في عنفوان ثوري كبير، أحيا اليمنيون في مختلف المناطق وخاصة تلك الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية العيد الـ61 لثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة، بشكل غير مسبوق في تأكيد على التمسك بالثورة الام ورفض مخلفات الإمامة المتمثلة بمليشيات الحوثي الإرهابية.
ويعد الاحتفاء الشعبي الكبير دليل على إدراك اليمنيين لعظمة ثورة سبتمبر الخالدة، التي أخرجتهم من ظلم وظلمات وجور الإمامة إلى نور وعدالة ومساواة وكرامة الجمهورية، وتحد لحالة العزلة التي حاولت المليشيات فرضها، من خلال منع الاحتفاء بالثورة.
ويتزايد السخط الشعبي ضد المليشيات، من وقت لآخر بسبب جرائم وانتهاكات المليشيات الحوثية بحق اليمنيين في مناطق سيطرتها، الذين تجرعوا الظلم والقهر والحرمان والكبت، وأجبرتهم المليشيات على دفع قوت أطفالهم لقيادات المليشيات تحت مسميات ومناسبات هدفها مزيدا من فرض الجبايات ونهب المواطنين.
ومثلت مناسبة ذكرى الـ 26 من سبتمبر، فرصة للتعبير عن ولاء اليمنيين لوطنهم وجمهوريتهم وثورتهم الأم، وتعبيرا عن رفضهم وسخطهم لممارسات مليشيا الحوثي الإرهابية بحقهم منذ 9 سنوات وحرمانهم من أبسط حقوقهم، حيث خرج اليمنيون في العاصمة صنعاء وفي مدن رئيسة أخرى كإب وذمار والحديدة وعمران وحجة والمحويت وريمة، ومناطق عدة، حاملين الأعلام، وأوقدوا شعلة الثورة على الجبال والوديان والسواحل وسطوح المنازل، في رسالة مفادها تمسك اليمنيين بثورتهم ورفضهم للمليشيات ومشاريع العنصرية والتخلف والكهنوت.
وأظهرت صورا ومقاطع فيدو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كيف اكتظت بعض شوارع العاصمة صنعاء بالمحتفلين بذكرى الثورة، حاملين أعلام الجمهورية وصور لرموز وابطال سبتمبر، كما أظهرت مقاطع الفيديو ايقاد المواطنون لشعلة الثورة والابتهاج بها والتغني بأغاني الثورة السبتمبرية في مناطق متفرقة.
الجمهورية تجري في دماء اليمنيين
وفي بيان له بالمناسبة الخالدة، أكد التجمع اليمني للإصلاح أن تلك الاحتفالات بذكرى الثورة تأكيد على أن ثورة 26 سبتمبر تسكن الوجدان الشعبي وأن الجمهورية تجري في دماء اليمنيين.
وأضاف الإصلاح، أن احتفال اليمنيين بهذه الذكرى يجعل القوى الوطنية أكثر إصرارا على تحقيق أهداف سبتمبر وأكتوبر وطموحات الأجيال اليمنية في بناء دولة النظام والقانون وإرساء دعائم العدل والمساواة وليس سلطة الفرد المستبد كما كان وضع اليمن قبل ثورة 26سبتمبر.
وأشار إلى أن تمسك اليمنيين بالثورة السبتمبرية والجمهورية، دليل على زيادة الوعي لدى اليمنيين بخطورة المشروع الإمامي الذي تمثله مليشيا الحوثي الإرهابية، وأن هذا الوعي المتنامي شكل سداً منيعاً أمام الهجمة الإمامية العنصرية الشرسة وأفكارها الكهنوتية المتخلفة، فكان النضال من جبهات المعركة الوطنية، إلى جبهة الفكر والسياسة والاعلام.
حالة من العزلة
وزير الإعلام معمر الارياني علق على احتفال المواطنين بذكرى ثورة 26 سبتمبر، قائلا أن الاحتفالات الشعبية في العاصمة صنعاء، وباقي المحافظات والمناطق، بشكل عفوي، رغم حملات القمع والتنكيل والإرهاب الحوثي، تؤكد حالة العزلة التي تعيشها المليشيا والرفض الشعبي لها".
وأوضح الارياني أن تلك الاحتفالات رسالة واضحة للعالم اجمع برفض اليمنيين للمليشيات الحوثية وتمسكهم بأهداف وقيم ومبادئ الثورة.
واشار الارياني الى أن اعتداء مليشيا الحوثي على المواطنين المحتفلين بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، وتفريقهم بالرصاص الحي، والاعتداء على النساء المشاركات في الاحتفال، وإحراق ودوس الاعلام الوطنية، عمل جبان يكشف حقيقة مشروعها الإمامي البائد، ويؤكد حقدها الدفين على الثورة والجمهورية.
عظمة الثورة
الصحفي والناشط السياسي علي العقبي، قال إن الزخم الحاصل خلال هذا العام وخاصة في المناطق غير المحررة، تأكيد على رفض اليمنيين لعودة اليمنيين عقودا إلى الوراء إلى الفقر والجهل والتخلف.
وأضاف العقبي في حديثه لـ "الصحوة نت" أن تلك العفوية في الاحتفال رسالة الشعب اليمني إلى مليشيا الحوثي التي تريد طمس تاريخ وهوية وحضارة اليمنيين، بأنكم زائلون ولن تنالوا من جمهوريتنا مهما كانت قوتكم وبطشكم، مشيرا إلى أن اليمنيين يريدون عودة الحياة الكريمة والاستقرار والحرية والعيش المشترك، ولن يكون لهم ذلك إلا بعودة الدولة اليمنية ومؤسساتها.
ومنذ 9 سنوات حاولت مليشيا الحوثي تغييب وهج ثورة 26 سبتمبر عن الحضور بمختلف الوسائل، ورغم ذلك فقد حدث العكس بزيادة اقبال اليمنيين في الاحتفاء بذكرى الثورة بشكلٍ يقض مضاجع الكهنوت.
يوم ارباك وارعاج
بدوره قال الصحفي صادق الوصابي، إن ذكرى ثورة 26 سبتمبر هي أكثر المناسبات إرباكًا وإزعاجًا لمليشيا الحوثي، كونها مؤشر على فشل مشروعه السلالي العنصري، ومؤشر آخر على زيادة الوعي اليمني ورفضهم لمشاريع مليشيا الحوثي المتمثل بالعنصرية والتخلف والكهنوت والجهل.
وأضاف الوصابي في حديثه لـ "الصحوة نت" هناك بَون شاسع بين المشروع السلالي وبين مبادئ ثورة سبتمبر ومكتسباتها، ولأن الأمر كذلك، رأينا هذا الزخم الشعبي الكبير احتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر غير المسبوق.
عاشت اليمن عرسا كبيرا في مدنها وريفها وجبالها وسهولها وسواحلها وصحاريها، عرسا كبيرا، كما لو أنها الذكرى الأولى للثورة، احتفلوا وأوقدوا الشعلات في تحد واضح لمليشيا الحوثي، ورسائل مبطنة قرأتها المليشيات أن الشعوب لا تموت وسيأتي يوم النصر والخلاص.