فوجئ اليمنيون خلال إجازة عيد الأضحى باكتشاف مقبرة جماعية بمحافظة عمران (شمال اليمن)، تضم بقايا رفات 17 مدنياً سبق وأن أعدمتهم مليشيا الحوثي الإرهابية قبل 13 عاماً.
وينتمي الضحايا إلى منطقة حرف سفيان شمال عمران، حيث اقتادتهم المليشيا الحوثية إلى كهف جبلي وأغلقته عليهم بعد أن كبّلتهم بالقيود، ما أدى إلى هلاكهم وتحللهم طيلة هذه السنوات.
ورفضت المليشيا الحوثي الكشف عن مصيرهم طيلة هذه الفترة رغم البحث المتواصل لأهاليهم.
وأثار اكتشاف المقبرة غضب واستنكار الشارع اليمني الذي لم يسبق وأن شهدت البلاد هذا النوع من الإجرام عبر تاريخه.
ومن جانبها، أطلقت رابطة أمهات المختطفين، نداء استغاثة جديد وجهته إلى الحكومة الشرعية والمنظمات الدولية لمنع تعرض أبنائها لجرائم مماثلة. كما استنكرت عدة جهات ومنظمات حقوقية محلية ودولية هذه الجريمة وطالبت بأجراء تحقيق دولي فيها.
وعن دوافع مليشيا الحوثي لارتكاب مثل هذه الجرائم، يقول الصحفي يوسف القحمي، وهو من أبناء عمران، إن المتتبع لنشأة وأهداف ومسيرة هذه الجماعة أنها تقوم بتصفية خصومها ومعارضيها من جهة وترهب المجتمع من جهة أخرى.
وأضاف أن" المجتمع الدولي والمنظمات الدولية تغض الطرف عن جرائم الحوثيين، مما جعلها لا تخشى ظهور مثل هذه الجرائم للعلن".
القمحي، أكد أن "هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وسيلاحقون قيادة الجماعة ومرتكبي هذه الجرائم مهما طال الزمن".
ليست الأولى
وهذه ليست الجريمة الأولى في مسيرة المليشيا الحوثية، فقد اعادت هذه المجزرة إلى ذاكرة الجرائم المشابهة لها ففي العام ٢٠٠٨م، بمديرية "نقعة" بمحافظة صعدة، تم العثور على مقبرة جماعية تضم رفات ٢٠ شخصا من افراد القبائل التي كانوا موالين للحكومة آنذاك في حربها ضد جماعة الحوثي.
واغلق ملف المقبرة حينها بطلب من القيادي الحوثي يحيى الشامي الذي كان محافظا لمحافظة صعدة.
وفي ٢٠١٤ كشفت مصادر مطلعة أن ميليشيا الحوثي دفنت مئات الجثث لمدنيين وعسكريين في مقابر جماعية داخل مقر الفرقة الاولى مدرع بعد سيطرتها على صنعاء بغرض توجيه التهمة للفريق علي محسن قائد الفرقة وكبار ضباطه ومعاونيه.
وفي سبتمبر ٢٠٢٠ عثر الاهالي على مقبرة جماعية في قرية حجور بمحافظة حجة تعود للقبائل الذين قاتلوا الحوثي في معركة حجور الشهيرة التي اندلعت في يناير ٢٠١٩، وكانت المقبرة الجماعية التي عثر عليها تضم رفات ٩ اشخاص مقيدي الأيدي.
وفي نوفمبر ٢٠٢١ عثرت القوات المشتركة بعد تحرير وتأمين منطقة المحجر جنوب مديرية حيس في الحديدة، على مقبرة جماعية تضم عشرات القتلى معظمهم أطفال.
سلسلة مقابر
من جانبه، يرى الناشط والحقوقي نزار الكولي، بأن مقبرة حرف سفيان الجماعية "واحدة ضمن سلسلة مقابر جماعية لم تكتشف حتى الآن لكنها ستظهر في المستقبل، وفي كل جريمة تتكشف سيرى العالم ارهاب وحشية الحوثيين بحق ابناء الشعب اليمني".
وقال الكولي للصحوة نت: "منذ ظهورها كحركة مسلحة في ٢٠٠٣ تعاملت جماعة الحوثي مع كل من خالفها الرأي على انهم اعداء وكفار يجب قتلهم بأبشع الطرق، وعلى هذا الأساس لم تترك جهة او جماعة دون ان تدخل معها في قتال من الجيش الى ابناء القبائل وحتى الجماعات السياسية والمواطنين العاديين".
وأضاف: "هذه جماعة قتل واجرام وضحاياها لا يعدون ولا يحصون وما خفي اليوم سيظهر في الغد القريب".
تاريخ من الإرهاب
يمضي الحوثيون على خطى اسلافهم من ائمة "بيت حميد الدين" الذين ارتكبوا بحق اليمنيين العديد من الفظائع والجرائم التي تمتلئ بها كتب التاريخ، كمجزرة "الدنوة" في إب عام ١٢٥٧ هجرية على يد الامام الهادي محمد بن المتوكل الذي نكل بأهالي الدنوة وقتل رجالهم واباح إب بأكملها لمرتزقته على اثر فشل ثورة الفقيه سعيد في نفس العام،
ومجزرة عام ١٠٩٤ التي قام بها المدعو " الامام المهدي الثاني" في تعز وراح ضحيتها عشرات الأسرى وتم دفنهم في مقبرة جماعية في قرية "الدملؤة" بتعز.
ومجزرة الزرانيق ١٩٢٨ ضد ابناء تعز وتهامة بسبب حكمهم بالمذهب الشافعي ما دفع احمد بن يحيى حميد الدين إلى ارسال الحملات والعساكر لإخضاعهم وقبض على مشايخ تعز وتهامة وعدد من ابناء تلك المناطق وتم اقتيادهم مكبلين بالحديد من تعز إلى صنعاء حفاة مشيا على الاقدام ولما وصلوا الى صنعاء أمر بضرب رقابهم جميعا ومنهم من سقط ميتا في الطريق من شدة التعب.
فاقت إرهاب داعش
وعلى صعيد آخر، قال وكيل وزارة الاعلام فياض النعمان أن" هذه الأفعال تثبت بأن جماعة الحوثي ليست سوى ميليشيا ارهابية لا تختلف عن داعش إن لم تتفوق عليها في الإجرام.
وأكد النعمان لـ"لصحوة نت": أن هذه الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي لن تسقط بالتقادم، وستدفع جماعة الحوثي ثمن ما وصفه ب “استهانتها بدماء اليمنيين عاجلا ام اجلا".
وقال النعمان ان الحكومة "ستتخذ كافة الإجراءات لملاحقة هذه الجماعة الاجرامية الكاتمة على انفاس اليمنيين منذُ عشر سنوات، وسيأتي اليوم الذي يقتنع فيه المجتمع الدولي بأن جماعة الحوثي قد فاقت ارهاب داعش وأن اليمنيين يستحقون العيش بعيدا عن ظلم وجبروت هذه الميليشيات الإرهابية المسلحة".