طريق بعدان في إب.. خراب وانهيار كلي يفضح مليشيا الحوثي ويكشف معاناة المواطنين

طريق بعدان في إب.. خراب وانهيار كلي يفضح مليشيا الحوثي ويكشف معاناة المواطنين

الانهيار المتواصل في طرقات محافظة إب، واحدة من المعاناة اليومية، لأبناء المحافظة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، حيث تكبر هذه المعاناة بشكل يومي ولا أفق لتوقف أو تخفيف هذه المعاناة، بالرغم من المحاولات المجتمعية الهادفة للتخفيف ولو بحدودها البسيطة.

 

طريق مديرية بعدان الذي يبدأ من طلعة نقيل بعدان شرق مدينة إب وينتهي بمركز مديرية بعدان، ويربط المديرية بأربع مديريات أخرى هي ريف إب والشعر والمشنة والسبرة، فضلا عن مناطق مرتبطة ببلدات محاذية لمحافظة الضالع من جهة شرق إب وغرب الضالع، يعد واحدا من أبرز الطرقات التي انتهت ولم تعد سوى عنوان لمعاناة أبناء مديرية بعدان الذين يكابدون تبعات انهيار الطريق الرئيسي الرابط بين مديريتهم وبين مدينة إب عاصمة المحافظة.

 

انزلاقات صخرية وترابية

 

الأيام القليلة الماضية شهدت العديد من مناطق طريق مديرية بعدان الرابط بينها وبين مدينة إب عاصمة المحافظة انهيارات صخرية وترابية عدة في أكثر من مكان، وتسببت بعرقلة وتوقف حركة السير ومعاناة كبيرة لأبناء المديرية.

 

وأفاد العديد من أبناء المديرية وشهود عيان، بتساقط أحجار كبيرة وإنزلاقات صخرية وترابية شهدتها طريق منطقة "الميدان" بمديرية بعدان شرقي إب، أدت لمعاناة كبيرة للمواطنين عقب توقف وعرقلة الحركة في الخط الرئيسي للمديرية وسط غياب أي دور للجهات المعنية الخاضعة للمليشيا لفتح الطريق، ما دفع الأهالي لتبني مبادرات محلية ومجتمعية نجحت في التخفيف الجزئي من معاناة الأهالي جراء الخراب الذي تعرضت له الطريق نتيجة الإنزلاقات الطينية والصخرية في المديرية.

 

وخلال الأشهر والأسابيع القليلة الماضية، كشفت الأمطار حجم المعاناة التي لطالما تحدث عنها أبناء مديرية بعدان، وبحت أصواتهم المطالبة بإصلاح الخط الرئيسي، غير أن مطالبهم قوبلت بالصمم واللامبالاة من قبل مليشيا الحوثي والتي تحكم قبضتها على المحافظة منذ تسع سنوات.

 

الأمطار التي تشهدها المحافظة المعروفة بـ "اللواء الأخضر"، زادت معها معاناة المواطنين بشكل كبير وغير مسبوق، نتيجة توسع الخراب في جميع طرقات المديرية، خصوصا وأن المحافظة المطيرة، تعد من أهم المحافظات التي تحظى بأمطار موسمية غزيرة، الأمر الذي ساهم بشكل لافت في انتشار الحفر والخراب في كافة الطرقات والمنعطفات المؤدية إلى مركز المديرية، وانتهاء المادة الإسفلتية منها.

 

غياب فاضح

 

ليست الأمطار وحدها من جعلت طرقات مديرية بعدان شرقي إب، سببا للخراب والدمار، فكل بلدان العالم تصلها الأمطار، وبعضها بنسب أكبر مما هو في محافظة إب، غير أن أبناء مديرية بعدان يؤكدون أن السبب الأبرز والأكبر للدمار وإنتهاء الإسفلت من طرقات المديرية، هو غياب أي دور للجهات المعنية لإصلاحها والتخفيف من معاناة المواطنين، والتعامل مع المحافظة من قبل قيادات مليشيا الحوثي كمحافظة عليها توريد الأموال والجبايات مركزيا، فيما لم تفكر قيادات المليشيا في منح المحافظة ولو أبسط مقومات الخدمات العامة كالطرقات وإصلاح الشوارع في عاصمة المحافظة.

 




الناشط مالك بن حاجب كتب معلقا على طريق بعدان عقب زيارة المديرية بالقول: أثناء رجوعنا من حيث ذهبنا وبعد الأمطار التي من الله على محافظة إب، أحزنني طريق بعدان منتهي الصلاحية الذي سمعت عن خرابة ولم أره إلى ذلك اليوم، ناهيك عن حوادث السير والأحجار والأتربة والشجر تتساقط على قارعة الطريق لتشكل تهديد خطير على الناس وحياتهم..

