3000 يوم من الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي الإرهابية على مدينة تعز، حرصت خلاله على تجويع وتركيع أبناء المدينة وتقييد حركتهم، في جريمة إبادة جماعية لم تشهدها البلاد من قبل.
صمود ومقاومة
ورغم هذا الحصار الجائر إلا أن المدينة ما زالت صامدة ومقاومة لهذه الجماعة الإرهابية، واستطاع أبناءها كسر عنجهية وتغطرس المليشيا رغم ما يعيشونه من معاناة قاسية جراء إغلاق المنافذ والطرق الرئيسة، إضافة إلى عمليات القصف والقنص المتواصل والعشوائي على الأحياء السكانية والأسواق العامة.
ويعد حصار مليشيا الحوثي لمدينة تعز هو الأطول في التاريخ لتسقط ما تبقى من أقنعة الإنسانية ولتؤكد للعالم أجمع أن هذه الجماعة مشروعها مشروع موت ودمار وتنكيل، وأكثر الجماعات العرقية إرهاباً على مر التاريخ.
تراخي أممي ودولي
ويتواصل خنق مدينة تعز منذ 3000 يوم في ظل صمت مريب من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، وغياب المنظمات الإنسانية رغم الظروف الإنسانية القاسية التي تعيشها المدينة.
ويقول أبناء مدينة تعز إن هذه المواقف المتراخية تثبت شراكة المنظمات الدولية في الحصار والأزمة الإنسانية، إذ أن صمتها مثّل حافزاً للمليشيا لتشديد الحصار وتجويع وقصف مدينة يقطنها ملايين البشر.
وقال مدير مكتب حقوق الانسان بتعز علي سرحان، في جلسة نظمها المكتب إن "حصار مدينة تعز يمتد على 162 كيلو بمسافة 10 كيلو وخصوصا فصل المناطق التي كانت تزود المدينة بالمحاصيل الزراعية للتخفيف من حدة الغلاء".
وأوضح أن "هذه المناطق أصبحت مزروعة بالألغام والقناصات، أدى إلى نتائج كارثية للحصار الذي ارتكبته مليشيات الحوثي الارهابية بحق أبناء مدينة تعز طيلة 3000 يوم من الحصار.
الآف القتلى والجرحى
وبحسب مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان فإن المليشيا الحوثية "قتلت 4105 مدنياً وإصابة 17948 آخرين بينهم نساء واطفال بمحافظة تعز خلال الفترة من 21 مارس 2015 وحتى 30 يونيو 2023م".
وأوضح المركز أن " من بين القتلى 878 طفلاً و464 امرأة، ومن بين الإصابات 2132 طفلاً و2660 امرأة. مضيفاً أن عشرات الآلاف من الألغام زرعتها مليشيا الحوثي حصدت حياة نحو 779 مدنياً بينهم 38 طفلاً و23 امرأة، وأصيب إثرها 1296 مدنياً بينهم 71 طفلاً و30 امرأة.
خسائر كبيرة
وقال محافظ تعز نبيل شمسان، خلال المؤتمر الصحفي لفعاليات حصار تعز التي أقامته السلطة المحلية إن "الحصار وإغلاق جميع المنافذ إلى المدينة، تسببت بحوادث مرورية بلغت 481 ونتج عنها 374 حالة وفاة وإصابة 966 حالة، وخسائر قدرت بـ 475 مليون دولار.
واستعرض شمسان آثار الحصار على التعليم، موضحاً أن" 180 مدرسة تضررت وأغلقت 31 أخرى، فيما تضرر 32 ألف طالب وطالبة، وبلغ عدد الطلاب المتضررين من عدم القدرة للوصول للجامعات 8 آلاف طالب وطالبة، كما تضرر قطاع الصحة وتوقفت الشركات والمؤسسات التجارية وانعدمت المشتقات النفطية".
وأوضح أن الخسائر المالية في الإيرادات بلغت 228 مليون دولار في العام الواحد وتضرر 9 الف عامل بينما بلغ ضحايا الألغام 1700 قتيل وجريح وتضرر 258 منزلا و40 منشأة تجارية واختطاف 718 من المدنيين.
زيادة المعاناة
من جانبه، قال العقيد عبد الباسط البحر، إن "الحصار على تعز لا فائدة أو مزية عسكرية منه، فقط هو زيادة المعاناة الإنسانية للمرضى والطلاب والامعان في الحقد والإنتقام من تعز وابناءها المدنيين وزيادة الكلفة الإنسانية للانقلاب والحرب.
واضاف في مقال بصفحته على الفيس بوك، اطلع عليه "الصحوة نت"، أن "مليشيات الحوثي منذ 3000 يوم تقوم بمنع وصول المياه إلى المدينة من حذران والحيمة التي تغذي المدينة بالمياه منذ القدم، ولازال الحصار قائماً. مضيفاً أن الحصار "يحرم المواطنين من حرية الحركة والتنقل كحق انساني بين اجزاء المحافظة أو دخولا وخروجاً إلى المحافظات المجاورة."
وأكد العقيد البحر، أن الجيش والمقاومة الشعبية بتعز في أتم الجاهزية والاستعداد للتحرك لفتح المعابر وكسر الحصار الجائر عند اتخاذ القرار العسكري والسياسي الأعلى وتوفر ظروف الموقف الناشئ المناسبة وتوفرت الامكانيات المطلوبة لتنفيذ المهام الموكلة بنجاح.
ويرى مراقبون أن هذا الصمت الدولي بمثابة ضوء أخضر على هذه جريمة الممنهجه، في حين سقطت كل الأعذار والمبررات لاستمرار الحصار، مؤكدين أن حصار تعز ملف إنساني وليست قضة سياسية وأن تسيس القضية جريمة مركبة، معتبرين إنهاء هذا الحصار اختبار حقيقي لمنظومة حقوق الإنسان الدولية.