التعليم هو أساس نهوض الشعوب ورافعة مستقبلها وهو وحده من يحمي الأجيال من الضياع والأوطان من السقوط ومن يشيد اخلاق الاجيال ويحميهم من الانحطاط والتبعية.
وغياب التعليم خطر يشكل دوائر سوداء تبتلع الإنسان وتسلم الثروات والاوطان للغرباء واراذل القوم ، فالتعليم هو النقطة التي تحمل الضوء والنور ؛ وتصنع محطات الانطلاق إلى الحضارة ومنصات الكرامة الإنسانية،
غياب التعليم مخيف ومرعب جاذب لكل الامراض والمصائب ما يخطر ومالا يخطر على بال، والشعوب والحكومة التي لا تعير التعليم اهمية ولا تعيش هم التعليم إنما تحفر لنفسها وأجيالها قبور الفناء وتفخخ اوطانها بكل المفخخات المدمرة المادية والروحية العلمية والأخلاقية فلا يوجد اسوأ من الجهل ولا اخطر من الجهل ففي جوفه يختبئ الفقر والمرض والخوف والتخلف و كل المصائب والاوجاع .
اقول هذا على شكل بكاء مر ونحن نعيش أوضاع صعبة اصعبها واخطرها مصيبة التعليم، قبل ايام احتفل الناس في وطني بتخرج أولادهم من الثانوية العامة بفرح جميل ويحق لهم الفرح لكن عليهم ان يتوقفوا ليسألوا أنفسهم عن الحصيلة العلمية التي حملها أولادهم قبل أن يسالوا ويفرحوا لنسبة النجاح خاصة وهذه النسب العالية بغالبيتها اقول بغالبيتها جاءت بطرق معروفة دون الحاجة الى تفصيل وخليها ياصاحبي (بلس مغطى على بلس) اما ظاهرة الغش الذي أصبح حقا يقاتل عليه الطلاب وأولياء أمورهم فخليها على الله كاشف الكرب .
وهناك قضية في غاية الاهمية وتستحق ان تقوم لها الحكومة بحجم مسؤوليتها الوطنية والتاريخية بأظافرها واسنانها لتتدخل لإنقاذ الموقف المتعلق بانعدام الكتاب المدرسي فكيف يدرس الطلاب بدون كتاب وكيف يعلم المعلم بدون كتاب وكيف يكون هناك تعليم بدون كتاب.
التعليم قضية وجودية والكتاب وسيلة ملحة خاصة ونحن نعلم المحاولات الحثيثة لنشر قيم الأمية والتخلف والعبودية في عقول الأجيال وطمس الهوية الوطنية لحساب الخرافة التي تشيع العبودية والاستعلاء العنصري المقيت في محاولة لمسخ شعب عريق إلى دمى متحركة تهتف للسيد وتخدم السيد في عمل مكشوف يحاول إعادة شعبنا إلى (عصر القطرنة) ليكون أحسنهم شأنا وارفعهم قدرا ومقاما يفاخر بتوقيع ( خادم تراب نعالكم الشريف سيدي ). المستقبل هو التعليم والتعليم هو المعلم والكتاب.