المواقف تكتب التاريخ

المواقف تكتب التاريخ

 

 تأتي بعض المواقف حولاء، و أسوأ منها تلك التي تأتي مضلِّلة عمياء ..!!

ففي الحولاء يمارس أصحابها الشيئ و ضده، و الأدهى حين يسيئ لها الخصم فتعاقب الصديق، فلبئس المولى و لبئس العشير ، و أما العمياء فهي تلك التي يتحكم بها التعصب؛ فترى الباطل حقا، و الحق باطلا ..!!

   شن الكيان الغاشم المسمى إسرائيل حربا وحشية ظالمة ضد الفلسطينيين؛ فسارعت دول هي من أكثر الدول عويلا على حقوق الإنسان، و حتى أكثر من التماسيح ذرفا للدموع ؛ فإذا هي تخرج عن عويلها، و تدعس على حقوق الإنسان و القانون و الشرائع و الأعراف؛ و تقف جنبا إلى جنب مع الكيان الهمجي الغاشم زاعمة أن من حقه الدفاع عن نفسه !!  و هو تعصب ذميم، زرعته الحملات الصليبية الظالمة، و رسخته الفترة الاستعمارية الجائرة.

   كيف بالله تضع مثل هذه الدول المعتدي الآثم الغاشم الغاصب الهمجي؛ الذي يشن الحرب جهارا نهارا على شعب أعزل في موقف المدافع عن نفسه - بزعم تلك الدول - و تضع الشعب المعتدى عليه في موقف المعتدي !؟

   في عدوان الكيان الهمجي المحتل لفلسطين؛ زعمت دول معروفة بتاريخها الاستعماري أن ذلك الكيان الدخيل الذي يقصف بالصواريخ و الدبابات أحياء سكنية، إنما يدافع عن نفسه ! و تصف شعبا يتصدى لوحشية المحتل بالحجارة بأنه الجانب المعتدي ..!!

   أليس هذا هو النفاق البيّن، و الموقف المتعصب المضلِّل الأعمى !؟

   و تتحدث دول التعصب هذه عن الإرهاب ؛ بينما هي من تقف بعنجهية لترهب دولا أخرى كي تبتلع ألسنتها، حتى لا يصدر منها شيئ ضد الكيان المعتدي الغاشم المسمى إسرائيل.

   دول الاستكبار تلك تقف محرضة ضدّ المقاومة الفلسطينية، و مشوِّهة لها، و مشهرة بها، فيستجيب لها أصحاب المواقف الحولاء بصمت مخزٍ ، أو بتصفيق صفيق ، أو بتحريض وقح ضد المقاومة ..!!

 

   في مناطق كثيرة من أوطاننا البائسة نجد هذه المواقف الحولاء البيّن عورها،  حيث تنتقد شيئا يمسها؛ بينما هي تمارس أضعافه، أو أنها  تستغل حدثا ما، فتذهب لتستجر أحداثا أخرى، بعد أن تلبسها لبوس الزيف و التزوير، سعيا وراء التحرض و الاستعداء ، و التشويه،  و التشهير . ذاك أنها لا تعيش إلا بهذه المفردات، و لا تتعيش إلا بهذه الطريقة ، و مع هذا تستشيط غضبا إذا ما وُجِّه النقد لها ، أو كان هناك من يسفه مواقفها التحريضية، و ما تمارسه من تشويه و تشهير أو تحريض، و استعداء ضد الآخر ..!!

   كم تعرضت تعز ؛ للتشويه و التشهير  - مثلا - و كم تعرضت للتحريض ضدها،  و الاستعداء عليها ؟

   كم عدد منصات التواصل الاجتماعي المستأجرة التي تطبخ و تكيد و تستعدي كل من هب و دب على تعز ؟

   كم هي المواقف الحولاء التي تتزلف هؤلاء، و تتقرب لأولئك بسبِّ تعز و شتمها و التشهير بها بغرض الحصول على رضا من يتم التزلف لهم، و التقرب منهم !؟

   تصدت تعز بفضل الله، ثم بفضل الجيش الوطني و المقاومة الشعبية لجحافل انقلاب 21سبتمبر الكهنوتي، و سرعان ما تم إعلان الحرب الإعلامية القذرة التي استهدفت تشويه تعز، و التحريض عليها حدّ استعداء الآخرين ضدها ..!!

   بضعة شهور فقط مضت على انقلاب 21سبتمبر الأسود، ثم بدأت الحملات الإعلامية النكراء بتناولاتها المغرضة تنهش تعز بكل ما يُملى على مطابخ الزيف و التزوير من افتراءات.

 

   كبيرة تعز .. كبيرة بأبنائها الشرفاء .. كما هي كبيرة باليمن الشامخ . و صغارٌ ،  صغارٌ ؛ أولئك الذين يتطاولون لتقزيمها، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.

   و للشرفاء، كل الشرفاء.. نقول:  كما احتشد جنود الكيان الغاصب بفلسطين ضد أهلنا هناك ، ها هو العدو الحوثي مُنتَج 21سبتمبر المشؤوم يكثف حشوده على تعز . لكن الشرفاء الأبطال في تعز، هم شرفاء جنين و غزة و الخليل... و لن تثني تعز و لا مأرب أو شبوة، و لا غزة أو الضفة مواقف الصغار هنا أو هناك.

 

   تكاتف في جنين القسام على الجهاد على ألوية صلاح الدين، و كل أطراف المقاومة في مواجهة الكيان الغاصب ، و لا بد أن يتكاتف في تعز، بل في اليمن كل الأحرار و الشرفاء.

 

   دعوا الصغار في مطابخ الزيف و الترزق يهرفون بما يملَى عليهم، و التفوا حول أبطال المواقف الميدانية من يصنعون المواقف و يكتبون التاريخ. فلنكن أجمعين مع من يكتب التاريخ، لا مع من يزيف الوعي و يسمم الواقع، أو من يدورون حول ذواتهم !  

 

 

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى