شنت حرباً جديدة على القبائل.. مليشيا الحوثي تغرق في رمال الجوف

شنت حرباً جديدة على القبائل.. مليشيا الحوثي تغرق في رمال الجوف صورة ارشيفية


تغرق عناصر مليشيا الحوثي في رمال الجوف، وتدفن قياداتها هناك بطريقة مخزية ومذلة، كما حدث مع منتحل صفة أركان المنطقة العسكرية السادسة التابعة للحوثيين، محمد أحمد النصرة، والذي يعرف داخل صفوف المليشيا بـ"عقيل المطري" منتصف يوليو الجاري.

واعترفت مليشيا الحوثي بوجود حرب استنزاف تلتهم عناصرها، وتجفف مواردها، حيث قال حسين العزي القيادي في مليشيا الحوثي الإيرانية الإرهابية في تغريدة له بعد أسبوع من مقتل المطري، إن مليشياتهم نشرت عناصرها على امتداد الصحراء والخط الصحراوي البديل الرابط بين مأرب والجوف في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا.

وقال القيادي حسين العزي الجمعة21 يوليو الجاري، إن المليشيا تهدف من خلال تلك القوة إلى محاربة من يسميهم ببقايا النظام السابق، أطلق العزي أيضا عليهم وصف قطاع الطرق والمحشيشين والقتلة والإرهابيين، وتوعد بحرب حاسمة ضدهم.

حديث العزي يعد أول اعتراف حوثي غير معلن بوجود حرب استنزاف قوية ضدها في محافظة الجوف، بعد أن كانت تنشر الشائعات والدعايات الكاذبة خلال السنوات الماضية عن استقرار الأمن والأمان في مناطق سيطرتها.

وبحسب مصادر حوثية، فإن الحملة الحوثية شملت مئات الأطقم، أرسلتها المليشيا من صعدة وصنعاء ومحافظات أخرى بقيادة الإرهابي محمد عبد الكريم الغماري رئيس أركان المليشيا وجميل زرعة قائد منطقتها السادسة، ويوسف المداني قائد منطقتها الخامسة لمواجهة الحرب الاستنزافية التي تشنها قبائل الجوف والمقاومة بالإضافة إلى مواجهة الصراعات بين الفصائل الحوثية التي تغرق هي الأخرى بتجارة الحشيش والمخدرات والأسلحة والمبيدات الممنوعة.

 

حصار مناطق مختلفة

وقالت مصادر قبلية ومحلية "إن مليشيا الحوثي الإيرانية فرضت حصارا واسعا على منطقة السيل ومديرية المصلوب شرقي الجوف منذ مطلع الأسبوع الماضي، عقب مقتل القيادي "عقيل المطري" برصاص مسلحين قبليين  كانوا يعتزمون خطفه لمبادلته بشخص مخطوف لدى مليشيا الحوثي".

وأفادت المصادر لـ"الصحوة نت"، "أن مليشيا الحوثي فرضت من أيام طوقا أمنيا لحصار السكان في منطقة السيل ومديرية المصلوب الذين ينتمي غالبية سكانها إلى قبيلة بني نوف المعروفة بمناهضتها لمليشيا الحوثي".

وقالت مصادر قبلية أخرى إن مليشيا الحوثي فرضت حصارا آخرا على قرى ومناطق قبيلة "همدان" التي تقع في مركز المحافظة مديرية الحزم حتى منطقة السلمات جنوب المديرية الواسعة في المساحة، في ثاني أسبوع للحملة الحوثية التي ستبوء بالفشل كسابقاتها.

بالتزامن؛ نشرت مليشيا الحوثي مقاطع وصورا في وسائلها الإعلامية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي لعشرات الآليات والأطقم الحوثية في صحراء الجوف القاحلة في محاولة يائسة منها لوضع حد للهجمات التي تستهدفها ليل نهار.

 

حرب استنزاف قبلية

مقابل الهجمات الحوثية وحملاتها العسكرية تعتمد المقاومة القبلية على عدد من الاستراتيجيات يجعل معركتها ضد الحوثي أشبه بمعركة الاستنزاف الشعبية بصورتها العفوية.

وبينما تحاول مليشيا الحوثي تصوير الجريمة على أنها قطاع طرق، قال الشيخ القبلي صالح العزي عبدان - أحد كبار مشايخ ذو حسين في الجوف – "إن قطاع الطرق لا يوجد لهم حماية من أي قبيلة وأن القبائل ترفضهم، وأن قطاع الطرق الحقيقيين هم من يغلقون الطرقات وينتزعون الجبايات، ولا يقومون بواجباتهم تجاه المواطنين".

 

وأضاف العزي عبدان - في منشور له على فيسبوك - ردا على الحملات الحوثية "أن انتشار قطاع الطرق هو نتيجة طبيعية لحكم البلاطجة واللصوص والقتلة والمفسدين في محافظة الجوف، مؤكدا أن تلك الأعمال (التي تقاوم مليشيا الحوثي، والجرائم الجنائية) ستستمر كرد طبيعي على السلوك الحوثي ومنهجيته في الحكم وستتطور إلى نطاق واسع".

وقال عبد الهادي العزعزي "إن وجود اشتباكات قبلية وهجمات منظمة أو غير منظمة ضد مليشيا الحوثي أو حتى حروب قبلية هي في جوهرها فعل مقاوم".

 وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، "في الواقع القبائل تعيش دائما صراعات فيما بينها بلا أفق، لذلك فالظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حالياً ستجعل قادة القبائل يعيدون تنظيم حساباتهم للهجوم على الإمامة الإيرانية بنسختها الحوثية عما قريب".

 

صراع قادة الحوثي  

علق أحد ناشطي الحوثي ويدعى محمد حسين يافع ويقدم نفسه على أنه صحفي حوثي "بأن طريقة مقتل عقيل المطري لا يمكن تفسيره وفق الراوية الرسمية الحوثية.

وأضاف في تعليقه "أن القيادات الحوثية متورطة في اغتياله، ويجب التحقيق معها".

أما الناشط الحوثي "خالد الغماري" الذي يحمل نفس لقب رئيس أركان الحوثي فإنه يشير صراحة إلى وجود صراعات قوية وكبيرة داخل صفوف قيادات المليشيا الحوثية الأمنية والعسكرية متهما إياهم بالتورط وتقديم نوع من المساعدة في عملية اغتيال المطري.

 وقال تعليقا على حسين العزي: "ابحثوا أيضا عن الذين يدعموهم من الداخل من مسؤولين  اقطعوا عليهم المعلومات والدعم اللوجستي".

وفي أحد أبرز مظاهر التصدع التي تعانيها المليشيا نتيجة حرب الاستنزاف ضدها يواصل "الغماري" اتهاماته للماشيخ الذين اعلنوا الولاء للحوثي وسلموا له المحافظة، محملا إياهم المسؤولية الكاملة عن الاختراقات ومسؤولية الهجمات التي تتعرض لها المليشيا.

 

بينما قال عبد الرحمن الجرموزي وهو أحد أبرز شخوص الدعايات الحوثية "إن اغتيال المطري جاء لتورط مجموعة من قادة الحوثي في محافظة الجوف في دعم العصابات وتجارة الحشيش والمخدرات، متهما عدة قيادات حوثية بالتعاون مع العصابات الإجرامية النشطة في تهريب المخدرات والأسلحة وأنها تعمل تحت إشراف قيادة المليشيا الأمنية في المحافظة".

وأضاف - في سلسلة مقاطع مصورة نشرها منذ أشهر قبل مقتل المطري – "أن عصابات الحوثي هي التي تقف خلف قطاع والمجرمين والتهريب والقتلة، وأن قياديا حوثيا يدعى أبو جلال العولقي ويعمل مسؤولاً أمنيا في مديرية الحزم له علاقات وثيقة بأكبر عصابة يقودها مهرب مخدرات وأسلحة يدعى ربيع.

وأكد الجرموزي "أن العولقي له صلاحيات واسعة أقوى من مدير أمن الجوف المعين من مليشيا الحوثي، ولديه سجون خاصة وأدوات تعذيب، وله علاقات واسعة مع النيابة الحوثية التي تشرعن له جرائمه".

 

عمليات ضد قادة الحوثيين

يعد القيادي الحوثي عقيل المطري أبرز القيادات التي لقيت مصرعها في الجوف خلال السنتين الأخيرتين، وتؤذن وفق مراقبين عسكريين وقبليين أن القيادات الحوثية في المحافظة مهما كانت، قد فقدت الأمن في المحافظة، وقد تلقى مصيرها في أي وقت، سواء برصاص المقاومة القبلية أو العصابات الحوثية المتناحرة.

والمطري ينحدر من صنعاء ويوالي الحوثيين وإيران منذ التسعينيات وكان يعمل في الحرس الجمهوري، وقد تخرج من كلية حربية سورية مطلع 2002.

بالإضافة إلى المطري، كانت هناك عدة عمليات بارزة استهدفت قيادات الحوثيين في المحافظة، منها في مارس/ آذار 2023، حيث نجحت قبائل الجوف في الإطاحة بالقيادي البارز عاقل علي صالح الأغربي الذي منحته المليشيات الحوثية رتبة "لواء" واسمه الحركي "العاقل"، وذلك في كمين محكم في المحافظة، وكان يشغل منصب قائد الجبهة الزراعية في المحافظة، لدى مليشيا الحوثي التي تحاول السيطرة على أراضي القبائل.

 

وفي مطلع العام الجاري، اختطفت قبائل الجوف المشرف الحوثي "شاجع علي أحمد رسام "مع دورية عسكرية كان يقودها ومرافقوه في أثناء وجوده في مدينة الحزم مركز المحافظة، قبل أن تجبر المليشيات على مبادلته ضمن صفقة تبادل أسرى.

وفي يوليو من السنة الماضية قتل ما يسمى عمليات أركان النجدة الحوثية على يد مسلحين قبليين مع ثلاثة من مرافقيه في المحافظة، ويدعى أبوياسر، واسمه الفعلي ضيف الله أحمد السالمي. كما قتل برصاص مسلحين مقاومين للحوثي رئيس جهاز الأمن والمخابرات في المحافظة يحيى عبد الرحمن محسن المتوكل المكنى "أبوحمزة" الذي تمنحه المليشيات رتبة "لواء" في يونيو من السنة الماضية.

ورغم الاستعراض العسكري الهائل للمليشيا في الجوف بمئات الأطقم وآلاف العناصر، فإن خيارات الحوثي للبقاء في الجوف تضييق؛ إذ تواصل قبائل "ذو محمد" حربا للدفاع عن أراضيها في وادي المذاب بين عمران والجوف، وقد دخلت في مواجهات استخدم فيها الحوثي السنة الماضية الطيران المسير، بينما لجأت عدة قبائل من ذو زيد إلى الهجرة من أراضيها بعد الهجمات الحوثية.

أما قبائل دهم التي تجمع مختلف قبائل الجوف فقد وقعت في نوفمبر الماضي على وثيقة قبلية تتعهد فيها بأن أي هجوم ضد أي قبيلة يعد هجوما على الجميع ويجب على الجميع مقاومته، وهو الأمر الذي عزز قوة قبائل بني نوف في حربها الأخيرة ضد المليشيا الحوثية.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى