا يزال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق نساء وأطفال فلسطين المحتلة.
عمليات النهب التي طالت الأشياء الثمينة والمجوهرات، وصلت إلى نهب المليشيا سيارة المواطن العودي التي كانت مركونة أمام المنزل، بل وصل بعناصر المليشيا أن تقوم بإلحاق أضرارا بالسيارة قبل نهبها ومصادرتها في مشهد يجسد حقيقتها كمليشيا غازية وناهبة تبحث عن ممتلكات المواطنين لإشباع نزعتها المتعطشة للنهب والثراء على حساب المواطنين.
استقواء
الجريمة التي شهدتها منطقة العود بمديرية الشعر، جاءت نتيجة خلافات عادية بين المواطن العودي ومواطن آخر، ككل الخلافات التي تشهدها مختلف البلدات والمحافظات، ولا ترتقي لخلاف يستدعي كل ذلك الرعب والإرهاب الذي تعرضت له الأسرة.
وأفادت مصادر محلية أن أسباب الحادثة ترجع لخلافات بين المواطن العودي ومواطن آخر يدعى بكيل الصايدي بعد أن قام الأخير بقطع الطريق المؤدية إلى منزل العودي، في الوقت الذي استقوى "الصايدي" بعناصر حوثية على خصمه ، مشيرة إلى أن القضية منظورة لدى محكمين منذ أربعة أشهر ولم يتم الفصل فيها.
ولفتت المصادر إلى أن المليشيا التي خرجت بحملة لإرهاب أسرة المواطن العودي، شارك فيها أشخاص من أسرة خصمه "الصايدي" ضمن عمليات الاقتحام للمنزل والتخريب والعبث وترويع النساء وخطف الطفلين.
انتهاكات واسعة
رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات عرفات حمران قال لـ "الصحوة نت" إن ما تمارسه مليشيا الحوثي في محافظة إب وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها المسلحة، من انتهاكات واسعة ومروعة لا يمكن أن يتخيلها أحد وتطال كل شرائح المجتمع وتستهدف النساء والأطفال دون إحترام لقيم الناس وأعرافهم الاجتماعية.
وأضاف بأن الكثير من تلك الانتهاكات لا تصل إلى وسائل الإعلام أو المنظمات الحقوقية نتيجة القبضة الأمنية والإرهابية للمليشيا بالمحافظة.
وأشار "حمران" إلى أن الجريمة التي طالت منزل العودي وأطفاله وأسرته، عرفت نتيجة التوثيق الذي جاء بالتزامن مع الجريمة ونشرت عبر مواقع التواصل لافتا إلى أنها كانت ستمر دون أن يعرف بها أحد شأنها شأن انتهاكات واسعة تمارسها عناصر وقيادات المليشيا في محافظة إب أو بقية المحافظات التي تقع تحت سيطرة المليشيا.
وخلال العام الماضي، أكد حمران أن منظمة رصد للحقوق والحريات رصدت أكثر من 6300 جريمة وانتهاك بمختلف مديريات محافظة إب، تنوعت بين القتل والشروع بالقتل والنهب والسطو والاعتداءات والاقتحامات والاختطافات وغيرها من الجرائم التي تمارسها المليشيا بشكل يومي، مشيرا إلى أن أعداد الانتهاكات أعلى بكثير مما يتم رصده أو الوصول إليها أو حتى تناولها إعلاميا.
وما بين جريمة اغتيال الطفل "أسامة بدير" 12 عاما، ووضع العبوات الناسفة في جثمانه بمدينة يريم، بعد قتله في أكتوبر من العام 2014م، وهو الشهر الذي سيطرت فيه المليشيا على محافظة إب، إذ لا يزال ذلك المشهد المروع محفورا في ذاكرة أبناء إب والرأي العام وحتى الجريمة الأخيرة التي استهدفت أسرة المواطن العودي بمديرية الشعر شرق إب، إذ أن ما بين الجريمتين آلاف الجرائم المروعة، تؤكد الممارسات الصهيونية لدى مليشيا الإرهاب الحوثية وأن الحوثي وإسرائيل وجهان لنازية واحدة.