الصحفي مختار النقيب قصة نضال وكفاح وطني لشاب إصلاحي، أفنى حياته في خدمة المشروع الوطني، ورحل مبكرًا من قلب المعركة الوطنية.
يعد الصحفي النقيب، ظاهرة إعلامية ومدرسة في ميدان الصحافة ليس على مستوى محافظة البيضاء فحسب بل على مستوى الوطن بأكمله.
تميز الفقيد بالهمة العالية، ودماثة الأخلاق، والصفات النبيلة، المحبة للناس وللمجتمع، يشهد له بذلك كل من عرفه أو تعامل معه.
ومع الذكرى الأولى لرحيله، أطلق صحفيون وإعلاميون ونشطاء داخل الوطن وخارجه تظاهرة إلكترونية لإحياء سيرته ومسيرته الوطنية، كجزء من الوفاء لتضحياته الخالدة في سبيل الوطن.
ومختار النقيب، من أبناء محافظة البيضاء ولد في الثامن من ابريل عام 1974، وله ستة من الأبناء، وحاصل على البكالوريوس في الصحافة من كلية الإعلام - جامعة صنعاء.
عمل النقيب مراسلًا لعدد من الصحف المحلية، وأبرزها صحيفة الصحوة، وأسس موقع البيضاء أون لاين وموقع الهدهد.
انتخب في العام 2010م رئيساً للدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة البيضاء.
ومع انقلاب مليشيا الحوثي على الشرعية في سبتمبر 2014م تصدى بقلمه لجرائم المليشيا بحق اليمنيين، ولم يسلم من بطش المليشيا مع سيطرتها على محافظة البيضاء في 2015م، حيث أصدرت في حقه أحكاماً باطلة وصادرت منزله وكل ممتلكاته، واضطر للنزوح إلى العاصمة المؤقتة عدن والاستقرار فيها حتى توفاه الله في 3 يونيو 2022م.
مسيرته النضالية
نائب الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح عدنان العديني، ترحم في تغريدة بحسابه على تويتر، على روح النقيب "في ذكرى رحيله وفي كل حين". وقال: "لقد رحل من قلب المعركة، ما وهن ولا تراجع".
رئيس تحرير صحيفة الصحوة محمد اليوسفي قال في تغريدة له "رحمة الله تغشى زميلنا مختار النقيب كان شعلة من العمل والنشاط.. افتقدناه كثيرا وافتقدنا عمله الذي كان يقدمه يوميا".
وقال الصحفي ناصر الصانع "الصحفي مختار النقيب باختصار قصة كفاح ملهمة للإجيال، ومسيرة نضال حافلة بالعطاء ومليئة بالدروس والعبر".
وأضاف في تغريده له بحسابه في تويتر " كان قريبا من هموم الناس وتطلعاتهم؛ مخلصا لوطنه ومجتمعه ومتفاني في خدمة الجميع.
نقيب قومه
من جانبه، قال الأكاديمي الدكتور عبد الله الفروي، في تغريدة بحسابه على تويتر: "مر عام ليس فيه مختار النقيب، افتقدناه في كل محطة ومنعطف مر بالبلاد، كان الحاضر الأبرز في كل مشهد، يرصد، يحرر، ينقل الحق ويتبناه منهجاً وسلوكاً في حياته اليومية".
الصحفي خالد الشودري، غرد قائلاً " نقيب قومه ومختار زملائه ظل الفقيد مختار النقيب يدافع عن الجمهورية والشرعية حتى آخر رمق من حياته.. ومن غيره عاش ومات كبيرا.. تذكرنا سيرته بالعظماء الأول اللذين وهبوا حياتهم في سبيل اليمن والذود عن أهلها دون من أو أذى".
وأضاف "برحيل مختار النقيب يخسر الوطن رجلا حرا مقاوما للظلم ومناضل.
مسكون بحب الوطن
الصحفي عبد الله المنيفي، قال: "عرفنا الزميل الراحل مختار النقيب مسكونا بحب الوطن والناس، لذلك ظل شعلة من عطاء ومناضلا صلبا منذ بواكير معركة استعادة الدولة وحراسة الهوية حتى وهو يسلم الروح إلى بارئها".
وأضاف "كان النقيب، من الإعلاميين المخضرمين الذي برزوا في كل الظروف الاستثنائية والمنعطفات التي مرت بها البلاد حتى الانقلاب المشؤوم للمليشيا الحوثية، فلم يتزعزع عن مواقفه الوطنية الثابتة، فقد واجه الجرائم الحوثية بقلمه وأصبح كابوس لهذه العصابة الخارجة على الشرعية".
الباحث والصحفي فؤاد مسعد، قال: "رحل الإعلامي مختار النقيب مبكر دون سابق إنذار وهو في أوج عطاه؛ تاركا خلفه تاريخا مشرقا ومشرفا سيظل محفور محفوراً في ذاكرة الأجيال".
وأما الإعلامي يحيى السقير، فقال: لم يثخن أحد من الإعلاميين في عضد المليشيا كما فعل مختار النقيب، ولم يحدث أي كيان إعلامي الأثر الذي أحدثه مختار في مليشيا الكهنوت.
واعتبرت الناشطة رقية احمد، في تغريدة بحسابها على تويتر، رحيل الاستاذ مختار النقيب صدمة على الساحة الإعلامية في اليمن، فلقد ترك "رحمه الله" بصمة واضحة في النضال والكفاح من أجل الوطن والشعب."
أدوار نضالية
وكان التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة البيضاء، قد دعا في الذكرى الأولى لوفاة الإعلامي مختار النقيب، أعضاء وأنصار الحزب بشكل خاص وجميع الصحفيين والإعلاميين والناشطين إلى إحياء ذكرى وفاة الفقيد مختار النقيب كجزء من واجبهم نحو الفقيد، ووفاء وعرفانا بدوره الذي قدمه خلال مسيرة حياته الإعلامية.
وأشاد إصلاح البيضاء بالأدوار النضالية للفقيد مختار محمد النقيب والذي كان يشغل رئيس الدائرة الاعلامية بالحزب، مشيداً بمساهمته الفاعلة في كافة المنعطفات الوطنية التي عاصرها الفقيد.
واعتبر رحيل النقيب خسارة كبيرة في إحدى أصعب المراحل التي يمر بها اليمن. وقال "إن رحيل مثل تلك الشخصيات يعد خسارة على الوسط الإعلامي والحقوقي بشكل خاص والوطن بشكل عام".
وأشاد إصلاح البيضاء بما كان يتمتع به الفقيد من حس وطني ونشاط دؤوب في مجال عمله، وما مثله من نهج وسطي وانفتاح على كافة شركاء العمل النضالي، والتعاون مع كافة الأطياف السياسية الداعمة للشرعية في محافظة البيضاء.