على أنات الجوعى والمشردين.. المليشيات تهدر أموال الشعب للاحتفال بيوم الخرافة

على أنات الجوعى والمشردين.. المليشيات تهدر أموال الشعب للاحتفال بيوم الخرافة

سلسلة فعاليات وأنشطة طائفية تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية، إقامتها منذ انقلابها على الحكومة الشرعية أواخر العام 2014، يرافقها نهب وإهدار أموال طائلة أمام مرأى ومسمع الشعب اليمني.

وتأتي هذه الفعاليات الحوثية، في الوقت الذي يعاني فيه ملايين اليمنيين من مصادرة رواتبهم واتساع رقعة الفقر وتقطع سبل الحياة وتدهور الخدمات، وتفشي الأمراض والأوبئة الفتاكة.

وخلال الأيام القليلة الماضية، نفذت مليشيا الحوثي فعاليات عدة تطلق عليها بيوم "الولاية" ومعها أنفقت عليها أموالاً طائلة، منها مبالغ هائلة على ألعاب نارية تطلقها في الهواء.

مساء الخميس الماضي، أطلقت المليشيا ألعاباً نارية في سماء صنعاء وذمار وإب وعمران وعدد من المناطق الخاضعة لها، احتفاء بيوم "الخرافة"، واستمرت لقرابة نصف ساعة، كأحد مظاهر العبث بالمال العام وما تنهبه من المواطنين الذين يعانون المجاعة والأوضاع المعيشية الصعبة.

وأوضحت مصادر محلية وشهود عيان، أن مليشيا الحوثي وزعت عناصرها بمختلف المؤسسات والمرافق الحكومية بمدينة إب لإطلاق الألعاب النارية، وهي الفعالية التي قاطعها أبناء المدينة ما دفع قيادات المليشيا لاستدعاء عقال الحارات وتوبيخهم وإجبارهم على المشاركة في فعاليات ميدانية أخرى بالقوة.

إقدام المليشيا الحوثية على إهدار الأموال الضخمة على فعالياتها الطائفية أثار استياء المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها كونه يأتي في الوقت الذي يعانون فيه أوضاعاً معيشية متدهورة وتصر المليشيا على تجاهلها.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات ساخرة وأخرى ناقدة، أكّدت أن الفعاليات الطائفية الحوثية تُذكّر اليمنيين برواتبهم التي تنهبها المليشيا الحوثية منذ أكثر من سبع سنوات.

وقال المواطن رضوان الشعيبي، معلقا بالقول: "أموالنا الآن في الجو .. مقابل احتفالات طائفية".

من جانبه، قال الناشط الإعلامي إبراهيم عسقين: لسان حال موظفي الدولة بمناطق سيطرة المليشيا بالقول: رواتبنا تتقارح بالجو.. يا هنانا وفرحتنا بهذا الحال".

الشاب يونس الشجاع، فقال إن "مليشيا الحوثي أشعلت ألعابا نارية في حارة واحدة بمدينة إب، بما لا يقل عن 300000 ألف ريال قيمة تلك الألعاب، فضلا عن مئات الأحياء السكنية بمدينة إب وبقية المدن الخاضعة للمليشيا.

الأديب والناشط فؤاد الوجيه، قال إن ما يقوم به الحوثيون كذب على رسول الله بمنحه الحكم لسلالة معينة، قائلًا: "لعنة الله على من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لصوص ويريدون الجنة والدنيا".

وأضاف الوجيه ساخراً: "يمنع اليوم الضحك على عباد البقر فربما تحكمهم حمير مثل حقنا".

عزلة مجتمعية ورفض شعبي

الشاب حمود السورقي، من أبناء محافظة إب، قال إن المليشيا الحوثية تجد نفسها في عزلة مجتمعية ورفض شعبي واسع، الأمر الذي يجبرها للتعويض عن العزلة المجتمعية بمحاولات الكذب والتدليس أن اليمنيين من يقف خلف إشعال الألعاب النارية في مناطق سيطرتهم.

وأضاف السورقي، أن قيادات وعناصر المليشيا تدرك حقيقة رفض الشعب لها وتزيد من المغالطات التي تدرك هي أكثر من غيرها أن من يقف خلف تلك الألعاب وإشعالها هم عناصرها الذين جرى توزيعهم في مناطق محددة سلفا ووفق خطة سابقة يجري تنفيذها بفعاليات ومناسبات حوثية عدة.

مضيفاً أن الملايين من ممتلكات الشعب يجري حرقها في الهواء لوقت قصير، دون أن يكون منها أي مردود على الشعب الذي يطحنه الجوع والفقر والغلاء حيث جلبت المليشيا على الشعب كل الويلات والمحن.

جبايات

ولم تتوقف المليشيا الحوثية عند العبث بالمال العام، وإهدار الأموال الطائلة، بل تواصل سرقة ونهب أموال اليمنيين من جيوبهم بقوة السلاح، حيث تفرض في كل تلك المناسبات جبايات وإتاوات مالية على جميع شرائح المجتمع.

وفي صنعاء، قدّرت مصادر مطلعة لـ"الشرق الأوسط" أن الميليشيا الحوثية أنفقت ما يعادل 50 مليون دولار للاحتفال بما تسميه "يوم الولاية".

وقالت المصادر إن الميليشيا الحوثية لجأت إلى الضغط على السكان في العاصمة وضواحيها وغيرها من المدن؛ لإجبارهم على المشاركة في احتفالاتها بما تسميه "يوم الولاية" بالتزامن مع جبايات مالية تفرضها على المواطنين والتجار والوجهاء في مناطق سيطرتها المسلحة.

وفي إب، قالت المصادر إن قيادات المليشيا أجبرت المشائخ في مختلف مديريات إب، بالتكفل بعدد من السيارات والأشخاص الذين تقلهم وتحمل تبعاتهم المالية والتي لا تقل عن 120 ألف ريال للسيارة الواحدة، فضلا عن إلزامهم بالحضور لأنشطة وفعاليات عدة بين الفينة والأخرى، تحت مسميات عديدة تحمل طابع طائفي ومذهبي.

وأبدى التجار استغرابهم من تعدد وتنوع الجبايات الحوثية والتي لم يكن بينها وبين الجبايات السابقة سوى أيام قليلة.

كافية لصرف المرتبات

ووزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، قال إن "مليشيا الحوثي تنفق مئات المليارات من الريالات لإحياء طقوسها الدينية الدخيلة على بلدنا ومجتمعنا والمستوردة من إيران، فيما مئات الآلاف من موظفي الدولة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها محرومون من مرتباتهم منذ تسعة اعوام، وملايين المواطنين يعيشون تحت خط الفقر والمجاعة".

وأكد في تغريدات نشرها بصفحته على "تويتر" أن "تلك المليارات التي تنفقها مليشيا الحوثي لتعميم وفرض افكارها المتطرفة، وادعاء الحق الإلهي في الحكم وحصره في أسرة (الحوثي) تحت مزاعم الولاية، ومحاولة تنصيب نفسها على رقاب اليمنيين بقوة السلاح لعقود قادمة، كانت تكفي لتمويل صرف مرتبات موظفي الدولة، وتحسين الأوضاع المعيشية لملايين المواطنين الواقعين ضمن أكبر كارثة إنسانية في العالم".

وجدد الإرياني التأكيد على أن الشعب اليمني الذي أسقط الحكم الإمامي البغيض، وضحى بخيرة أبنائه، وناضل ولا يزال لإقامة دولة النظام والقانون، وارساء قيم الحرية والعدالة والمساواة، قادر على إسقاط مزاعم الولاية الحوثية.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى