أمة لا تنطفيء جذوتها مهما نفخت الرياح الحمراء لإطفاء وهج روحها او تكالبت قرون الشر لمسح ذاكرتها ، فهي تصمت لتقول كلمتها ، تتظاهر بالنسيان لتصدم الأعداء وتصيبه باليأس ، تنام لتصحو أكثر عزما وقوة ، وتخرج من بين الركام وتحت التراب متوهجة مسلحة بالعزم، وإرادة لاتنكسر.
تئن لتتفجر طوفان يغرق ناطحات الوهم ووهم القوة ، قد تغفو طويلا لكنها لاتموت ، تخاصم اليأس في اعز ايامه وتركله في قمة غطرسته وطغيانه ، انها الأمة التي لا تفقد ذاكرتها ، وتحتفظ بكل شيء كبذار لسنابل الغد وأشجار المستقبل الباسقات، من رمال الصحراء القاحلة التي كانت يوما حديقة غناء احتفظت ببذورها وذاكرتها في عمق الروح وبطن الارض، وامة تمتلك الروح و الذاكرة والبذرة والأرض، لاتموت ولاتنسى ، وتعود عن طريق بساط الريح و اجنحة السحابة وسفن الطوفان ونبات الارض وعيون الشلالات المتدفقة بالحياة والكرامة طال الزمن أو قصر .
*الصورة من تضامن مدينة تعز المحاصرة مع ملاحم غزة وطوفان الأقصى.