تفاقمت أزمة الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن ووصلت إلى ذروتها وألقت بظلالها على كل مناحي الحياة حتى أصبحت من أشد فصول المعاناة التي يعيشها سكان هذه المدينة الأمر الذي جعل قطاع الكهرباء يحتضر ويعيش لحظاته الأخيرة.
وفي ظل تلاشي الوعود المتكررة بإيجاد الحلول لمشكلة الكهرباء وصل عدد ساعات الانقطاع لخدمة التيار الكهربائي خلال اليومين الماضين الى 9 ساعات مقابل ساعتين يعود فيها التيار للخدمة وذلك بسبب نفاذ الوقود الذي تسبب بتوقف 80 % من الطاقة الإنتاجية بحسب مؤسسة الكهرباء.
وتأتي هذه المعاناة وسط صمت الجهات الحكومية المعنية وفي مقدمتها وزارة الكهرباء والسلطة المحلية التي تحاول التهرب من المسؤولية ورميها على جهات حكومية أخرى.
ومع هذه المعاناة والوضع الكارثي الذي يعيشه أبناء المدينة جراء ارتفاع درجة الحرارة وانهيار خدمة الكهرباء اضطرر السكان ممن لديهم القدرة على شراء الألواح الشمية والأجهزة الكهربائية من أجل التخفيف من المعاناة التي يعيشونها.
في الوقت ذاته ظل قرابة 80% من أبناء المدينة الذين لم تسمح لهم ظروفهم المعيشية الصعبة شراء مثل هذه الأجهزة يعانون من حر المدينة لفترات طويلة ويعيشون أياماً صعبة خصوصا كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وهو ما أدى إلى غضب الشارع العدني تجاه تردي خدمة الكهرباء.
حيث تعتبر أزمة خدمة الكهرباء في مدينة عدن إحدى الأزمات المتجددة التي تعيشها المدينة كل عام وذلك بسبب العجز الكبير في توليد الطاقة وعدم توفر الوقود إضافة الى الأعطال المتكررة في خطوط ومحطات الطاقة وهو ما فاقم من الوضع الإنساني في المدينة وجعل سكانها يقضون أوقاتا طويلة تحت رحمة الظلام وحراره الصيف في المدينة .
خروج شبه كلي
خلال اليومين الماضيين شهدت خدمة الكهرباء تدهورا كبيرا وخروجا شبه كلي عن الخدمة دخلت معه مدينة عدن في ظلام دامس وتفاقمت معاناة المواطنين أكثر فأكثر جراء ارتفاع درجة الحرارة وذلك بسبب تزايد عمليات انقطاع التيار الكهربائي.
حيث أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء بمدينة عدن في وقت سابق توقف 80%من المنظومة عن الخدمة بسبب نفاذ وقود محطات التوليد الكهربائي وخروج محطة الحسوة عن الخدمة.
وقالت المؤسسة في بيان لها إن جميع مناشداتها المتكررة لم تلقى استجابة حقيقية تضمن استمرارية التشغيل لمنظومة التوليد مما ادى الى توقف أكثر 80% من المنظومة عن الخدمة في ظل ارتفاع حجم الطلب على الطاقة .
وبحسب مصادر عاملة المؤسسة العامة للكهرباء تحدثت في وقت سابق لـ " الصحوة نت " فان قرابة 110 ميجا وات هي إجمالي ما تبقى من التوليد في الخدمة من أصل 320 ميجا في حين بلغت أحمال مدينة عدن أكثر من 650 ميجا .
وأوضحت المصادر أن توربين محطة الرئيس بترومسيلة هو الذي بقي في الخدمة بقدرة طاقة انتاجية بلغت 90 ميجا وات والذي يعمل بالنفط الخام الى جانب عدد ضئيل جدا من مولدات محطات الديزل في حين توقف عدد كبير منها خلال الساعات الماضية .
وضع كارثي
تقول أم خالد وهي أحد سكان مديرية كريتر إن الوضع في مدينة عدن أصبح كارثيا بسبب الانهيار شبه التام لخدمة الكهرباء خصوصا خلال فصل الصيف إضافة الى انهيار الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار في المدينة.
وتضيف أم خالد في تصريح خاص لـ "الصحوة نت" أن انقطاعات الكهرباء وصلت في اليومين الماضيين إلى أكثر من 18 ساعة يوميا بمعدل تسع ساعات مقابل ساعتين يتم فيها توصيل التيار وهو ما تسبب بمعاناة كبيرة للأسر العدنية.
وتشير إلى أن مدينة عدن تعيش هذه الأيام حراً شديداً لا يستطيع الإنسان الشاب والسليم تحمله وأن المعاناة تشتد اكثر خصوصا عند الشيوخ والعجزة وإصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون من أمراض الربو والقلب والذين قد يؤدي بهم الأمر إلى الوفاة إذا استمر الحال كما هو الآن .
وتؤكد أم خالد أن تفاقم العجز في توليد الطاقة الكهربائية سيؤدي إلى تركهم فريسة لموجة الحر الشديد خصوصا مع استمرار غياب الحلول الجذرية لهذه الأزمة التي يعانون منها بشكل متكرر خصوصا خلال فصل الصيف من كل عام .
واستغربت أم خالد من تجاهل وزارة الكهرباء والسلطة المحلية لهذه الكارثة وأيضاً غياب دور الحكومة والرئاسة الذين يجب عليهم وضع حلول جذرية وعاجلة لهذه المعاناة التي يعاني منها أبناء عدن.
وناشدت أم خالد في ختام تصريحاتها وزارة الكهرباء والسلطة المحلية في المحافظة والحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي سرعة ايجاد حلول عاجلة وجذرية لمشكلة الكهرباء وإنهاء معاناة المواطنين من هذه المشكلة المتجددة التي تعيشها المدينة كل عام.