الإصلاح ليس رب إبله !

الإصلاح ليس رب إبله !

 

   من حقنا في التجمع اليمني للإصلاح و نحن نحتفل بالذكرى الثالثة و الثلاثين لتأسيسه أن نذكر و نؤكد بأن الإصلاح حزب سياسي، مدني النشأة، مدني التكوين، مدني المسار، مدني الأهداف و الوسائل.

 

   و تعجب حين تجد من يتعامى عن انقلاب 21 سبتمبر الكارثة و النكبة، ثم لا تجد لهذا الأعمى أو المتعامي أي حديث عن انقلاب عسكري مسلح برزت فيه جماعة الحوثي و عصاباته بكل أنواع الأسلحة؛ فيما يسعى جاهدا أن يصم الإصلاح بما هو بارز واضح في جماعة الحوثي الكهنوتية.

 

   هل كان هناك خيار آخر لمواجهة نكبة 21 سبتمبر، يوم  تخلى عن واجبه من كان واجبه الدفاع عن الدولة و الدستور، وزير الدفاع الأسبق، الذي مهد -حينها- لضرب موقف القوات المسلحة بسبب رغبةٍ ما، من هناك أو مخطط من هنالك، فراح يردد مرارا -و عصابات التمرد تتحرك هنا و تنتشر هناك -  فلا يخجل و لا يستحي من أن يقول إن الجيش يقف على الحياد ..!!

 

    يقف على الحياد بين من؟ هذه الخيانة تغاضى عنها الكثير، و سُكت عنها، كما يُراد السكوت عن نكبة21سبتمبر، و هما الطامتان الكبريان اللتان حلتا بالشعب و الوطن.

 

   أمام مثل هذا الاستهداف الاستئصالي المبَيّت؛ هل كان للشعب اليمني-و الإصلاح جزء منه- أن يتخلى عن واجبه المفروض؟

 

 هل كان هناك خيار آخر غير أن يهبّ  الشعب اليمني للدفاع عن مبادئ الدين و الهوية، و عن الثورة و الجمهورية، و عن قيم العدل و الحرية و السلام؟

 

   و كان الإصلاح-مع كل الأحرار- في هذا الخيار. فالإصلاح ليس رب إبله، و لا هو بعقلية من بيده القوة، و حين تأتي الحاجة لها، يلغي واجبها، و يردد على مسامعها ما توحي به الشياطين على أوليائها: بأن تقف على الحياد !

 

   لقد كان الإصلاح و سيظل صمام أمان وطنه، و درع حماية شعبه، متساندا مع كل الأحرار.

 

  كان يتطلع الإصلاح إلى حياة يسودها العدل الاجتماعي و النهج الشوري الديمقراطي،  و الحكم الرشيد، في وطن اتحادي يجد الإنسان اليمني في ظله عيشا كريما، و أن يلقى فوق ترابه أمنه و سلامته و استقراره. كما يجد تكافؤ الفرص متاحة أمامه و بين يديه، في السلطة  و الثروة ، لا يحتكرها حزب، و لا يستبد بها فرد، و لا يختزل الوطن جهة أوسلالة أو قبيلة.

 

   هذا ما يتطلع إليه الإصلاح، و كان يسعى إليه، فجاءت طامة 21 سبتمبر المشؤومة، فوجد نفسه في عمق معترك الدفاع عما يتطلع إليه، و يتطلع لمثله الشعب اليمني كله.

 

     يدرك الإصلاح تمام الإدراك، أن الأعباء زادت من بعد النكبة المشؤومة تلك، و أن تحقيق مثل  هذه المهام الجسام، و الأهداف العظام، و في الظروف التي تعيشها اليمن؛ لا يمكن أن يكون بمقدور حزب واحد أن ينهض بهذه المهام و تنمية الوطن . و من هنا فإن الإصلاح يتطلع إلى أن يعمل جنبا الى جنب مع كافة شركاء العمل السياسي في إسقاط المشروع السلالي الإيراني، و بناء اليمن الاتحادي الجديد.

 

     إن الحياة الكريمة، و الأهداف العظيمة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال دولة قائمة بأركانها، راسخة بنظامها، فاعلة بمؤسساتها و صدق وطنية قياداتها . و التجمع اليمني للإصلاح لا يرى له مستقبلا، و لا للوطن رفعة إلا بوجود دولة قوية تبسط نفوذها و تقود التحولات التنموية والديمقراطية و الحضارية.

 

   و اليوم يمر اليمن الجمهوري بأصعب مرحلة و أسوئها في العصر الحديث ، و هي مع صعوبتها تضع اليمنيين جميعا وجها لوجه أمام تحديات كبيرة، و ليس أمام الجميع إلا أن يواجهوا هذا التحدي بتحد أكبر و صمود أعظم، و اصطفاف جمهوري واسع.

 

   إن وحدة الصف لا تطبق بتصريحات، و لا خطابات، و إنما تطبق عمليا- اليوم- في ميادين المواجهات بإرادة حرة غير مقيدة... و بأداء سياسي متناغم و متحد، و بدور إعلامي وطني يروم الانتصار، و ينشد الحرية، و لا تشده أوضار النفس، و اطماع الحياة في أن ينصرف عن الواجب المفروض إلى مغريات دنيئة هابطة.

 

   و التجمع اليمني للإصلاح إنما هو جزء من كل، و فئة سياسية على الساحة من جملة القوى و الأحزاب و التنظيمات و المكونات السياسية و الاجتماعية الأخرى. و لا يتردد، و لا يتلجلج في الإعلان عن مواقفه هذه، و استعداده العمل في اصطفاف جمهوري واسع يحرر الأرض و الإنسان و يستعيد الدولة بكل مؤسساتها و يسقط كل مشاريع الزيف و الضلال، و في مقدمتها مشروع السلالة الإيراني.

 

 

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى