بن شملان: الإصلاح خاض غمار العمل السياسي المضني والواعي بالتحديات التي تجابه اليمن باتساعه الجغرافي
بامطرف: تأتي ذكرى التأسيس والإصلاح قد اشتد عوده واكتمل بناؤه وأصبح رقما صعبا في المعادلة الوطنية
الحائر: الإصلاح حظي منذ تأسيسه بقبول شعبي تجلى في سرعة انتشاره وتغطيته لكامل جغرافية الوطن
الدكتور الربية: ما قدمه الإصلاح، وما زال يقدمه في سبيل الوطن ليس خافيا على أحد ولا ينكره إلا جاحد
المقرمي: الاحتفال بالتأسيس تأكيد على المضي في مشروع البناء وتقويم المسار وتجذير العمل السياسي
الدكتور ردمان: الإصلاح رفض استخدام العنف لفرض المشاريع والاحتفال بالذكرى إحياء للتنافس السلمي
المرشدي: الإصلاح يتجدد تنظيمياً وجماهيريا وفي علاقاته بالآخر وهو رقم صعب لا يمكن تجاوزه
يعتبر ميلاد التجمع اليمني للإصلاح في 13 سبتمبر قبل 33 عاما، الحدث الأبرز، بعد الوحدة اليمنية ذاتها، والتي جاء التجمع كترجمة عملية لدستورها والتعددية السياسية وهامش الديمقراطية التي وضع الإصلاح لبناتها الأولى- دون منازع- بخوضه غمار العملية السياسية، مستندا إلى جماهير شعبية عريضة، في مواجهة أحزاب هي الدولة والجيش والشعب، قبل 22 مايو 90.
وبمناسبة الذكرى الـ 33 للتأسيس، استطلع موقع "الصحوة نت" عددا من آراء نخبة من القادة المؤسسين، حول ميلاد التجمع وأبرز المحطات التي مر بها، والأدوار التي ينتظرها اليمنيون من الإصلاح، خاصة في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها الوطن جراء انقلاب المليشيا ومحاولات تجزئة الدولة والقضاء على مكاسب الجمهورية والوحدة والعملية السياسية برمتها، إضافة إلى أهمية المناسبة للتذكير بالفعل السياسي المغيب منذ سنوات.
تجربة مكثفة ومحطة للتقييم
يرى الأستاذ محسن أحمد بن شملان عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، أن الحزب خلال ال 33 عاما التي مضت منذ تأسيسه خاض غمار تجربة مكثفة من العمل السياسي المضني والواعي بالتحديات كلها التي جابهت وتجابه الوطن اليمني باتساعه الجغرافي وبعده التاريخي وعمقه السياسي وتأثيره في محيطه العربي والإسلامي.
وقال بن شملان لـ"الصحوة نت"، إن "ثلاثة وثلاثون عاما جديرة حقا بوقفات مراجعة للاستراتيجيات التي ينطلق منها وللأهداف التي يريد تحقيقها في ظل هذا الظرف البالغ التعقيد سياسيا واقتصاديا وأمنيا".

وأكد بن شملان أن "كل الأحزاب الوطنية مطالبة بتكثيف جهودها لإيجاد مخارج ممكنة ومعقولة وعادلة لهذا الوضع المتأزم للحكومة الشرعية القائمة على بحر من التناقضات والمنازعات ليس بسبب الانقلاب الحوثي فحسب، بل وبسبب الانقسامات في صفوف الشرعية نفسها وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين الذين تزداد حالتهم المعيشية سوءا يوما بعد يوم.
رقم صعب في المعادلة
عضو مجلس شورى الإصلاح د. عبد الله بامطرف، أعادت ذكرى التأسيس ال 33 بذاكرته إلى عام 1990، "الأيام الأولى للتأسيس حيث النشاط والجد، وعقد اللقاءات العامة لشرح وتوضيح أهداف الإصلاح وأديباته".
وأضاف بامطرف لـ"الصحوة نت "، إن" الاحتفال بذكرى التأسيس، تأتي والإصلاح قد اشتد عوده، واكتمل بناؤه وأصبح رقماً صعبا في المعادلة السياسية والوطنية يحسب له حساب".

