المعلمون وشدق الأفعى

المعلمون وشدق الأفعى

يستشاط غضبا ذلك المتتبع لحال المعلم وصندوق دعمه المؤسس حوثيا، وحالة الإضراب القائمة ووضع التعليم الذي اطبقت شدق الأفعى الحوثية عليه، وفي هذا المقال سنعمل على تبيان الأهداف الخفية للصندوق وصولا إلى قراءة معنى الإضراب ودلالته كما يلي:

أولا: اهداف الصندوق الخفية

- ما يلفت النظر وأنت تطالع قانون سن الصندوق وتحدثه عن مرجعية الدستور والقوانين النافذة-أي بناءه مستمد منها- الا وتعلوك السخرية والازدراء والغضب؛ اذ كيف لدستور متعاقد عليه وقوانين نافذة في أي بلد كان يخولك استصدار قانون وأنت لست محلا للشرعية ابتداء ولا اهلا لها، فضلا عن أن بنود هذا القانون-تجاوزا-  والذي يظهر بأنه يحاول أو يسعى لإيجاد حل لأزمة التعليم بأركانه الأساسية المعلم والتلميذ والكتاب والوسيلة وهو في الحقيقة ليس سوى مأسسة للنهب المنظم، وجزء اساسي من بيئة الحوثية السامة ككل، والأنكى أنه بالضد من الدستور وروحه والقوانين النافذة ويدينهم ابتداء وانتهاء!

- فقطاعات الإتصالات والمبيعات والكهرباء والنفط والديزل والسلع المستوردة وحتى المياه والعصائر والمرطبات وما إلى ذلك كمادة البناء الأسمنت وارتباطها بخدمات الناس ومعايشهم وحتى تواصلهم، لا تحل الأزمة بل تبعثها إلى مستوى اشد وأعلى؛فالحوثية تقول بحد ادنى ثلاثون ألف ريال للمعلم من خلال مليارات الريالات المختلسة باسم الصندوق التي سنت لدعمه،ومتخذة من المعلم نفسه أداة للإختلاس وصولا إلى عموم الشعب بمختلف فئاته،فأصبح المعلم نفسه يدفع ليعطوه ألف ريال في اليوم،أي ٣٠الف في الشهر بينما هو نفسه قد دفع اكثر مما هو مفترض أن يأخذه من الصندوق الذي خصص لأجله.

- انهاك المواطن اليمني وافقاره وخلق تضخم لا يستطيع فيه المعلم او غيره من الفئات الأخرى مجابهة ذلك التضخم وهذا الإرتفاع في السلع وتلكم الضرائب والإتاوات،اذ الثلاثون الألف لا تحول المعلم إلى مجرد اجير يومي فحسب،بل وإلى مجرد"قن" وعبد لا يستطيع حتى أن يجابه ما فرضته الحوثية عليه من خلال صندوقها الذي حرر وسن باسمه.

_فخصخصة التعليم ليس سوى فساد في الأرض،وتحويل مسألة التعليم من شأن وقضية عامة إلى شأن ومسألة خاصة،وبالتالي اصبح المعلم والتعليم مدخلا لبسط وسيطرة واطلاق يد الحوثية فيه ،ومن خلاله السيطرة والتحكم بالمجتمع والدولة،اضافة إلى ضرب بنيان الدولة والمجتمع واحلال ايدلوجية الحوثية في كل منافذ الحياة .

ولا بد من شل إرادة المعلم وقدرته ومكانته وتحويلها إلى اجير وقن من خلال هذا الصندوق المشبوه ككل..وبهذا فإن هذه السياسة تدفع المعلم نفسه إلى ترك مهنة التعليم،الأمر الذي سيساعد الحوثية على احلال بديلها عنه والمتطبع بطباعها والمنفذ لسياساتها تلك.

وهذه السياسة-لعمري- هي من قبيل سياسة المستعمر لا الفصيل الوطني والحر كما تتشدق الحوثية ويلوكها اعلامها وابواقها.

 

ثانيا:الإضراب معنى ودلالة

فالإضراب في شدق الأفعى الحوثية بحد ذاته شجاع وجريئ ويستاهل النظر إليه بإعجاب واكبار،ليس لأنه فعل تحرري في ظل عصابات مروعة للطفل في مهده، حتى وإن استبدت به واستولت عليه المطلبية والحقوقية الصرفة؛فكل ماهو حقوقي  سياسي بامتياز.

والإضراب اذ يكشف عن مدى الهوة بين قطاع مركزي وحيوي"التعليم" والحوثية وما يتخلله من تقاطع حاد وبين في القيم والمبادئ والتوجهات والتصورات،وأن الحوثية بمثابة متطفل على السلطة والدولة،وأنها-اي الحوثية-تعكس إرادة المحتل والإستعمار اكثر من أي شيئ آخر.

- فالإضراب جاء من رحم العدالة والحق والإرادة،ارادة الحياة والحرية كقيم ناظمة له كمفهوم واجراء وحق دستوري وشرعي وقانوني،فضلا عن كونه موقف وسلوك حضاري يأبى الضيم ويبتغي العدالة والإنصاف،ولذا لجأ إلى وسيلة احتجاج سلمية ومدنية وحضارية،كما يرفض الترقيع واستخدامه كبيدق في هدم التعليم والثقافة والتثقيف،الوطنية،والتجهيل،رفضا لاغتيال حق اجيال اليمن فتيانا وفتيات في الرفعة والتقدم،اغتيالا معنويا ورمزيا يبلغ حد الإرهاب والعنف القذر،اذ أن اسوأ واشد انواع العنف والإرهاب هو ذاك الذي ينصرف إلى الرمزية والمعنوية-حسب علماء الإجتماع-؛فالتعليم رسالة سامية لا شغلا لاكتساب اجرا يوميا،كشغل القينات،بل هو اسمى تبعا لارتباطه بمفاهيم وقيم ومبادئ لا تقبل التجزيئ والتجزئ او العسف.

فالتعليم مرتبط بالحرية والإرادة،بالثقافة،بأيدلوجية الشعب والوطن والدولة،بالمساواة،بالعقل والحكمة،بالنظام والقانون،بالحقوق السياسية والمدنية،بالتقدم والحياة،بالتنافس الحضاري، بالتنمية المجتمعية[السياسية والثقافية،الإقتصادية والصحية والحضارية ككل].

والإضراب هنا يكشف سوء ولا فاعلية وخطأ السياسة الحوثية ،بل وأن تلك السياسة جزء من الأزمة ووزارة التربية والتعليم الحوثية أس في الأزمة والحوثية ككل لا مجرد عرض.

- فسلطة الحوثية هنا هي السبب المباشر في عدم نيل المعلم لحقه لا العكس، وهي السبب المباشر لاغتيال جيل تعليمي كامل حتى الآن،اذ اصبح هذا الجيل بمثابة قنابل موقوته،تعشعش فيه الخرافات والأوهام ويسقى بماء العنف ويستزرع ارهابا وحماقة ويبتعد عن الوطن والوطنية صباحا مساء بسبب دماء الحوثية الغريبة على الوطن واليمن برمته.

واضعاف ومصادرة واغتيال جيل كامل في اليمن معناه خلق قاعدة واساس لما يسميه-مالك بن نبي-(القابلية للإستعمار)،أي من خلال هكذا اجيال كسرت ونقلت قسرا لمعسكرات الموت والخراب،مع ما يعني ذلك أن هذا الجيل وغيره قد اصبحوا في حكم الحوثية باليد،لا،والقول هذا للتنويه والتحذير وضرورة الإنتباه ورفع منسوب الشعور بالخطر.

اذ أن سلخ اجيال اليمن من جسدها وتربتها وحضارتها وارثها وحريتها وتوجهها معناه،عبر اغتياله تعليميا او محاصرته اقتصاديا،او نهبه ماليا،او احلال مذهبية بغيضة وافكار سلالية متعفنة..إلى آخر ذلك ؛فمعناه أن الحوثية تكون قد سلخت جسد اليمن بالمعنى السياسي والفيزولوجي من ماضيه وحاضره ومستقبله ككل.

وإني لأتساءل بالآتي:إذا لم تكن هكذا سياسة تقتفيها الحوثية من فعل وسياسة المحتل والهمج في الصميم والعمق فماذا نسمي الحوثية وسياساتها ككل إذا لم تكن كذلك!؟

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى