21 سبتمبر يوم من الدهر حل بظلامه على اليمنيين

21 سبتمبر يوم من الدهر حل بظلامه على اليمنيين

من عادة الأيام أنها تشرق بشمس تنشر أشعتها على أرجاء المعمورة، لكن بعض الأيام تتحول إلى ليل مظلم سواء على مستوى الأفراد أو الشعوب، فعلى سبيل المثال: عندما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ليبحث عن بيئة تحميه حتى يبلغ دعوة الله، لكن أهلها قابلوه بأسوأ ما عندهم فأغروا به سفهاءهم فرجموه حتى أدموا قدميه، فكان ذلك اليوم من أشد الأيام ظلمة على رسول الله، ويوم أن دخل التتار بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية في 4 صفر 656هـ/ 10 فبراير 1258م كان ذلك اليوم يوماً شديد الظلمة على المسلمين، لكنه لم يدم طويلاً ففي 25 رمضان 658 هـ/3 سبتمبر 1260م وقعت معركة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون بقيادة "قطز" والظاهر بيبرس على جحافل التتر واستعادوا هيبة الدولة الإسلامية.

وبلاد اليمن قديماً وحديثاً مرت بأيام مظلمة وأخرى مشرقة، أما قديماً ما قبل الإسلام فقد أشرقت بحضارة سبأ وحمير وابتليت بالاحتلال الحبشي وبعده الاحتلال الفارسي، ثم جاء الإسلام فاستنارت بنوره ودخل اليمنيون في دين الله أفواجاً، وعاشوا إخوة متحابين حتى نهاية القرن الثالث وتحديداً سنة 284هـ عندما تسلل إليها ظلام سلالي عنصري جاء به الهالك يحيى بن الحسين الرسي، فكان يوم مجيئه يوماً أسوداً على اليمنيين، فقد خاض خلال فترة حكمه التي استمرت 14 عاماً 140 معركة ضد القبائل اليمنية التي رفضته ورفضت حكمه.

واستمر أحفاده من بعده يظهرون عندما يجدون الفرصة مواتية، ويغيبون عندما يكون هناك دولة قوية لليمنيين، لكن حتى في وقت ظهورهم لم يستقر لهم الوضع، فهم إما في حروب مع القبائل اليمنية أو في حروب فيما بينهم، لأن عندهم عقيدة بأن الإمام لا يصلح للإمامة إلا إذا خرج شاهراً سيفه مطالباً بها لنفسه، وهذا أغرى الكثير منهم على الخروج على بعضهم البعض، ففي الفترة الزمنية الواحدة يظهر أكثر من إمام، قد يصل أكثر من أربعة أئمة في زمن واحد.

وبعد خروج الدولة العثمانية من اليمن تسلم الحكم في شمال اليمن أحد أحفاد الرسي وهو الهالك يحيى محمد حميد الدين وجاء بعده ولده الهالك أحمد بن يحيى،،والذي مثل حكمهما لليمن أسوأ مراحل التاريخ الذي مرت به اليمن، فقد قال أبو الأحرار محمد محمود الزبيري وهو يصف حكم الأئمة:

 

جهلٌ وأمراضٌ وظلمٌ فادحٌ

ومخافةٌ، ومجاعةٌ، وإمامُ

 

والناس بين مكبلٍ في رجلهِ

قيدٌ، وفي فمهِ البليغُ لجامُ

 

أو خائفٌ، لم يدرِ ما ينتابهُ

مِنهُم، أَسِجنُ الدهرِ، أم إعدامُ؟

واليوم وبعد ستة عقود من قيام ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م والتي أشرقت بها شمس اليمن بعد غروب، هاهي جحافل الإمامة قد أطلت برأسها من جديد، في يوم 21 من سبتمبر 2014م، محاولة إطفاء شمس الثورة والجمهورية وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء من خلال مسيرتها التدميرية، التي أهلكت الحرث والنسل وأحرقت الأخضر واليابس، لكن بالرغم من ذلك كله لم تستطع هذه العصابة أن تقنع اليمنيين بفكرها المنحرف، فلجأت إلى أساليب الترغيب والترهيب، والبطش والتنكيل بكل من يعارضها ويرفض أفكارها، ولكن لنا في التاريخ سنن أن أي حكم يصل فيه الظلم والبطش إلى الذروة فإن ذلك إيذان بهلاكه، وإن غداً لناظره قريب.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى