بألم وصعوبة وخوف يتحدث الطفل سالم ( 12 عاماً) عن ما حدث له وأصدقاؤه بعد استهدافهم بقذائف الهاون من قبل مليشيا الحوثي.
أصيب سالم وأربعة من أصدقائه بجروح، بينما كانوا يرعون ماشيتهم في قريتهم "البقش" بوادي نخلة مديرية حيس جنوبي الحديدة.
واصدقاؤه هم (عيسى، وعبداللطيف، ونصر، وطيف، وسالم،) تتراوح أعمارهم بين الـ8 و الـ14 عاماً.
أصيب الأطفال الخمسة بإصابات متفرقة في أنحاء من أجسادهم التي تحولت إلى دم وجراح ووجع غائر في صدور أهاليهم الذين يبدون خوفهم وقلقهم على مصيرهم وأسرهم في ظل قصف مستمر لمليشيا الحوثي الإرهابية.
يتحدث سالم بلهجته "التهامية" أستهدفهم الحوثي "وهم في أمان الله يرعون أغنامهم"، حين انفجرت القذيفة الاولى بالقرب من الطفلة "طيف" وبعدها مباشرة انفجرت القذيفة الثانية فأصيب سالم وعبد اللطيف واثنين آخرين.
يضيف سالم أنهم كانوا يصرخون من الخوف، كانوا ينزفون من أماكن متفرقة من أجسادهم، يطلبون من الأهالي أن يسعفوهم، يقول سالم " لا نريد أن نموت، كنا خائفين".
من جواره يتساءل صديقه المصاب عبداللطيف (12 عاما) ببراءة الطفولة "من يحاسب الحوثي؟ كل يوم قصف وكل يوم يقتل أطفال، كل يوم يقصفنا ويقصف بيوتنا، اين الرحمة؟ أين العدالة؟.
غياب دور المنظمات
في مديريات جنوب الحديدة التي بات الأهالي هدفا سهلا لمدفعية وألغام مليشيا الحوثي، أصبح دور المنظمات الدولية مغيبا للدفاع عن حياة المدنيين أطفالا ونساء.
بشكل شبه يومي يسقط ضحايا من المدنيين نتيجة استهدف مليشيا الحوثي لقراهم ومزارعهم، يسقطون بقذائف الهاون أو بالألغام.
يحصي الأهالي ضحاياهم ويدفنونهم بصمت، يقولون إن العالم صمّ أذانه عنهم ويشعرون بالخذلان على امتداد سنوات الحرب التي اشعلتها مليشيات الحوثي الإرهابية.
خيبة أمل لدى الأهالي
يعبّر محمد عبد الله، والد أحد الأطفال المصابين، عن خيبة أمل أهالي القرية بدور الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، والبعثة الأممية، لا احد يحرك ساكنا ولا ضميرا، يؤكد أنه لا يمر يوم إلا وهناك جرحى وشهداء معظمهم أطفالا ونساء.
يضيف محمد بحسرة وألم وثقة من عدالة السماء "سيأتي اليوم الذي يقتص الله للأطفال والنساء ممن قتلوا ظلما وعدوانا، بعد أن خذلنا العالم".
يؤكد محمد عبدالله أن أهالي قرى وادي نخلة ناشدوا القوات المشتركة لحماية أطفالهم ونسائهم بإبعاد مليشيات الحوثي من تخوم قراهم كأقل حل لحماية سكان القرى من قذائف المليشيات وألغامها.
إدانة خجولة
عقب ارتكاب مليشيا الحوثي الإرهابية لجريمتها باستهداف خمسة أطفال اكتفت البعثة الأممية لدعم اتفاق الحُديدة (أونمها) كعادتها بالتعبير عن قلقها إزاء خروقات وقف إطلاق النار دون الإشارة إلى مرتكب الجريمة.
البعثة عبر بيانها أدانت بأشد العبارات، هذا الحادث الخطير، متمنية الشفاء التام للأطفال المصابين، مجددة دعواتها كعادتها للأطراف للتنفيذ الكامل لالتزاماتهم بموجب اتفاق الحديدة والوفاء بتعهداتهم بحماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي الإنساني.
جريمة عقب جريمة
لم تجف دماء الأطفال الخمسة ليختطف لغم زرعته مليشيا الحوثي، حياة امرأة وإصابة طفلتها فاطمة (10 أعوام) بجراح.
الجريمة الإرهابية الجديدة كانت مسرحها بحارة الضبياني شرق مديرية الحالي بمدينة الحديدة.
لا مجيب لمناشدة أبناء الحديدة من هذه الجرائم المستمرة، حتى إحاطات المبعوث الأممي لليمن غروندبورغ تخلوا من الإشارة إلى مرتكب تلك الجرائم بحق النساء والأطفال كما يقول الأهالي.
ثلاثة أشهر دامية
بحسب تقارير طبية بمكتب محافظة الحديدة ، فإن قرابة 30 طفلا سقطوا بين قتيل وجريح، منذ منتصف مايو الماضي وحتى الـ4 من يوليو الجاري.
تؤكد تلك التقارير أن عدد الأطفال الذين قتلوا 5 أطفال، وأن 25 طفلا اصبحوا مبتوري أطراف، مشيرا إلى أن هذه الأشهر دامية ودموية بحق الأطفال في تهامة من قبل مليشيا الحوثي التي تختطف أرواح الطفولة وتقصف ماشيتهم وأحلامهم الصغيرة بالحياة.
الناشط الحقوقي جمال علي جمال، يعلق على جرائم الحوثي بالقول "لعل العالم يستيقظ وتعكس البعثة الأممية مأساة ما يكابده أطفال تهامة على يد الإرهاب الحوثي أم أن تلك الجرائم التي تحدث على مرأى ومسمع العالم ستمر كسابقاتها دون محاسبة ولا حتى ادانة".
يتساءل جمال في حديثه لـ "الصحوة نت" أين المنظمات الحقوقية، والمنظمات الأممية التي تجرم قوانينها استهداف الأطفال في الحروب، لما يصمت العالم إزاء جرائم الإرهاب الحوثي؟
وطيلة سنين الحرب الحوثية على المحافظة كان الأطفال في صدارة قائمة الضحايا الذين سقطوا جراء القصف والقنص وزراعة الألغام، بالإضافة إلى الانتهاكات المختلفة التي طالت هذه الشريحة وفي مقدمة ذلك التجنيد الإجباري وإقامة المراكز الصيفية الطائفية لتفخيخ عقول النشء واغتيال حاضر ومستقبل البلاد.