لم تستطع مليشيا طهران الحوثية من البقاء بمدينة تعز، أو بمديريات أخرى طردت منها ببسالة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
فذهبت لتفرض حصارها الكامل على المدينة ، لكن الجيش و المقاومة كسرا حصارها من الجهة الجنوبية الغربية.
و بروح انتقامية، و طبيعة إجرامية، من ناحية، أغلقت المليشيا بقية منافذ و طرق تعز أمام حركة المواطنين و تنقلاتهم. و لكن الناحية الأهم هو أن مليشيا الحوثي تريد أن تمنع و تحول دون التواصل و الانتقال السهل بين تعز و بقية مناطق سيطرة المليشيا -كما هو الشأن مع بقية الطرق في محافظات أخرى- مخافة التقاء المواطنين ببعضهم، و التأثير الذي ستحدثه مثل هذه اللقاءات على كسر قبضة المليشيا، إلى جانب خوفهم من أن سهولة التنقل ستعطي فرصة واسعة للمواطنين في التنقل و حتى الاستقرار في مناطق تتطبع فيه الحياة على نحو لا يريده الحوثي بل و يحاربه.
و هذه المخاوف، بل و الفزع هو ما يجعل مليشيا الحوثي ترفض السلام، وتفضل الحرب التي من خلالها تفرض جبروتها.
من هنا فإن تعز تحاصر الحصار !
كما أن تعز ؛ فضحت و عرّت تماما ؛ تعدد معايير الإنسانية، و اختلاف مكاييلها. فحين تبكي و تولول هناك ؛ فإنها تتعامى، و تصم أٓذنها هنا. تبكي و تئن من أجل فتح مطارات و موانئ لعصابة عسكرية متمردة، و تسوف و تتهرب ، حتى لا تعطي لحكومة شرعية فتح طريق !؟
تعز، أو مأرب، أو شبوة... أصغر من ان تحاصرها مليشيا طهران، و لكن مزاعم الإنسانية بمكاييلها المختلفة، هي من تعطي عصابات الحوثي فرصا تتمكن معها من استخدام الإرهاب . مع أن من مزاعم تلك الدعاوى الإنسانيّة أنها تحارب الإرهاب ..!!
نعم ! إنها تعز ؛ حاصرت الحصار، و فضحت أطرافه !