أضاحي العيد.. أمنية صعبة المنال في تعز

أضاحي العيد.. أمنية صعبة المنال في تعز

بسبب الحصار الحوثي المستمر منذ تسع سنوات، والحرب الاقتصادية التي تشنها المليشيات الإرهابية، أصبحت الأضحية لدى أغلب سكان مدينة تعز أمنية صعبة المنال، وأصبح المواطن غير قادر على توفير الاحتياجات الضرورية لمنزله فضلا عن قدرته شراء أضحية بمبالغ كبيرة.

 

ويعاني سكان المدينة من الحصار الحوثي الذي ضاعف الأسعار، بسبب إغلاقه للطرقات الرئيسية، غير أن هذا العام هو الأكثر معاناة، حيث وصل سعر العملة الى أرقام كبيرة، في ظل انعدام الأعمال، وقله الدخل، وأضحى المواطن غير قادر على  أن يوفر ابسط احتياجات منزله واطفاله ما جعل الكثير من الناس لا يعرفون كيف يستقبلون هذا العيد وهم لم يتمكنوا من شراء الاضاحي.

 

وتشهد أسعار المواشي ارتفاعا كبيرا بسبب انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، حيث أن أغلب الأضاحي مستوردة من الخارج، ويتراوح سعر  الأضحية ما بين الــ ١٠٠٠الى ١٣٠٠ريال سعودي، وهو رقم لا يستطيع المواطن توفير حتى نصفه.

 

وقال المواطن فؤاد الاثوري أب لـ7 أطفال وهو عاطل عن العمل، إنه لا يستطيع شراء اي من طلبات العيد بسبب الظروف الراهنة التي تعيشها اليمن عامة وتعز خاصة في ظل الحصار المطبق على تعز منذ تسع سنوات.

 

واضاف في تصريح لـ" الصحوة نت" أن الدجاج  هي البديل بالنسبة لمحدودي الدخل حيث تعد هي الأرخص، أما الأضاحي فأصبحت لمن استطاع اليه سبيلا.

 

أما الحاج فاضل وهو أب لـ ٨ اطفال ولديه ابنته الصغيرة تعاني من مرض دائم، فيقول لـ" الصحوة نت"، ان هذا العيد ليس الاول الذي يمر عليه دون شراء أضاحي، حيث سبقه أعياد كثيرة، وأصبح يعتمد على ما يصل إليه من الجمعيات الخيرية.

 

ويضيف فاضل، الذي يعمل بالأجر اليومي، ان الاعمال لم تعد كما السابق، وأن المئات  من العمال لا يجدون عمل صرفة يومهم، فضلا عن توفير ما تحتاجه أسرهم وأطفالهم، موضحا انه يعمل من السابعة صباحا حتى الخامسة عصرا، ورغم الجهد فإن الاجر لا يفي بمتطلبات البيت وعلاج ابنته، لافتا أن أغلب الأيام لا يجد عمل.

 

ويتابع: في حال لم يتم تسجلينا من قبل بعض الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير، فإن البديل للأضاحي هو الدجاج، هذا إن وجدت مبالغ مالية لشراء الدجاج، وإلا فإن توفير لقمة العيش التي تجعلنا على قيد الحياة هو الاولى، وما دونه كماليات.

 

المواطن محمد القادري الذي يعمل سائق  دراجة نارية، هو الآخر يؤكد أن الدجاج هي المتاح أمامه، لأن أسعار الأضاحي مرتفعة جدا، ولا يمكنه توفير مبلغ كبير من خلال عمله الذي يكفي مصاريف يوميه.

 

وقال القادري في حديث مع الصحوة نت، أن الدرجة النارية التابعة له معطلة منذ 5 ايام ويقف حائرا ولا يعلم ماذا يصنع امام هذه المشكلة الذي وجهته بهذه الظروف الصعبة ولا يجد حتى حق اصلاح الدرجة واعادة للعمل، مشيرا أن إصلاح الدراجة يتطلب 100 ألف ريال.

 

ويتابع" كلما اقترب العيد يوما ينزل الهم علي مثل الجبل، طلبت من بعض مهندسي الدرجات إصلاح الدرجة حتى أتمكن من العمل وتوفير احتياجات البيت وسيتم تسديد الدين بالتقسيط، وحين وافقوا، رفض أصحاب قطاع الغيار البيع له بالآجل، وهو حاليا يبحث عن مصدر يقترض منه لإصلاحها.

 

من جهته يقول المواطن  احمد سعيد اب ٩ أطفال وهو أحد النازحين من مدينة اب  إن أسعار المواشي مرتفعة كبير في هذا الموسم وذلك بسبب انهيار العملة المحلية، وإنه لن يتمكن من توفير قيمتها لأنه لا يمتلك المال الكافي وانه يعمل بالأجر اليومي الذي لا يفي باحتياجاته الضرورية.

 

وقال انه هذا العام هو الثالث على التوالي  الذي لم يستطيع شراء اضاحي العيد و أنه يقوم خلال اول ايام العيد بشراء كيلو لحم، والأيام التي تليها يقوم بشراء الدجاج المجمد، حيث سعره أرخص من البلدي، للاحتفاء بالمناسبة وحتى لا يحرمهم من فرحة العيد ولا بالأمر البسيط.

 

وتعيش أغلب المحافظات اليمنية هذا الوضع المزري،  بسبب استمرار الحرب، وانهيار العملة المحلية، وانعدام الأعمال، ومما ضاعف المعاناة هذه السنة هي الحرب الاقتصادية التي تشنها المليشيات الإرهابية، على العملة المحلية، والاقتصاد الوطني  بشكل عام.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى