منذ انقلابها على الشرعية، شرعت مليشيات الحوثي الإرهابية في عمليات زراعة الألغام والمتفجرات بكثافة في مختلف المحافظات اليمنية التي سيطرت عليها، وأبرزها محافظة الحديدة، التي يواجه سكانها الموت المحتم في كل زاوية من مدينتهم، نتيجة لتلك الألغام.
محمد أمين، شاب بالغ من العمر 26 عامًا يسكن الحديدة، قال لـ" الصحوة نت"، إنه نزح مع عائلته إلى محافظة حجة خلال اندلاع الحرب، وعندما قرروا العودة إلى الحديدة بعد توقف الحرب انفجرت عبوة ناسفة حوثية على الباص الذي كانوا على متنه عند مدخل المدينة".
وأضاف أمين، أن الانفجار تسبب بمقتل والدته وشقيقته، وأصيب هو بشظايا في مختلف أنحاء جسمه، واضطر لبتر ساقه لاحقًا بسبب إصابة خطيرة فيها.
المرصد اليمني للألغام أعلن فد وقت سابق توثيقه وفاة وإصابة 872 مدنيًا نتيجة للألغام ومخلفات الحرب خلال فترة عاما وثلاثة أشهر فقط وتركزت غالبية هذه الضحايا في محافظة الحديدة.
وفي تقريره بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، أوضح المرصد أنه على الرغم من انخفاض وتيرة العمليات العسكرية منذ بداية عام 2022 والهدنة التي تم التوصل إليها، إلا أن حركة المدنيين ومحاولاتهم للعودة إلى منازلهم تسببت في زيادة عدد الحوادث وعدد الضحايا بالمقارنة مع السنوات السابقة.
وباستمرار يعيد مجلس الأمن الدولي بين الحين والآخر التأكيد على تحذيراته بشأن وفاة وإصابة المدنيين في مدينة الحديدة نتيجة للألغام والمتفجرات ومخلفات الحرب التي زرعتها مليشيات الحوثي.
وفي جلسة سابقة حول الأوضاع في اليمن، أكد المجلس أن محافظة الحديدة لا تزال واحدة من أكثر المحافظات تضررًا حتى بعد انتهاء الحرب، وأعرب عن قلقه واهتمامه إزاء خطر الألغام والذخائر التي لم تنفجر بعد والتي تسببت في وقوع أكبر عدد من ضحايا المدنيين حاليًا.
وفقا لمصادر "الصحوة نت" تمت محاولة بعض الجهات والمنظمات الإقليمية والدولية التدخل لإزالة الألغام التي زرعت في المدينة بعد انتهاء المعركة، ولكنها واجهت صعوبة كبيرة عندما طلبت من المليشيات تزويدها بخريطة تحدد مواقع الألغام.
حيث تفاجأت هذه الجهات بأن المليشيات زرعت الألغام بطريقة عشوائية ولم تقم بتوثيق مواقعها أثناء الزرع، وبالتالي لم تتوفر لديها أي معلومات أو خرائط مفصلة، ولم تستطع تلك الجهات سوى وضع بعض اللافتات الصغيرة التي تشير إلى وجود ألغام في مناطق محددة قرب خطوط التماس مثل كيلو 16 وخط الشام والكثيب والكورنيش وجامعة الحديدة.
كارثة الألغام في مدينة الحديدة لا توصف إذ تعد كارثة بحجم النكبة والإجرام، فقد قام الكهنوت بتلويث الحديدة بأكثر من مليوني لغم وفقًا لتقارير حقوقية، محولا إياها من مدينة السلام والتعايش إلى واحدة من أكثر المدن تلوثا بالألغام في العالم، وتحتل المرتبة الأولى في عدد الضحايا المدنيين في اليمن وفقا لتقرير حقوقية.
ويؤكد سكان بالحديدة أن المعاناة لا تزال مستمرة وأرواح المدنيين في المدينة تستمر في التهامها ألغام المليشيات يوما بعد يوم، وسط غياب الاهتمام الدولي وعدم الالتفات لمأساتهم.