التجمع اليمني للإصلاح.. صدق المبادئ وقوة الانتماء

التجمع اليمني للإصلاح.. صدق المبادئ وقوة الانتماء

من السهولة بمكان على كثيرين، أفرادا ومجاميع، إطلاق شعارات الولاء والانتماء للأوطان والمبادئ، بل من السهل رفع الشعارات طيلة عقود، فتتصدر الخطابات والتصريحات وعناوين الصحف، ولكن شتان بين الدعوى المجردة، وإثبات الدعوى بالبرهان الساطع والدليل القاطع، فالأخير هو المحك العملي بلا نزاع، ونصوص القرآن المجيد هادية بوضوح إلى هذا المفهوم، حيث قرنت بين الإيمان والعمل الصالح في عشرات النصوص "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا"..

وبالتالي، لا غرابة إذا وجدنا مفهوم البرهان العملي في ثقافتنا قد صار حكمة بل مثلا سائرا مفاده: "العمل ترجمة للمعتقد"، وعلم النفس يؤيد ذلك: "السلوك يصدر عن التفكير".

على أنه يمكننا القول جازمين إن هدفنا من كتابة هذه السطور عن " تجمع الإصلاح" هو تحري الموضوعية المستندة إلى حقائق الواقع، بمعزل عن تدبيج الخطاب الإنشائي.

يمتلك حزب الإصلاح رصيدا من الحقائق الساطعة على صدق الولاء للمبادئ، وتعضد البراهين الجلية القاطعة صحة انتماء الإصلاح لوطنه وأمته، وتؤكد دوره الوطني في إرساء السلام والأمن وترسيخ قيم التعايش، وتعزيز مسار النضال السلمي في البناء والتنمية والتغيير السياسي حفاظا على الاستقرار.

وبعد الانقلاب السلالي العنصري الإرهابي المليشاوي، وجدنا تجمع الإصلاح يسير في ذات النهج دفاعا عن خيار الشعب المتمثل في النظام الجمهوري والدستور ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وقرارات المنظومة الدولية.

وعليه، فإن حزب الإصلاح وهو يمتلك ذلكم الرصيد الوطني الضخم، وسطية واعتدالا، في الرؤى السياسية والمواقف الوطنية المبدئية الثابتة، بالإضافة إلى تضحياته الجسمية المجسدة للانتماء الوطني، كل ذلك يجعله بعيدا عن أي رغبة أو تفكير بالمديح والثناء.

الواقع أن مواقف الإصلاح على الساحة الوطنية، يحتاج تحريرها مجلدا ضخما، ولكننا وتفاديا للإطالة سنتناول جزءً من سيرته وأدواره من خلال ثلاثة محاور رئيسية هي:

1- الولاء للمبادئ
2- التضحيات الضخمة
3- التميز في العلاقات

أولا، الولاء للمبادئ

يتجلى الولاء للمبادئ لدى الإصلاح في صور ومعالم أبرزها: السعي إلى بناء تدين مجتمعي واعي، مستندا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، انطلاقا من مبدأ الوسطية بعيدا عن التشدد والتعصب المذهبي. والإصلاح يستخدم الدعوة بالتي هي أحسن في ميدان القطعيات ، عقائد وفرائض وعقوبات وكفارات، موضحا بالأدلة من الكتاب والسنة، مؤكدا في أدبياته أن سنة التدرج والمرحلية والأولويات، والدعوة بالحسنى.. كل هذه الأساليب أساسها الكتاب والسنة واستلهام منهج السلف الصالح، واختيار القول الصالح النافع ورفض الغلو والتعصب.

