احتفاء بالمولد أم بالنهب العام!؟

احتفاء بالمولد أم بالنهب العام!؟

         

   من يريد أن يحتفي برمز من الرموز التي يقدرها، أو يحتفل بشخصية عظيمة من الشخصيات التي يحبها؛ و يهدف من وراء ذلك إلى دعوة الناس لاتباعها، و الالتفاف حولها، و الأخذ بمبادئها؛ فإنه حينئذ يبرز جوانب العظمـة في ذلك الرمز، و يعدد خصال و مناقب تلك الشخصية بتفان و صدق و إخلاص، دون أن يكب الناس كبا بقسر و إجبار.

 

    هذا إذا كان رمزا أو شخصية عادية، فكيف إذا كان نبيا مرسلا ..!؟

 

   عظمة محمد صلى الله عليه وسلم ليست بحاجة لجماعة متخلفة تزعم أنها تحتفل بمولده، و تبرز عظمته. فصاحب كتاب المائة الأوائل- و هو غير مسلم- وضع الرسول الكريم على رأس تلك المائة عن دراسة قادته بقناعة لما فعل.

 

   جزما، لا ظنا؛ فإن جماعة الحوثي لا تريد أن تبرز عظمة الرسول، و تحبيبه للناس، بل هي تعمل لعكس ذلك تماما، و على طريقة يهود مع صغارهم : محمد أخذ فطيرتك ؛ ليتربى الصغير على كره و بغض النبي عليه السلام و دينه. هاهي جماعة الحوثي تسلك المسلك نفسه بطريقة أكْيَد و أمكر من فعل يهود.

 

   هل القطران الأخضر أو الطلاء الذي  تأمر به جماعة الحوثي ليتلطخ به الناس عملا سويا؟ أم أنه عمل مقرف و منفر؟ و هل قسر الناس و إكراههم على دفع مبالغ طائلة تحت مسمى الاحتفال بالمولد، طريقة تحبب الناس بالمناسبة أم تنفرهم منها ،  و تسيء للمناسبة و صاحبها؟

 

   عندما تريد أن تحبب الناس بشخص ما، تتخذ أساليب الإكراه، و التشويه؟ أم تتخذ أساليب الترغيب و التحسين؟

 

   ببساطة متناهية؛ هل يريد الحوثيون بهذه الأساليب المنفرة، و المقززة، و المخسّرة للناس؛ دعوتهم إلى حب الرسول أم يريدون بها تنفير الناس و تبغيضهم؟

 

   هنا يتبين تماما غرض الحوثية الخبيث الرامي إلى أن يبغيض الناس المناسبة،و صاحب المناسبة ..!!

 

   يعلم الإنسان البسيط اليوم، أن الحوثية، قد انسلخت حتى عن الزيدية و الهادوية، بل و الجارودية، و أصبحت في حضن الاثنى عشرية، و تلك الدعاوى التي تمجد ذلك المسمى المختلق، مسمّى آل البيت، و تعظيمهم حد التقليل و القدح بالرسول عليه الصلاة والسلام ..!!

 

   من يحب شخصا لا يفتري عليه، و لا يقدح في عرضه، و لا يشكك برسالته، من خلال سب و تكذيب من يبلغ برسالته.

 

    ملالي طهران لا يحتفلون للرسول بأي مناسبة، فهم قد تجاوزوا هذه المرحلة،مرحلة تجاوز مكانة النبي عليه الصلاة و السلام، و راحوا يرفعون من قدر الحسين حد التأليه، متجاوزين به أباه و جده المصطفى..!!

 

   لسنا بصدد الحديث عن مرامي الاثنى عشرية الكسروية، و لكننا بصدد ما يرومه الحوثي من تشويه و تبغيض لمقام النبوة، بما يحشر به مناسبة المولد بين المطالب المالية الجشعة التي يفرضها على الناس، و يذيقهم فيها الويلات عدة أسابيع بجبايات باهظة للأموال من كل أحد.

 

   فأين إذن تكمن العظة أو العبرة من إحياء المناسبة إذا كان الغرض الظاهر، و الواضح هو الجباية و نهب الأموال؟

 

    يبقى هناك هدف آخر و أهم - بالنسبة لهم - و هو استهداف مقام النبوة خدمة خبيثة،و رخيصة لمخططات الامبراطورية الكسروية المنشودة لملالي طهران، التي يردد فيها قادتهم في كل مناسبةبأن على العرب أن يعودوا إلى الصحراء كما كانوا قبل ألف وأربعمائة عام ..!!

 

   الحوثية تتدرج في المكر و في اتخاذ خطوات الهدم، و لا أدل على ذلك من نظرتهم للعلم الوطني الذي ظلوا يتظاهرون به( تقيّة) حتى فضحوا باحتفال الجماهير اليمنية بثورة 26 سبتمبر، حيث راح الناس يرفعون العلم الوطني احتفاء به، فإذا الحوثية يسقط قناعها، و ينكشف المستور لمن كان مايزال مخدوعا بها.

    لقد تبين للحوثية، و تبين لمسانديها في الداخل و الخارج أن لا تفريط بالثورة و الجمهورية.

 

 

 

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى