والشجرة الملعونة: الميتاتاريخ ولعنة العنصرية

والشجرة الملعونة: الميتاتاريخ ولعنة العنصرية

عبثا تحاول الحوثية تفسير أو إعادة تأويل للآية ستين من سورة الإسراء المختزلة في قوله تعالى "والشجرة الملعونة"، وأن المقصود بذلك بني أمية، أي حكم بني أمية ابتداء بمعاوية وانتهاء بعمر بن عبدالعزيز.

فالحوثية باستدعائها لل"ميتاتاريخ"،أي اخضاع التاريخ والمنطق لحتمية لا تاريخية من خلال التدخل الرباني، الذي يمنح أفرادا أو فئة او بيتا أو اسرة بعينها ويصطفيهم، ويرفعهم عن باقي الناس، ينزههم عن الخطأ والخطيئة، وبالتالي لا مجال للواقع والوقائع التاريخية هنا، إنها العدمية والوهم، وكم هائل من أدلجة للتاريخ والوقائع، قلب للحقائق وأملا في تبرئة ساحتها بجعل بني أمية ضحيتها وقربانها الديماغوجي.

فلوثة الحوثية وليها عنق الحقيقة في تأويلها للآية ومحاولة ربطها ببني أمية توضح وتكشف كنه الصراع وأسسه ورسمه، اذ هو صراع سياسي، فدولة المدينة لم تكن دينية وتأسست على المواطنة بالمفهوم المعاصر، وقوامها اجتماعي/سياسي/اقتصادي/ثقافي، لا كما تحاول الحوثية شدنا إليه، إذ هي تشدنا للخلف، للماضي، للهوة السحقية، للاتاريخ، إلى اللاواقع ككل.

لم يقل ابن عباس بل قال أن الشجرة هي شجرة الزقوم- بما قالته الحوثية، ولا ما ذهبت إليه الخامينية او الخامئينية-سيان-؛ حيث ذهبوا إلى أن المقصود بالشجرة الملعونة "آل سعود"!

ليس لأن حكم بني أمية قد بدأ من عام٤٠-٤١هجرية، ونزول الآية والسورة مكية ماخلا آيات منها قبل فتح مكة ولحظة اسلام معاوية نفسه كمؤسس للدولة الأموية، ولا حتى في تصفحنا لأسباب النزول ما يدل على ذلك، بل بسبب رؤيا واثناء اعتراض المشركين على حادثة وقصة الإسراء برمتها.

أما إذا كانت الحوثية ومن على شاكلتهم تتقصد بني أمية كفاسدي جين ومتوارث فعجب تام، اذ أن نسب بني هاشم وبني امية يلتقيان ويصبان بمجرى الوراثة نفسه، ولم تصادق أي نظرية في علم الجينات على هذه اللوثة وهذا الطرح اطلاقا!

اذن فكل هذا يظهر وبجلاء تام المنبت اليهودي في التفكير ومدى تغلغله وجذوره وصلته بالأفكار العنصرية والجماعات السلالية والفئويات البغيضة، طريقة وسردية واتجاها وتوجها؛ فمن "شعب الله المختار" إلى نحن" ابناء الله واحباؤه"، وتحديد المساواة في الإطار اليهودي العرقي، والحكم بفناء باقي الشعوب والفئات والجهات الأخرى ما زال يفعل فعله قتلا وارهابا، وعداوة وانقساما ودما، استبدادا، وموتا وتسلطا وافقارا.

وإذا كنا نؤول القرآن لأننا نفهمه كما قال هيدغر؛ فإن الحوثية تؤوله هنا لأغراض نفسية سيئة، اذ تعرف أن الدين والسياسة والعالم وروح العصر والمجتمع والشعب على النقيض منها، ولو تمترست باستراتيجية دولية واقليمية قذرة وتسربلت بإيمان زائف.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى