نظام الملك (2)

نظام الملك (2)

كان البويهيون قد تسلطوا على الدولة العباسية أيام ضعفها،

حتى بلغ من تسلطهم أن قتلوا خليفتين من خلفاء بني العباس الذي لم يعد لهم من الخلافة إلا الإسم.

 

   بالغ البويهيون في إظهار نزعة التشيع و مناصرة منتسبيه و مساندتهم و دعمهم، و حين كانوا يفعلون ذلك؛ إنما كانوا مدفوعين بنواياهم السياسية و أغراضهم الباطنية الشيعية، و نزعتهم الفارسية التي يبكون تاريخها الغابر.

 

   كان البويهيون أول من بدأ يظهر و يناصر إظهار الطقوس الشيعية الخرافية، و لا مقارنة بين ما كانت تفعله الشيعة في عهدهم و ما أصبحت عليه طقوسهم المشحونة- اليوم- بأنواع الخرافات و الخزعبلات و الأباطيل، و المزاعم.

 

   لقد أخذت تلك المزاعم و الخرافات تتطور من حيث زيادتها عددا و كمًّا و موضوعا. فعلى سبيل المثال لم يكن ما تعرف بالحسينيات، و لا مواكب المسيرات الشعبية( اللطم) معروفا إلا مؤخرا، كما أن أول حسينية ظهرت كانت سنة 1876م. و أول حسينية في كربلاء سنة 1906م. مما يعطيك الدلالة الواضحة أن المزاعم و الادعاءات، و الخرافات ظلت تتوسع، و تزداد وفق المشيئة السياسية المستثمرة لهذه الافتراءت، مثلها مثل اختلاقهم لما يسمى بولاية الفقيه ليحلوا بها معضلة دعواهم دخول آخر أئمتهم السرداب سنة 260هـ. بينما الحقيقة التاريخية تثبت أن هذا الإمام لم يخلق أصلا، و لكن ليحلوا إشكالية أن الإمام الذي يلي الإمام الهالك لا بد أن يكون ولدا له، و لا يجوز انتقالها لأخ أو عم، راحوا يختلقون مسمى ولاية الفقيه، كمنصب مؤقت لحين خروج من في السرداب ..!!

 

   تبنت الدولة البويهية نشر خرافات و مزاعم الشيعة بقوة السلاح و السلطان، فعمت الأساطير و الأباطيل، و الطقوس الفارسية الأصل أو المرجع ذلك العهد.

 

   و ما أشبه الليلة بالبارحة، و ما أشبه سلوك جماعة الحوثي اليوم من حيث فرض أباطيلهم و مزاعمهم الخرافية بما كان أيام دولة بني بويه، مع فارق زيادة مزاعم و خرافات الحوثي  هذه الأيام، تبعا لزيادتها في إيران، فليس القوم هنا إلا تبعا و عببدا لما يطبخ في مدينة قُم هناك.

 

   ظن الناس حينها - أيام دولة بني بويه - أن دولة كسرى قادمة، لكن الذي حدث غير ذلك التوقع البائس اليائس، فقد برزت دولة السلاجقة التي أسقطت البويهيين، و كنست معهم خرافاتهم و مزاعمهم؛ ليس بقرار و لا مجرد إصدار أوامر،  و إنما تصدى لهذا العمل العظيم وزير دولة السلاجقة علي بن الحسن بن اسحاق الملقب بنظام الملك، حيث أسس المدارس، و قام بشؤون التعليم خير قيام، و نشر هذه المدارس في عموم الدولة، و استجلب لها أكابر العلماء و فحول المعلمين، ليقوم بعدها هؤلاء الذين تخرجوا عن هذه المدارس بالانتشار في أنحاء الدولة يمحون ضلالات بني بويه، و يزيلون خرافاتهم و ينيرون الدروب بالعلم الصحيح، و الدين الحق.

 

   و أطلق على هذه الطريقة التعليمية، مصطلح:  التعليم النظامي، نسبة إلى نظام الملك، و هو المصطلح القائم  حتى اليوم.

   كان نظام الملك وزيرا للسلطان ألب أرسلان، و كان معه حاضرا في معركة ملاذ كرد الشهيرة.

 

   ضاقت الشيعة يومها ذرعا بالسلاجقة، و أكثر من ذلك امتلأت غيظا و حقدا على نظام الملك، فدست له من ينفذ فيه عملية اغتيال غادرة و في شهر رمضان؛ لأنها رأت في عمله العلمي الجبار هدما لمشروعها الظلامي الضال المضل، و هو ما ورّثته لمنتسبيها عبر التاريخ، من خرافات و مناصرة لهذه الخرافات بالإرهاب،  و الاغتيالات.

 

   بالعلم و التعليم و المقاومة المجاهدة؛ تتحطم الأصنام، و صانعي الأصنام، و خرافات الأصنام، و في التاريخ العِبر، و عبر الأجيال رجال.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى