الدكتور احمد الاصبحي توفى اليوم بصمت وهو من كان ؟
هادر كشلال وصوته يبلع الآفاق، احمد الاصبحي مفكر وسياسي حاذق ومنظر وكاتب وانسان أعطى كل ما لديه لليمن وكان لديه الكثير واخيرا عاش نهاية حياته خائفا يترقب.
احمد الاصبحي هو مؤسس السياسة والحزبية في اليمن عندما بدأت في الثمانينات من القرن الماضي وهو مهندس الميثاق الوطني وكاتب ادبيات المؤتمر الشعبي العام مع زملائه عبد السلام العنسي وعبد الحميد الحدي كانوا عمالقة فارسهم احمد الاصبحي بدون منازع.
تقلد عدة مناصب مثل الخارجية والتربية ووزارات أخرى لا اتذكرها لكنه كان متميزا بالعطاء في كل مواقعه أستاذا كبيرا أينما حل من النوع الذي يعمل بشوق دون ان يحسب المكسب المادي، فعمل بقدرات استثنائية في اكثر من مقام على رأس الحكومة والحزب ليجد نفسه فجأة في الرصيف دون ( احم ولا دستور ) حيث تعرض لمحاولة اغتيال كادت ان تنهي حياته وكأنها كانت بحسب تعبير زميله الدكتور عبد الكريم الإيراني ( مكافأة نهاية الخدمة ) .
في العشرية الأولى من القرن الجاري كتبت عليه مقالا ناقدا في صحيفة المصدر لأجده يتصل بي دون سابق معرفة شخصية اخذ تلفوني من أحدهم ليعرف بنفسه بأنه احمد الاصبحي الذي كتبت عليه، حاولت أن ابرر له لكنه اخذ يفتح معي مواضيع الصحافة واللقافة باليمن وتطرقنا عبر التلفون إلى مواضيع الساعة وكنت صريحا معه غاضبا له لا عليه
والقيت عليه عدة أسئلة وبدلا من أجده مجادلا وهو الفيلسوف المفحم اخذ يتحدث ببساطة فيها الكثير من المرارة عن الاوضاع العامة والخاصة وختمنا الحديث متفقين في اغلب قضايا النقاش ومنها موضوع مقالي في المصدر ليختم حديثه بخفة دم وكأنه صديق قديم بالمثل الشهير: تدري (قد هي مقلوبة من أسفل العقبة ) و زاد مازحا ببيت شعر معبرة عن الحال منها
وراعية وابنت .........
العطر مني و(اللحوح) لغيري
كتبت البيت بتصرف لزوم المقام
وعلى وعد ان نلتقي
رحم الله رائد السياسة والفكر في اليمن
الدكتور المفكر احمد الاصبحي.
ويا قهري ياقهري على اليمن ورجاله