 

وتساءل بن حاجب بالقول: أين دور المسؤوليين المحسوبين على بعدان ؟ ماذا قدموا لهذه المديرية التي تعتبر القبلة الأولى للسياحة في المحافظة؟

 

دليل فساد

 

الشاب باسم يحيى أحد أبناء مديرية بعدان أرفق عددا من الصور لطريق بعدان والحفريات قد شكلتها طرق مغايرة لما عهده الناس، والمياه تملأ تلك الحفريات، حيث علق بالقول: "طريق بعدان.. إن وجدت سلطة تقول إنها لا تخطئ، وتعاقب من يصفها بهذا منتقدا أو مختلقا بوعي وغيرة على الوطن، فاعلم أنها غارقة في الخطيئة لناصيتها".

 

وأكد "باسم" أن من يحكم المحافظة غارق بالخطايا والفساد، حيث أفاد بالقول: "هذه هي خلاصة أو استنتاج، بل حكمة، يعرفها من يقرأ تاريخ الحكم في بلدان عديدة. فمن يعمل لصالح الوطن لا يحتاج إلى أن يعلن هو هذا، إنما يشهد له الناس به"، في إشارة إلى أن من يحكم لا يعمل لأجل الوطن وما يشهد به المجتمع والناس ككل خير شاهد.

 

إهمال وخسائر

 

الناشط علي التويتي وهو أحد أبناء مديرية السدة المحاذية لمديرية بعدان كتب على صفحته بموقع فيسبوك بالقول: "كارثة إب 99٪ إدارية، واحنا نازلين من نقيل بعدان واثناء المطر مجاري تصريف السيول التي بجنبات الطريق مسدودة والمياه تمشي فوق الاسفلت وتدمره تماما"، مضيفا: "ليس هناك اي مسؤولية من ادارة المحافظة لفتح مجاري تصريف السيول وتنظيفها للحفاظ على ما تبقى من اسفلت".

 

وأشار إلى أن الإهمال الذي تتعرض له الطريق وغياب فتح قنوات تصريف السيول يساهم في دمار وخراب الطريق، حيث قال: "بهذه الطريقة مهما رممت ومهما عملت صيانة السيول تدمرها بكل بساطة".

 



وتابع بالقول: "السنة الخامسة أزور مدينة إب من بعدان ولم تستطع الدولة صيانة هذا الخط الهام والرئيسي للمحافظة مثل بقية الشوارع داخل المدينة، بدون تصريف مياه الامطار لن يصمد الاسفلت أبدا".

 

وحذر التويتي من انتهاء كلي للطريق الحيوي والخسائر الكبيرة عن انتهاء ودمار الخط، مطالبا بفتح قنوات تصريف السيول قائلا: "افتحوا مجاري تصريف السيول قبل ان يتحول نقيل بعدان بأكمله الى طريق ترابية وعرة غير صالحة للسير.. هذه المدينة بسبب الاهمال تخسر كل عام مليارات الريالات بسبب سوء الطرق والازدحام الخانق".

 

المليشيا تريد طرق ترابية

 

المواطن جمال أسعد قال معلقا على الخراب الذي يسود طريق بعدان: "هذا هو ما يريدوه، طرق ترابية، بينما جيبوهم مسفلته وجيوب ذويهم كذلك، هؤلاء ما جاؤوا من غبار التاريخ ليبنوا شيء بل ليهدموا كل ما تم بناؤه، والكوز المركوز حقنا ـ يقصد محافظ المليشيا في إب ـ مغيب عن حاضر المحافظة ومستقبلها مع الأسف".

 

العديد من أبناء مديرية بعدان، نشروا صورا عدة لطرقات بعدان، محملين القيادي في مليشيا الحوثي "صادق حمزة" المعين من قبل المليشيا وكيلا للمحافظة، وهو أحد أبناء مديرية بعدان، المسؤولية عن معاناة أبناء هذه المديرية جراء خراب ودمار الطريق الهام والرئيسي في المديرية، مؤكدين أن قيادات المليشيا في المديرية أو المحافظة لا يهمها التنمية والطرقات ومعاناة الناس بقدر اهتماههم بجيوبهم ونهب الأموال والثراء على حساب معاناة الشعب.


الناشط والدكتور مصطفي الفهد قال إن خط بعدان الشعر طريق رئيسي آلاف السيارات تمر يوميا فيه، مشيرا إلى أن مديرية بعدان تتكون من 18 عزله و320 قرية، ونصيبها من المناقصات صفر، متسائلا عن سبب حرمانها من أي مشاريع خدمية وإصلاح الطرقات.

 


 

مبادرات يتيمة

 

وتشهد الطرقات المحلية بمديرية بعدان، عمليات إصلاح وتعبيد واسعة بمبادرات مجتمعية ومحلية عدة، بعد أن وصل الأمل بإصلاح طرقاتهم من قبل الجهات المعنية الخاضعة للمليشيا حد اليأس الكلي، لذا تحولت طرقات العزل والقرى المحلية لورشة إصلاح مفتوحة كلفت الأهالي والمغتربين من أبناء المديرية مئات الملايين، لتمثل هذه المبادرات عنوان للبحث عن الخدمات وتطلع الناس للتقدم وتوفير الحد الأدنى من متطلبات المديرية، غير أن هذه المبادرات تظل عاجزة عن إصلاح الخط الرئيسي الهام والحيوي الرابط بين المديرية وعاصمة المحافظة.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى