بعد أن ترجل "إبراهيم ظافر" من سيارته برفقة زوجته، بمدينة إب، لتحيط به عناصر مليشيا الحوثي المسلحة التي كانت تترقبه كفريسة جديدة ضمن غزواتها الداعشية اليومية لتعتدي عليه وعلى زوجته بذريعة أن المرأة التي برفقته ليست زوجته.
ما حدث لـ إبراهيم وزوجته يتكرر بشكل شبه يومي في إب، جرائم وانتهاكات شبه يومية تمارسها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق أبناء المحافظة وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها.
بحسب ناشطين بالمحافظة، فإن المليشيات تمادت في الانتهاكات ووصلت حدا لا يطاق ولا يمكن تخيله، أن تتعرض للاعتداء والوحشية بمجرد أن تصطحب معك امرأة قد تكون زوجتك أو شقيقتك أو أي من قريباتك.
انتهاك للخصوصيات
لم تترك المليشيات أي قيمية مجتمعية إلا وانتهكتها، فالاعتداء على المرأة عيبا أسودا في عرف اليمنيين، مهما وصل الخلاف بين المتخاصمين، فالمرأة في عرف اليمنيين تحضا باحترام وتقديس، لكن في عهد مليشيا الحوثي تعرضت المرأة لكل أنوع الانتهاكات والاعتداء بذرائع ومبررات تختلقها المليشيات ومرفوضة مجتمعيا وشعبيا.
في مدينة إب تفرض مليشيا الحوثي قيوداً على تحركات الأسر والعائلات أثناء خروجهم للمتنزهات والأماكن العامة أو حتى في الشوارع العامة، حيث تنتشر عناصر المليشيات بهدف ترصد مواطنين مع عائلاتهم لتبدأ معهم رحلة من الابتزاز والانتهاكات وممارسة الترويع وإشهار الأسلحة والاعتداءات، أمام العائلات.
عشرات من الحوادث التي ظهرت للعلن، يتعرض مواطنين للاتهام من قبل تلك العناصر أن المرأة التي معه ليست من محارمه، فتشهر العناصر عليهم السلاح ويتعرضون للضرب والاعتداء أمام العائلات.
الأهالي يؤكدون أن تلك الحوادث تحولت إلى ظاهرة تقلق حياة الناس، ووقع عدد من المواطنين ضحايا للابتزاز المالي لتلك العناصر المسلحة التي تنتمي للبحث الجنائي بالمحافظة، وهو الأمر الذي تحول كهدف لتلك العناصر تبحث عن ضحايا في متنزهات وشوارع مدينة إب.
"ظافر".. ضحية جديد
في حادثة الاعتداء على ظافر الثلاثاء الماضي، تعرضت زوجته للضرب أيضا وإسقاطها أرضا في الوقت الذي يرجح إسقاط جنينها كونها حامل في الأشهر الأولى، كما نهب المسلحون حقيبتها وأخذ مجوهراتها بقوة السلاح، كما تم اختطاف زوجها والزج به في سجن البحث الجنائي.
تحركت أسرة ظافر وصعدت ضد المسلحين وتضامن الأهالي معها، فلجأت المليشيا لابتزاز ظافر ماديا وهو ما رفضه وأسرته وطالبوا بمحاسبة المسلحين المعتدين ووضع حد لجريمتهم النكراء، فاضطرت المليشيات للإفراج عنه.
حادثة مشابهة
في حادثة مشابهة تعرض لها الدكتور، هاني الصانع وزوجته، في يونيو الماضي، حيث اعتدى عليهما عدد من المسلحين أثناء عودتهما إلى منزلهما.
اقتيد الصانع وزوجته إلى مقر البحث الجنائي بالمدينة وبقي محتجزا مع زوجته، وأفرج عنه بعد حضور "صهره" كونه أثبت أنها زوجته وليست امرأة أخرى.
رفضت أسرة الصانع كل عروض "الوصلة والاعتذار" من قبل المسلحين المنتمين للبحث الجنائي، وأصرت على أن تأخذ القضية مجراها القانوني بهدف الوصول لحكم قضائي يحد من تلك الاعمال البلطجية.
تقدم الصانع بشكوى للنيابة العامة، للمطالبة بالتحقيق في القضية ومحاسبة الجناة على جريمتهم، مؤكدا أن موقفهم واضح منذ البداية وهو التمسك بالقانون لإنصافهم أولا والحد من هذه الممارسات والسلوك.
لكن الصانع كما يقول تفاجأ بقرار النيابة الافراج عن الجناة، ومماطلتها في القضية، مشيرا إلى ان الجناة المفرج عنهم عادوا لممارسة تلك الانتهاكات بحق المواطنين.
ضرورة التصدي للظاهرة
محمد البعداني، أكد أن من آمن العقوبة أساء الأدب، وأن الانتهاكات تزايدت بشكل كبير، ولم تعد تلك الجرائم تخص شخص بعينه أو أسرة ما، وانما هي قضية تطال كل أبناء المحافظة ككل.
وأضاف البعداني، إذا لم يتم التصدي لهذه الظاهرة من قبل المجتمع وعقلاء المحافظة، فإن مليشيا الحوثي لن تتوقف عند حد معين.
خالد قال: "أصبحنا بدون أمان، تخاف تخرج أنت وأهلك في نزهة، حتى لا تهان من قبل صعاليك البحث، هذا هو الواقع في مدينة إب".
ممارسات داعشية
مواطنون من سكان المدينة يؤكدون أن ما تمارسه مليشيا الحوثي بمدينة إب، هو نفس الممارسات التي يقوم بها التنظيم الإرهابي "داعش" كما تظهره وسائل الاعلام، وبقية التنظيمات الإرهابية في العالم بإرهاب المواطنين وانتهاك خصوصياتهم في جريمة لم يعهدها أحد من قبل.
الناشط الإعلامي "إبراهيم عسقين" كتب على صفحته في الفيس بوك ساخرا "بسبب بعض "السرابيت" الذي لقطوهم من الشوارع وبندقوهم، قدك تخاف تخرج انت وأهلك ولابد ما تشل عقد الزواج معك أو تشل معك اثنين شهود".
الناشط وسيم صادق فقال: "الموضوع مش تصرف فردي بقدر ما هو ظاهرة تستلزم الوقفة الجادة من الجميع لصيانة حقوق الناس والأفراد"، وهو الأمر الذي يجمع عليه كل أبناء المحافظة.
وأضاف أن تبعات مثل هذه الانتهاكات ستفجر وتقود لأحداث لا يمكن أن تخطر على بال قيادات المليشيا وأن اعتقادها بسكوت البعض ومهادنة آخرين سيستمر كثيرا فهم مخطئون، وتلك الممارسات تقود لثورة مجتمعية تطيح بالمليشيات التي مارست كل الجرم والعبث بحق أبناء إب.
استياء وغضب
قوبلت تلك الانتهاكات بغضب واستياء واسع في الأوساط المجتمعية والحقوقية، بعضهم كتب عما تعرض له على مواقع التواصل، لكنه يحذفون المنشورات، تحت ضغوط ووعود بمحاسبة الجناة.
وتحدث مواطنون ونشطاء عن وقوع حوادث عدة مشابهة، كثيرون يصمتون عما تعرضوا له، بما يؤكد أنه نهج تنهجه مليشيا الحوثي.
يستغل أبناء إب وغيرهم موسم الصيف، للتنزه في مواقع معروفة لدى الجميع لما تمتاز به من مناظر خلابة للجبال والحقول والوديان التي يكسوها اللون الأخضر.
ناشطون في المحافظة يؤكدون أن هناك عزوفا من قبل المواطنين من الخروج إلى تلك الأماكن خاصة في هذه الأيام التي تشهد ازدحاما كبيرا في السنوات السابقة، حرمتهم المليشيات التمتع بالتنزه برفقة عوائلهم خوفا من التعرض للاعتداء والابتزاز المالي وتشويه السمعة.
يضيف آخرون أن عناصر مليشيا الحوثي "داعش" الحوثية تجول وتصول في الأماكن العامة والشوارع بمدينة إب لنشر الإرهاب والرعب والاعتداء على المواطنين وترويعهم وابتزازهم ماليا.