عام دراسي جديد في مارب، يلقي بهمومه على أولياء الأمور في ظل الغلاء وارتفاع سعر الصرف، أجبر كثير من أولياء الأمور العزوف عن شراء مستلزمات جديدة.
مسؤولو مكاتب التربية ومدراء المدارس يشكون من هموم أخرى تتعلق بالعام الدراسي تتمثل في المعلمين وتوفير أجورهم، وكذلك الكتاب المدرسي والمستلزمات وغيرها.
مسؤولية كبيرة
تواجه السلطة المحلية منذ سنوات تلك المهمة بمفردها دون شركاء سواء من الحكومة أو منظمات باستثناءات بسيطة كما يؤكد ذلك بعض المسؤولين.
تظهر إحصائية رسمية في العام 2010، أن عدد الطلاب بالمحافظة في التعليم الأساسي (حكومي وخاص) بلغ 51 ألف طالب وطالبة، و 7 الاف طالب في الثانوية العامة نحو ، وبلغ عدد المعلمين في المحافظة نحو 3600 معلم.
وبلغ اجمالي الطلاب الملتحقين بالمدارس للعام الدراسي 2021/ 2022، أكثر من 125 ألف طالب وطالبة، ولا زال العدد في ارتفاع، بزيادة سنوية تقدرها السلطات 20%وأن 4 آلاف معلم بحاجة إلى حوافز.
تكشف الأرقام الحجم الهائل الذي تحملته سلطات مارب بسبب الحرب والنزوح منذ 2015.
استمرار النزوح
في حديثه لـ "الصحوة نت" يؤكد مدير مكتب التربية بمحافظة مارب الدكتور علي العباب، أن استمرار النزوح أحد أسباب الازدحام الشديد في مدارس المحافظة، مشيرا إلى أن سبب النزوح البحث عن لقمة العيش.
وعدد العباب المشاكل التي تواجههم في المكتب تتمثل في العجز الكبير في الكادر التعليمي، وتأهيل الموجود، إضافة إلى العجز في المبنى المدرسي، والوسائل التعليمية والمستلزمات، المعامل والوسائل التعليمية.
وأضاف أن قضية رواتب المعملين الهزيلة أحد أسباب عزوف البعض عن التعليم والبحث عن مصدر آخر.
وأكد الدكتور العباب أن السلطة المحلية بالمحافظة تكفلت بطباعة المنهج، كل عامين بنحو مليون ونصف المليون كتاب.
72 ألف طالب في المخيمات
يبلغ عدد مخيمات وتجمعات النازحين بمأرب، 197 مخيما وتجمعا، بحسب الوحدة التنفيذية للنازحين بالمحافظة.
يؤكد مدير الوحدة التنفيذية، سيف مثنى، في حديثه لـ "الصحوة نت" أن عدد الطلاب النازحين الملتحقين بالتعليم أكثر من 52 ألف طالب، وأكثر من 20 ألف طالب وطالبة تسربوا من التعليم.
وأضاف مثنى أن الطلاب موزعين على 203 مدرسة حكومي، و60 مدرسة في مخيمات النزوح، و42 مدرسة خاصة، بينما فقد نحو 1500 طالب وثائقهم
وعن الاحتياجات أكد مثنى أن هناك حاجة لنحو 1100 فصل دراسي، و461، دورات مياه، و70 مدرسة بحاجة إلى ترميم وصيانة، وأكثر من 118 ألف حالة بحاجة إلى حقائب مدرسية وتغذية، ونحو 68 ألف بحاجة زي مدرسي، ونحو 4 آلاف معلم بحاجة إلى حوافز.
مخيم الجفينة
يعد مخيم الجفينة أكبر مخيمات النزوح في الجمهورية اليمنية، يضم آلاف الأسر أجبرتها مليشيا الحوثي الارهابية على النزوح والبحث عن مناطق آمنة.
يبلغ عدد الطلاب في مدارس مخيم الجفينة 13.500 طالب وطالبة، موزعون على 9 مدارس 7 أساسي، ومدرستان للبنات، (ثاني ثانوي فقط)، ولا يوجد مدارس ثانوية في المخيم بنين.
يؤكد مسؤول التعليم في المخيم، محمد سليمان، في حديثه لـ " الصحوة نت" أن كل مدارس المخيم تعاني من الازدحام، ويصل عدد الطلاب في الفصل الواحد 120 طالب.
وأضاف أن عدد المعلمين في مدارس المخيم 315 معلما، تم توفير عقود لهم حتى اليوم، و200 معلم لا يزالون بدون عقود، مؤكدا أن هناك متابعة حثيثة مع المنظمات والقطاع الخاص.
كنتيرات وخيام
معظم فصول المدارس في المخيمات عبارة عن "كنتيرات" وخيام مهترئة، تضاعف من ارتفاع الحرارة، إضافة الى الازدحام الشديد للطلاب.
في مدرسة النصر الأساسية في مخيم الجفينة تكسرت أخشاب السقف بسبب تسرب مياه الأمطار، في الفصول التي بنتها منظمة اليونيسيف قبل نحو عامين، يخشى الأهالي وقوع كارثة في انهيار السطح على رؤوس أبنائهم.
يناشد مدير مدرسة النصر الأساسية بمخيم الجفينة، منظمة اليونيسيف ومكتب التربية، ترميم تلك الفصول محملا الجهات المعنية المسؤولية، مشيرا إلى انه خاطب المنظمة والتربية لكنه لم يلق أي تجاوب.
وفيما يخص قضية المعلمين في المدرسة، يؤكد الشاوش في حديثه لـ "الصحوة نت" أن مكتب التربية بالمدينة منحه 8 عقود فقط من أصل 34 معلما ومعلمة عاملين في المدرسة، مشيرا إلى أن 7 معلمين لم يستلموا مستحقاتهم من العام الماضي.
معاناة كثيرة تعانيها مدارس المخيمات في عدم توفر مكاتب وأثاث الإدارة، وتوفر القرطاسية والمستلزمات التعليمية.
اقبال كثيف للطالبات
مدرسة صفية للبنات بمخيم الجفينة، هي الأكثر ازدحاما نظرا لوجود مدرستين فقط ثانوية الخاصة للبنات في المخيم.
تسرد مديرة المدرسة في حديثها لـ "الصحوة نت" عن الصعوبات التي تواجهها مع بداية العام الدراسي، أبرزها كثافة الإقبال للطالبات مع قلة عدد الفصول الدراسية، مشيرة إلى أن عدد الطالبات المسجلات خلال الأسبوع الأول بلغ نحو 1800 طالبة.
وأشارت الرفاعي إلى أن أسباب تلك الإقبال بسبب وجود مدرستين ثانوية بنات فقط في المخيم الأكبر، مؤكدة أن المدرستين لم تستوعب كل المتقدمات للدراسة.
وتعاني المدرسة كغيرها من مدراس المخيمات من العجز الكبير في تغطية رواتب المدرسين، إضافة على العجز في المنهج خاصة للمرحلتين الإعدادية والثانوية.
وللعام الثاني على التوالي تكفلت السلطة المحلية بدعم حافز لكل المعلمين العاملين في الميدان بمبلغ 30 الف ريال، كنوع من التخفيف عن المعلمين الذين يعانون بسبب تدني رواتبهم أو عدم توفرها لدى البعض.
كما تلجأ بعض المدارس لفرض رسوم رمزية على الطلاب نهاية الفصل الدراسي بهدف توفير مبالغ مالية للمعلمين ورغم ذلك لا تزال المشكلة قائمة دون حل نهائي.