وأكد بامطرف أن أداء الإصلاح في الفترة الأخيرة كان متميزا، رغم كل الظروف التي مر بها، حيث استهدفت مقراته ومؤسساته ومنازل قياداته، وتمت ملاحقة قياداته وأعضائه، وغيب الكثير منهم في السجون إلى يومنا هذا، وتشتت الكثير من القيادات والأعضاء في الداخل، وفي دول الجوار، إلا أن الحزب بقي متماسكا، ولم يتشظى كبقية الأحزاب.
وأشار عضو شورى الإصلاح إلى أن "هذه كانت أهم نقطة تميز بها التجمع"، معيدا الفضل بعد الله- سبحانه وتعالى- إلى قيادة الإصلاح الحكيمة والوعي السياسي الذي يتمتع به أعضاء الإصلاح وإدراكهم لطبيعة المرحلة التي تمر بها اليمن ومتطلبات هذه المرحلة حيث انخرطوا في صفوف المقاومة كرديف لقواتنا المسلحة الباسلة في كافة الجبهات.
قبول شعبي
واعتبر الأمين العام المساعد للمكتب التنفيذي للإصلاح بأمانة العاصمة إبراهيم الحائر أن الاحتفال بذكرى تأسيس الإصلاح يمثل صورة من أسمى صور الاعتزاز والفخر بهذا التنظيم الرائد الذي واكب إعلانه مرحلة الشباب الأكثر حماسا وحيوية ونشاطا.
وأكد الحائر في تصريح خاص لـ"الصحوة نت" أن مرحلة تأسيس الحزب كانت المرحلة التي تشكلت فيها المنظومة الثقافية والقيمية المستمدة من المنطلقات السياسية والفكرية للإصلاح بخلفيته الوطنية وفكره المستنير بقيم الإسلام وغاياته ونظرته إلى الإنسان والكون والحياة.

وأضاف: أن هذه المناسبة تعني لهم ذكرى خطواتهم الأولى في حياتهم العملية التي خاضوا خلالها مع الإصلاح محطات وطنية تاريخية أكسبتهم الخبرات والمزيد من الفهم والوعي بأدوات العمل ومهارات التعامل وفقه تقدير الموقف الذي يدور في فلك مصالح الوطن العليا.
وأشار الحائر إلى أن حزب الإصلاح حظي ضمن مسيرة حياته بقبول شعبي تجلت مظاهره في سرعة انتشاره وتغطيته لكامل جغرافيا الوطن، وهي ظاهرة قل أن يوجد لها مثيل مع حزب تقل فيه فرص المصالح الذاتية، ويقوم على الجهد الطوعي لمنتسبيه المؤمنين بفكره ورسالته وأهدافه.
وأوضح أن الطبيعة المؤسسية للحزب واتخاذه المنهج الشوروي مثّـل عاصما قلل من مساحة الأخطاء وسياجا حمى وحدة الصف الإصلاحي، رغم العواصف التي تعرض لها الوطن، ومعززا للثقة المتبادلة بين القيادة وقواعدها التنظيمية.
تجسيد للتعايش وإدارة الخلافات
وعن المواقف الوطنية للحزب، أكد الأمين المساعد للمكتب التنفيذي للإصلاح بأمانة العاصمة أن "الإصلاح أسهم مع شركاء الحياة السياسية في ترجمة النظام السياسي التعددي القائم على الممارسة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والمواطنة المتساوية".
وقال الحائر إن "الإصلاح أسهم أيضا في تجسيد صورة التعايش وإدارة الخلافات السياسية وبناء التحالفات وبإسهاماته المجتمعية في مجال العمل الإنساني والتكافل الاجتماعي والانتقال بواقع المرأة اليمنية من دائرة السلبية إلى فضاءات المشاركة والشراكة في مختلف مجالات الحياة في ضوء منهج الإسلام وتصوره للإنسان والحياة.
وأوضح أن الحزب كان له أيضا دورا بارزا في ترسيخ عوامل بناء الدولة واستقرارها وحماية سيادتها ومؤسساتها واحترام سيادة القانون، معبرا عن اعتزازه بموقف الإصلاح المنحاز للوطن ومصالحه وللدولة ومؤسساتها في هذا الظرف الاستثنائي.
الأمل والإصرار ومواصلة النضال
ويؤكد رئيس المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح بمحافظة الضالع د. سعد مثنى الربية، أن الإصلاح يحل دائما حيث تحل مصلحة الوطن، وأنه منذ تأسيسه جعل المصالح العامة لعموم الشعب مقدمة على مصالحه، وندب نفسه للدفاع عنها مهما كانت الظروف، وقد قدم في سبيل ذلك تضحيات جسيمة، وما زال يقدمها حتى اليوم.

وأوضح الربية في حديثه لـ "الصحوة نت"، أن ما قدمه الإصلاح، وما زال يقدمه في سبيل الوطن ليس خافيا على أحد، ولا ينكره إلا جاحد.
وأشار إلى أن الحزب، ورغم كل التضحيات مطالب اليوم بالمزيد والمزيد من العمل والنضال حتى تحقيق كامل الأهداف النبيلة التي يحلم بها الشعب اليمني، ويحملها الإصلاح وشركاؤه وأهمها استعادة الدولة ومؤسساتها.
نكران الذات وتقويم المسار
ويرى رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بمحافظة تعز، أحمد عبد الملك المقرمي، أن الاحتفال بذكرى التأسيس تعني التأكيد على مضي الإصلاح قدما في مشروع البناء والحرية والعدالة والدفاع عن الثورة والجمهورية.
وأضاف المقرمي لـ "الصحوة نت" إن الاحتفال يعني تقويم المسار وتعزيز العمل وترسيخ وتجذير العمل السياسي التعددي والتذكير لكل القوى السياسية والاجتماعية بالحفاظ على المكتسبات السياسية والديمقراطية والتحرر من مخلفات الإمامة والاحتلال.

وبخصوص المعركة التي تشنها مليشيا الحوثي على اليمنيين، أكد المقرمي "أن الإصلاح كحزب سياسي وجد نفسه مع كل الأحرار أمام معركة شرسة لا بد من خوضها ضد قوى التخلف الظلامي المتعاضد مع قوى الرجعية والاستبداد ومخططات الاستعمار وأدواته".
وقال المقرمي إن "الإصلاح اتجه مع كل الشرفاء والأحرار نحو هذه المعركة الشرسة لمواجهة مليشيا إيران وقوى التخلف والاستعمار"، مشيرا إلى أن الحزب لم يتخل عن حضوره وواجباته في كل الميادين والمجالات، رغم الظروف الاستثنائيّة التي يمر بها الوطن.
وأضاف المقرمي "أن التجمع قدم مواقف وطنية عديدة تحسب له اليوم أبرزها نكران الذات، والتمسك بالثوابت الإسلامية والعروبية والوطنية التي يتطلبها روح التصدي والمقاومة في رفض هذا الطارئ القاتم الذي فرض على اليمنيين، وكذا الانحياز إلى خيارات الشعب والوطن، بتضحيات جسام لا تخفى على أحد".
عمل سياسي موحدً ومتماسك
ويعتقد عضو الدائرة السياسية للإصلاح د. عمر ردمان أن الاحتفال بذكرى تأسيس التجمع اليمني للإصلاح يؤكد رسوخ الخيار الديمقراطي في نهج الإصلاح وتمسكه بأدوات العمل السياسي السلمي باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتنافس السياسي والمشاركة الوطنية في خدمة البلد في كافة المجالات.
وقال ردمان لـ "الصحوة نت" إن "رفض الإصلاح لاستخدام القوة والعنف في فرض الأفكار أو التعبير عن المشاريع السياسية مثلما لجأت إلى ذلك بعض الميليشيات التي لا تثق بحضورها الشعبي ولا في قبول الناس لمشاريعها المبنية على أسس سلالية عرقية أو مناطقية جهوية".
وأضاف: أن الاحتفال بالذكرى ال 33 يؤكد استمرار الإصلاح في مسيرته الوطنية على مدى نحو ثلاثة عقود ونصف من تجذير التعددية السياسية في البلد والمشاركة في خدمة العملية السياسية وتوجيهها لخدمة الناس وبناء الوطن في كافة المحطات السياسية التي مر بها الوطن.

وأكد الدكتور ردمان أن ثبات الإصلاح على قواعد العمل السياسي موحداً ومتماسكاً، رغم ضراوة الأحداث يعزز من كونه حزباً وطنياً كبيراً يمثل نبض الشعب وتطلعاته في بناء يمن موحد ومستقر.
وأوضح أن الاحتفال بهذه الذكرى تعد مناسبة مهمة في سبيل إعادة الحياة السياسية الملتزمة بنهج وأدوات التنافس السلمي البناء لمعالجة المشكلات المختلفة، ورفض التوجهات البائسة التي تحاول فرض واقع متخلف ينتمي إلى عهد ما قبل الدولة استناداً على غلبة سلاح العصابات لا على أغلبية الشعب وإرادته.
وأشار ردمان في ختام تصريحه إلى أبرز المواقف الوطنية للإصلاح، ومنها التزامه الكامل بخط الشرعية ودعمها في كافة المنعطفات، مضيفاً أن "الإصلاح قدم في سبيل ذلك عددا كبيرا من قياداته وكوادره وأعضائه شهداء وجرحى ومختطفين في إسناد هذه المعركة الوطنية، وسخر كافة إمكاناته ومقدراته من أجل استعادة دولة وإنهاء الانقلاب الحوثي".
انتماء لليمن الكبير
رئيس الدائرة السياسية بالمكتب التنفيذي للإصلاح في حضرموت الساحل أحمد سالم المرشدي، قال بدوره، إن "الاحتفال بذكرى التأسيس، يعني الانتماء إلى الإصلاح والانتماء إلى الوطن ولليمن الاتحادي ذي المرجعية الوطنية والهوية الإسلامية المنفتحة على المكونات والقوى السياسية الموجودة على الساحة الوطنية والعالمية التي تربط الإصلاح بالكثير منها علاقات صداقة واحترام وتعاون وعمل على إحلال السلام والاستقرار والأمن وحرية أبناء اليمن وتوفير العيش الكريم لهم"
وأكد المرشدي في تصريح خاص لـ "الصحوة نت"، أن أداء الإصلاح يتجدد على مختلف الأصعدة، حيث أجريت على مستوى الأداء التنظيمي الداخلي كاستحقاق تنظيمي دوري في محافظات الجمهورية رغم أوضاع الحرب، وأن هذا يدل على حيوية الحزب وحركته المستمرة والفاعلة المتجددة دائما.
وأشار المرشدي إلى تجدد الحزب أيضا على المستوى الجماهيري حيث تمكن الحزب في حضرموت أن يجدد ألق الإصلاح، ورفع شعاره في أوساط الشباب الجامعي والوسط الرياضي الجماهيري، وكذا في مختلف فئات وشرائح المجتمع الحضرمي وربط علاقات إصلاحية بقيادات المجتمع السياسية والاجتماعية.

ولفت المرشدي إلى أداء الإصلاح في علاقته الخارجية، والتي شهدت تجيد وتعميقاً مع الغير، معيدا ذلك الفضل لحضور القيادة الحكيمة حضورها، والفعل الإصلاحي الداخلي القوي والبارز في مختلف مجالات العمل والمواقع الجغرافية على مستوى الساحة اليمنية قاطبة.
وأكد رئيس سياسية الإصلاح في ختام حديثه، أن التجمع استطاع بحضوره الفاعل والبارز والمؤثر أن يحافظ على مكانته المتقدمة، ويفرض نفسه كرقم صعب في هذا الظرف الاستثنائي، ولم تستطع القوى السياسية المنافسة والمعادية تجاوزه، بل يتم إشراكه في العملية السياسية وهي من أبرز المحطات والإنجازات والمواقف التي تحسب اليوم للإصلاح بأن يشارك القوى السياسية والمحلية والإقليمية والدولية في سير العملية السياسية الهادفة إلى إحلال سلام دائم في اليمن.