ليال وأيام عيد الأضحى المبارك في عدن كساها السواد والحزن، نتيجة حوادث أمنية وجنائية طالت أطفالا ومدنيين برصاص مسلحين منفلتين أو يتبعون تشكيلات مسلحة تحكم قبضتها على العاصمة المكلومة.
فقد مثّل مقتل الطفلة حنين بداية تلك الأحزان في الأيام المباركات، تناقلت مواقع التواصل صورة حنين ليعم حينها الحزن أجواء عدن وبقية المحافظات.
حوادث عدة شهدتها العاصمة المؤقتة التي يعاني ساكنيها من الحر وانقطاع الكهرباء لساعات، نغصت تلك الحوادث فرحة المواطنين المتأهبين لأيام يفترض أن تكون محطة للفرح وتبادل التهاني والزيارات.
تلك الحوادث أثارت الرعب وسط سكان العاصمة المؤقتة عدن والمطالبة بالقبض على الجناة ومنع حمل السلاح وإخراج المعسكرات والتشكيلات المسلحة خارج المدينة.
وخلال إجازة عيد الأضحى المبارك توالت الجرائم، في ظل انفلات أمني وانتشار ملفت للسلاح والمسلحين الذي يشكلون خطرا على حياة سكان العاصمة المعروفة بمدنيتها وسلمية أبنائها.
وعبّـر سكان محليون عن مخاوفهم مما تشهده مدينتهم من اختلالات امنية وضعف أداء الأجهزة الأمنية في حماية سكان عدن ووقف القتل الذي تحول إلى حوادث متكررة وشبه يومية حتى في أيام الأعياد التي عظمها الله.
وأبدى سكان مخاوفهم من أن تتحول مدينتهم إلى بيئة ومرتع لعناصر الجماعات الإرهابية خاصة جماعة الحوثي التي تريد تشويه المدينة وضرب السلم الاجتماعي وترويج مشروع الإرهاب، مستغلين فوضى انتشار السلاح والتشكيلات المسلحة.
صراع متعدد الأطراف
تحكم تشكيلات مسلحة تابعة للانتقالي والتي تقود أحياناً اشتباكات بينية مسلحة، تحكم سيطرتها على العاصمة المؤقتة، وسط غياب الدور الحقيقي للأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية.
يقول المحلل العسكري علي الذهب في تصريح لـ"الصحوة نت" إن هناك عوامل تجعل من عدن مرتعا للعنف والجريمة أبرزها تتعلق بأداء الأجهزة الأمنية وكفاءتها وفاعليتها وامكانياتها.
وأضاف أن من العوامل أن الأجهزة الأمنية في عدن لا تعمل كوحدة واحدة على النحو المطلوب، وعدم التنسيق بينها وبين الأجهزة الأمنية في المحافظات المحررة بسبب التباين السياسية، مشيرا إلى أن هذه الفجوة اعطت للمجرمين حرية التنقل بخططهم وادواتهم ومصادر التمويل والاتصالات وتنفيذ مخططاتهم بسهولة.
وأكد الذهب أن انعكاس الصراع السياسي لم يمكن الحكومة من العمل بروح الفريق الواحد ما زاد من تردي الوضع، مشددا على ضرورة وجود حوكمة أمنية تلتزم بالمعايير والسياسات الأمنية للحد من الجريمة شريطة وجود تعاون بين الأجهزة الأمنية وبين المجتمع بحيث يكون كل مواطن هو رجل أمن.
الصحوة نت يرصد أبرز الجرائم والحوادث
في الـ 26 يونيو الماضي أعلنت اسرة الشاب منير محضار الكلدي مقتل منير في نقطة امنية على مدخل المدينة تتبع قوات الانتقالي، أثناء عودته إلى المنزل.
تلتها جريمة مقتل الطفلة "حنين" واصابة شقيقتها في يوم عرفة.
يوم 27 يونيو الماضي (يوم عرفة) مقتل الطفلة، حنين البكري، واصابة شقيقتها عقب اطلاق مسلح النار على سيارة والدهم وسط مدينة عدن.
وقتلت حنين برصاص مسلح بحجة احتكاك سيارة والد الضحية بسيارته، وهي الجريمة التي اثارت سخط الشارع العدني واليمنيين بشكل عام على مواقع التواصل الاجتماعي منددين بالجريمة ومرتكبها.
في الـ28 يونيو الماضي (عشية عيد الأضحى المبارك) اندلع حريق في مقر القنصلية الروسية التهم الجزء العلوي من مقر القنصلية الواقعة في مديرية خور مكسر دون ان تعرف دوافع وأسباب هذا الحريق.
في الـ 29 يونيو الماضي، أصيب المواطن عامر السكران برصاص مواطن اخر إثر خلاف نشب بينهما على حادث سير سابق، وتوفي لاحقا في احدى المستشفيات متأثرا بإصابته.
في الـ 30 من يونيو الماضي، اقتحم مسلحون مجهولون منزل قيادي في قوات تتبع الانتقالي وعبثت بمحتويات منزله واستولت على سيارته نوع " شاص " ونهبت جهاز كاميرات المراقبة ولاذت بالفرار.
في الأول من شهر يوليو الجاري قتل أحد عناصر قوات الانتقالي المسلحة ومسلحا اثر اشتباكات اندلعت بين مسلحين و قوات الانتقالي في منطقة الدكة بمنطقة المعلا.
في نفس اليوم أيضا هزت انفجارات عنيفة مدينة الشعب بعدن نتيجة انفجارات في مخزن ذخائر داخل احدى معسكرات قوات الانتقالي تسببت بحالة من الهلع والخوف أوساط المواطنين.
كما شهدت العاصمة المؤقتة عدن إصابة ثلاثة أشخاص بإصابات خطرة نتيجة اصطدام مصفحة بدرجاتهم النارية وفرار سائق المصفحة.
في الـ 2 من يوليو الجاري عثر مواطنون في ساحل أبين، على جثة المواطن عمر نجيب ردمان وعليها اثار تعذيب ودماء، ولا تزال أسباب مقلته مجهولة.