فإذا جئنا إلى المجال السياسي فقد انتهج الإصلاح خطا سياسيا واضحا أساسه التمسك بالنظام الجمهوري ومبادئ الثورة والدستور والقانون، إرساء للسلام والأمن والاستقرار، وسلك خطا واضحا هو النضال السلمي والتغيير عبر صندوق الاقتراع، والرفض القاطع للتغيير بالعنف بشتى وسائله، مشدداً على الحفاظ على كيان الدولة والقبول بنتائج الصندوق، متمسكاً بالتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، كطريق للتنمية وترسيخ الوعي المجتمعي بأسس التغيير السلمي، والقبول بخيارات الشعب والتسليم بنتائج العملية الديمقراطية أيا كانت.

ولا ننس في هذا الصدد أبرز معالم الولاء للمبادئ والمتمثل في تكوين اللقاء المشترك على أساس "القواسم المشتركة"، وفي هذا السياق نجد أن الإصلاح قد تنازل للمشترك عن دوائر انتخابية شبه محسومة لصالحه.

الجدير ذكره أن جهات داخلية وخارجية ذات شأن أشادت بهذه التجربة اليمنية الفريدة والمعززة لصدق التوجه السياسي للإصلاح في الولاء للمبادئ الوطنية العليا.

وبعد ثورة 11 فبراير جسد الإصلاح موقفه وولائه الوطني الثابت في انتخاب رئيس الجمهورية التوافقي، وفي أول حكومة توافقية -برئاسة باسندوة- قبل المشاركة بأربعة حقائب وزارية( من 34 حقيبة وزارية)، رغم ما يمثله الإصلاح من حضور وثقل سياسي كبير على الساحة اليمنية. كما أستخدم الإصلاح ثقله السياسي في إقناع بعض الجهات المتشنجة تجاه حزب المؤتمر، مؤكدا من خلال وسائله الإعلامية أن المصلحة الوطنية العليا تقتضي بقاء حزب المؤتمر واستمرار التعاطي معه. وترتب على هذا الموقف القبول بـ50% للمؤتمر داخل الحكومة وفي لجنة الحوار الوطني.

وبعد الانقلاب السلالي العنصري مارست مليشيا الانقلاب أعمالا إجرامية طالت أعضاء وقيادات حزب الإصلاح اختطافا وتعذيبا وقتلا، وتفجير عشرات المنازل، ومصادرة مقرات الحزب وممتلكاته، وتشريد الاف الأسر، وظل الإصلاح متحليا بضبط النفس خشية الانجرار إلى الاحتراب الداخلي "من طاقة إلى طاقة". على قول بعضهم.

وإمعانا في تعزيز مبدأ التوافق والشراكة الوطنية، وافق الإصلاح على التوقيع على ما سمي حينها "اتفاق السلم والشراكة" تحت رعاية دولية، مؤكداً أن الحوار هو الحل الأمثل لتجنب الصراع وتدمير البلد. إلا أن السلالية العنصرية التي شاركت الأحزاب التوقيع على تلك الوثيقة، سرعان ما كشفت عن أهدافها الملتوية ضد الخيار الشعبي المتمثل في الإجماع على الشرعية السياسية ومخرجات الحوار الوطني، واتجهت على الفور إلى إسقاط الشرعية السياسية ممثلة بالرئيس الشرعي المنتخب.

وبعد دعوة الرئيس للتحالف العربي أعلن الإصلاح موقفه المبدئي الثابت المتمثل في الوقوف إلى جانب الشرعية والتحالف العربي حفاظا على مكتسبات الشعب في النظام الجمهوري والديمقراطية والتعددية والشرعية السياسية... إلخ.

من خلال ما تقدم يتجلى للمنصف ثلاثة مواقف مبدئية عليا للاصلاح هي؛ الولاء للمبادئ، والثبات عليها، وصدق الانتماء للقيم الوطنية العليا.

ثانيا، التضحيات الضخمة

التضحيات الضخمة التي قدمها الإصلاح طالت الكثير من أعضائه وأنصاره، كما طالت أيضا عددا غير قليل من أبناء الشعب الشرفاء والحاضنة الشعبية، حيث انخرطوا اقتداء بموقف الإصلاح الثابت تجاه قضايا الوطن.. إن موقف الإصلاح الذي عززته تضحياته أثمر التفاف الحاضنة الشعبية حول الشرعية السياسية في دعم المقاومة الشعبية والجيش الوطني بصورة غير مسبوقة.

وكان خطاب الحاضنة بلسان المقال والحال ينبئ إن التفافها حول الشرعية السياسية انطلق أسوة بالموقف المبدئي والوطني الصادق لحزب الإصلاح، والتفاف الوطنيين الشرفاء حوله دفاعا عن الجمهورية والقيم الوطنية العليا، وسخاء تضحياته اللافتة للنظر والتي طالت قيادات الإصلاح وأبنائهم وأقاربهم، ناهيك عن المختطفين الذين قضوا نحبهم تحت التعذيب الوحشي لمليشيات الحوثي الإرهابية.

ثالثا، التميز في العلاقات

قلنا آنفا إن الالتفاف الجماهيري المتمثل بالحاضنة الشعبية وكل الشرفاء كان اقتداء بموقف الإصلاح دعما للشرعية السياسية، وعند ما طرحت التساؤلات حول الزخم الصادر عن الحاضنة الشعبية جاء الجواب: يعود الزخم إلى العلاقات المتميزة للإصلاح، إلى جانب ثباته وتضحياته وصدق انتمائه الوطني، حيث يرى الإصلاح إن تضحياته واجب وطني، مقدرا في الوقت نفسه دور الحاضنة الشعبية وكل الوطنيين الشرفاء.

شهادات منصفة

وطننا الحبيب لا يزال متميزا بالكثير من الشرفاء المنصفين النازحين داخل الوطن وخارجه والذين يتابعون الموقف الوطني لحزب الإصلاح ودوره في إيجاد الحاضنة الشعبية.. أولئك المنصفون كتبوا شهاداتهم المنصفة لله وللتاريخ.

ولا شك أننا عاجزون عن استعراض تلكم الشهادات جميعها، لكن ما يمكننا قوله هو إن تلكم الشهادات المنصفة بمختلف صيغها قد التقت عند دلالة واحدة هي: التألم الشديد إزاء مواقف قلة قليلة من الشباب المستقلين والحزبين الذين خضعوا- للأسف- للاستقطاب، فتميعت مواقفهم اللاهثة خلف المشاريع الصغيرة.

موقف الإصلاح يعكس مظاهر قوة المجتمع

هذا المفهوم سمعناه حرفيا من شخصيات أكاديمية غير حزبية، وهنالك شخصيات أخرى أكاديمية وغيرها رددت المفهوم الآنف بالمعنى، معللين القول إن الإصلاح يتمتع بحضور جماهيري مدني غير عادي بالإضافة إلى علاقات حسنة متميزة تجاه الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، مؤكدين القول إن ذلكم الحضور المدني للإصلاح يعتبر أحد أهم مظاهر القوة المجتمعية، ولولا ذلك الحضور لم تكن تلك القوة المجتمعية، والتي تمثل بارقة أمل لاستكمال التحرير ودحر المليشيات السلالية الانقلابية تحت راية الشرعية والتحالف العربي المساند لها.

إن مواقف حزب الإصلاح شاهدة على ثباته الصادق والدؤوب على المبادئ، بما يعزز قيم الانتماء الوطني ويصونها بشتى صور النضال والتضحيات.

ودوما نكرر أن حزب الإصلاح ينظر إلى موقفه باعتباره واجباً وطنياً لا منة فيه، وإن سنن التاريخ كفيلة بتسجيل تلك المواقف وإنصافها، كما أنها كفيلة بكشف تلك الحقائق وإن طال الزمن، فالتاريخ هو مخزن الشهادات التي سينبثق عنها أحكام ساطعة بالحقائق سطوع الشمس، والتي ستكون بدورها معالم تقتدي بها الأجيال.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى