بعد الإفراج عن الثلث الأول من ذاتي - وتحديداً في مثل هذا اليوم من عام 2017م تم الإفراج عن الثلث الثاني!
حيث خرجت من السجن الأصغر ، وبعد عام ونيف خرجت من السجن الأكبر (صنعاء) وبقي الجزء الثالث مسجوناً لأظل أربع سنوات أتابع الإفراج عنه وهو ما حدث فيما بعد بحمد الله وتوفيقه .. ورغم أننا كنا -حمزة وذي يزن وأنا - قد أصبحنا شبه متعودين على البقاء بالسجن ، وأياً كان حجم القهر غير المسبوق .. حيث يظل أب مع اثنين من أبنائه بسجن واحد وبوقت واحد ، ومن حسن الحظ بزنزانة واحدة .. إلا أننا ظللنا صابرين على ذلك مؤمنين أن الله لن يضيعنا ..
- ووطنتُ نفسي على استقبال الموت بعد أن صدر حكم جائر ضدي بالإعدام ..مردداً قول المتنبي :
"كن أيها السجن كيف شئت فقد
وطنت للموت نفس معترفِ"
- كما ظللنا نؤمن أنه لو كان بقاؤنا في السجن يلحق بنا نقصاً لما كان الدر مع شرف قدره ساكن في الصدف الذي لا قيمة له .. ولذا فقد كنا وزملاءنا بنفس السجن والزنزانة .. نعتبر أنفسنا كالدر في الصدف ..كوننا مسجونون ظلماً وحقداً وكراهية .. أو كما قال المتنبي -يخاطب السجن-
" لو كان سكناي فيك منقصةً
لم يكن الدُّرُ ساكن الصدف"
- ورغم الإفراج عنا وعن بعض الزملاء بحمد الله وتوفيقه ، إلا أنه لا يزال المئات بل الآلاف من الزملاء الأبرياء يذوقون الأمرين في سجون الحوثيين .. مما يشعرنا بالألم والحسرة وتأنيب الضمير لعدم القدرة على مساعدتهم
- وفي نفس الوقت .. يمكن القول أن معظم الشعب اليمني بات هو الآخر ومنذ نكبة 21 سبتمبر 2014م مسجوناً مع الفارق !
- وما ذلك إلا لأن اليمن كل اليمن بجانب كونه منكوب بالحوثيين الذين هم السبب الأول لما بات عليه اليمن اليوم ،فقد بات وبسبب نكبة الحوثيين بالذات .. منكوب بجهل أبنائه وحقد طغاته ، وحقارة وبشاعة " أنصاره" ، وكيد أعدائه .. و " ليس لليمن من دون الله كاشفة"
فقد ...
"تكاثرت السهام على البلاد
ولم تدرِ البلاد من المصيبُ"
ولأنه أولاً وأخيراً ..
"من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ"
...