الإلحاد هي عقيدة عدمية تضع صاحبها في مازق مخيف وفراغ من التيه والسواد القاتل بل هي نتيجة مأزق نفسي وعقد متراكمة للفشل يعجز الفرد عن التعامل معها بشيء من العقل والروح والمادة فيصاب بمرض الكراهية والإنتتقام من نفسه ومن حوله من ناس وحياة.
الالحاد اسوا صور الانتقام من النفس ولهذا كثيرا من الملحدين نهايتهم الانتحار لان الإلحاد اساسا صور من صور الانتحار والانتقام من النفس
وفي حالات أخرى بسبب مقدمات واسباب مختلفة ينتهي إلى الإيمان واليقين كما في حالات الشك مثلا التي تصدر من ذات متأملة فالتأمل يوصل إلى الإيمان كما هي التساؤلات المتأملة المتسلحة بالمنطق وبعين العقل نراها في حالة ابراهيم عليه السلام قبل الرسالة وآخرين من الفلاسفة والحكماء.
في فترات متعددة من التاريخ غاب عنها وصول الرسالة بالغالب، أو في فترات غلبة عليها موضة الفوضى والقلق الاجتماعي التي تصيب بعض المجتمعات في فترات محددة من التاريخ سرعان ماتنتهي وتموت كما تموت الجوائح المرضية العابرة وتمضي
حتى البدوي ببساطته عبر خير تعبير عن الفطرة الإيمانية عندما نجده يتأمل الصحراء الممتدة والحياة في نفسه التواقة للخير والعدل وقافلته التي تطرب لصوت الحادي في الرمال القريبة والى النجوم المتلالئة التي تزدحم فيها السماء البعيدة فلايجد بفطرته الا ان يقول معبرا عن الروح الإنسانية وفطرته السوية بمنطق بسيط ومقدمات ونتائج وكأنه يقدم حقيقة علمية :
البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير .. وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج .. ألا يدل ذلك على اللطيف الخبير !
والخلاصة ان الإلحاد حالة مرضية عابرة تصيب بعض الأفراد في العقل والروح والنفس والمزاج ومعها تصبح الحياة والجمال وصناعة المعروف ونصرة المظلوم وكل نواحي الحياة الزاخرة بقيم الجمال والخير لا معنى لها واشياء عدمية تدفع إلى الضيق واختناق أنفاس الروح ولا خلاص الا بالإيمان وبالتأمل في آيات الله المبثوثة بالكون والنفس والحياة الناطقة باسم الواحد الأحد خالق الموت والحياة والقادر على كل شيء والمحيط بكل شيء والذي وسعت رحمته الأشياء كلها