الجنون فنون مقولة لها جذور وشواهد ؛وابسط هذه الأنواع من الجنون واقلها خطرا جنون أو <مجانين الشارع > واخطر ها <جنون العظمة> فهذا النوع أكثر تعقيدا وخطره على المجتمع كبير ؛ فتراه بكل طاقته الحركية كمن يقف في مفترق الطرق يدير معارك وهمية ويشعل حرائق ويرجم المارة ويكسر السيارات ويفتعل ضجيج على طريقته المغلقة بينما يدعي بأنه الأعقل والافضل؛ فريد زمانه وصمام الأمان الوحيد وما يزيد من جنون العظمة هذه؛ الشعور بأن الناس لا تقدر عظمته ولا تفهم دوره وهو يمسك <بقرن مهير > حتى لا تميد الارض وبالسماء حتى لا تقع .
جنون العظمة مرض يستعصي على العلاج ويزداد خطره بقدر حصوله على سلطة أو مساحة تأثير أو نفوذ من اي نوع ؛اما اذا وصل هذا النوع من المرض إلى كرسي الحكم فعلى الدنيا السلام .
وهو بالمناسبة مرض قديم وموطنه الاول الوطن العربي الذي لم يفلح في شيء رغم كل امكانيات النجاح والتقدم والاستقرار بسبب جنون العظمة هذا الذي نجده في اكثر من شخص و قطاع وزاوية
وبمكانك ان تلتفت يمينا ويسارا بتقصي لترى عجائب وغرائب هذا النوع من الجنون المتستر الخفي الذي يشكل خطرا وجوديا للمجتمع فالمجتمعات العربية بسبب هؤلاء وما أكثرهم لم تجد عافية.
تبقى الخطوة الأولى إلى التعافي هو التشخيص والاعتراف بوجود المرض ؟
لكن كيف لمجنون عظمة ان يعترف ويبحث عن علاج ؟!
نحن في معضلة اجتماعية تربوية حضارية كبرى تحتاج إلى ثورة ثقافية واخلاقية و تربوية روحية .
ولله في خلقه شؤون