التعليم سبيل الارتقاء الوحيد للفرد و للمُجتمع و من أي نوع و في أي حقل من حقول الحياة المُعاصرة ، وكلّما رغبنا في الارتقاء أكثر كان علينا أن نتعلّم أكثر .
والتعليم كغاية سامية و مهمة دائمة من أهم مسؤوليات الجميع فهي مهمة جماعية يشترك الجميع في المسؤولية عنها باختلاف مقدار المسؤولية و طبيعة ذلك المقدار ، فالأب و الأم مهمتهم المتابعة و المتعلمون من أفراد الأسرة مهمتهم التشجيع و المعاونة في المذاكرة و المتعلمون في جميع مستويات التعليم تقع عليهم المسؤولية الأكبر فهم من يقع عليهم عبئ استيعاب المعلومات أي تحقيق التعلّم من خلال الحضور و الانصات و الهدوء و المشاركة و السؤال و القيام بالواجب المنزلي و المذاكرة المُنتظمة و الاستعداد الجاد للامتحان و دخوله باعتماد على النفس وهو من أرقى الفصائل الإنسانية و الإجابة المنظمة في غير تعجّل ولا تلهّف لمغادرة قاعة الامتحان .
و ثاني أعباء التعليم تقع على عاتق المعلمين والمعلمات و يُتقنونها من خلال التحضير الجيد و المُتمّكن في المادة عموماً والدرس المعني خصوصاً ثم الحضور المُنتظم في الصرح التعليمي و الاستيعاب الجيد لكامل الوقت المخصص مع الطلاب في الشرح المُبسّط للدرس من غير تعقيد ولا إسراع و توضيح ما قد يحتويه من غموض مُستعيناً بما استطاع من وسائل تعليمية و أن يتجنّب التركيز على فروع في المادة وإهمال أخرى فإنّ لكل منها قيمتها في البنيان التعليمي فإن كان لا يجيدها فإنّ عليه أن يمتلك و يتعلم إجادتها ، ومن المهم إشراك أكبر عدد من المُتعلمين و المُتعلمات أثناء تقديم الدرس و الامتناع عن الحرص على مشاركة أفراد دون سواهم ... ثم حين يحل زمن الامتحانات يضع الامتحان المتوسط المُناسب لعقول المُتعلمين و مداركهم و يعدل بينهم عند التصحيح و إدراج العلامات من غير إجحاف في إعطاء كل ذي حقه .. و لا يبخل في ختام عام دراسي عن مُتعلّم هادئ مواظب على الحضور تضمن له الانتقال للمستوى الأعلى .
وثالث الأعباء التعليمية التربوية تقع على عاتق الإدارة التعليمية التي تحرص على التنظيم الدقيق والعادل و الكفوء لمُجمل العملية التربوية و التعليمية في الميدان التعليمي الذي أُسندت لها مهمة إدارته وقيادته لتحقيق الأهداف المرجوّة تنشئة راشدة و استيعاباً للعلوم والمعارف النافعة ... وهو دور بالغ الحيوية لضبط الأداء وقيام كُلٍ بما هو واجب عليه ، و تتسلّح في سبيل ذلك بالصدق و العدل والأمانة و الحذر الشديد من المُحاباة أو التحامل و بأي مقدار فتكون في غاية الصدق في العمل وفي منتهى الشعور بالمسؤولية تجاه كل الذين يقعون في ميدانهم المخصوص .
ومن المهم للإدارة التعليمية أن تحافظ على البوصلة لجهة تحقيق هذه التنشئة و هذا الاستيعاب فإنّ مما يُهدد قيمة التعليم وجداوه ثقافة العلامة الكاملة و حصر الهم في الامتحانات و الاستيعاب اللحظي الخفيف العابر للمعلومة في أحسن الأحوال الذي لا يكاد يترسّب منه شيء في عقول المُتعلمين بما في ذلك تفويت فرص اكتساب مهارات القراءة والكتابة و الإدراك لما تتم قراءته و أسلوب الأداء الجيد للشعائر التعبدية اليومية و مهارات الحساب والقياس...