عندما يُشعل أعداء الحياة حربا على شعب، فإنهم لا يتركونه أمام خيارات متعددة، و إنما يجعلونه أمام أحد خيارين: خيار المقاومة و المواجهة، أو خيار الذل و الاستسلام..!!
و الشعوب الأبية الحرة لا ترضى بالذل و الاستسلام.
و حين تُفرض الحرب على شعب من الشعوب، فليس أمامه طريقة: اختر ثلاثة أو اربعة من الأسئلة التالية ، بل يجد هذا الشعب نفسه أمام سؤال إجباري واحد ؛ و لا مفر من الإجابة عليه، و لا بد أن تكون الإجابة: المقاومة. و هي الإجابة الموفقة و الصحيحة عبر التاريخ.
فرض أعداء الحياة الحرب على اليمن و اليمنيين، و جعلوا من عصابات مليشيا الحوثي ستارا لجرائمهم ، و رأس حربة لمكرهم و جُرمهم.
أمام مثل هذا الدعم و المساندة التي يتم تقديمها للحوثي؛ لا تقف أمامنا مئات الأسئلة التي تتطلب مئات الأجوبة، و لكن يقف أمامنا واجب واحد كفرض لازم ؛ و هو مواجهة الحرب المعلنة التي عنوانها الحوثي، و هو العنوان الذي يُخفي وراءه ما يخفي من كيد و مكر و حقد بألوان و لغات شتى ..!!
بمعنى؛ أنه أمام مثل هذا الظرف العصيب، و المحنة الأشد؛ لا يبقى أمام أي شعب من الشعوب إلا وحدة الموقف، و أن تتحد قواه، و تتوحد رؤاه، و أن يختار أولوياته بدقة و عناية.
المعارك الجانبية - في مثل ظروف اليمن - يمكن احتواءها بحصرها في منشئها، و معالجتها في محيطها خدمة للمعركة التي تخوضها البلاد دفاعا عن الكليات الخمس.
و الخروج بها إعلاميا يولّد تعقيدات و يخلق مزايدات، و يدار شريط المناكفات و الملاسنات و نبش كل ما يجب طرحه جانبا، بينما الواجب الارتفاع إلى مستوى التحدي، و واجب اللحظة.
و عودة للسؤال الإجباري؛ فمن السهل أن يفر هذا أو ذاك من أمام السؤال الإجباري، و يمضي للحديث عن إجابة لا صلة لها بمطلوب السؤال، مهما حاول هذا الفار أن يحشد من أدلة افتراضية، أو حجج يُقْحمها في غير محلها. فمَثل هذا مثل من يترك المعركة الواجبة ليذهب إلى معركة هي في معيار الظرف العصيب، و المحن الشديدة معركة جانبية، أو ثانوية.
المعارك الثانوية أو الجانبية لها جنودها، فهي توفر للباحثين عن البطولات معارك أسهل كلفة، و أظهر شهرة، و يلتقي طرفاها في ميدان الصخب و التهريج الإعلامي، و تبادل كيل التهم، و محاكمة النوايا.
و أطراف المهاوشات الجانبية كثيرا ما يستخدمون بضاعة فاسدة واحدة؛ بل استخدام المفردة الواحدة، و التهمة الواحدة. فقد تجد هذا يصف المناوئ له بأنه أسوأ من الحوثي، فيرد الآخر بالوصف ذاته ليلتقي الطرفان ( البطلان) عند نقطة مدح الحوثي من حيث لا يشعران و لا يستشعران.
و قد نجد بعضا من هذا الطرف و ذاك أبعد الناس حديثا عن خطر المشروع الكهنوتي المدمر للدين و الوطن و الأخلاق، كما هو مشروع مدمر للحاضر و المستقبل.
يدرك المواطن البسيط بوعيه الفطري الأولويات التي تجب على اليمنيين، حيث يرى أن الخطر الداهم إنما هو مشروع السلالة الحوثية الكهنوتية، بينما تجد محسوبين على الثقافة منشغلين بالأمر الثانوي على حساب الأولوي.
معركتنا القائمة اليوم؛ لا تحتاج لعقلية الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة !؟ و إنما هي بحاجة إلى ترتيب الأولويات وفق رؤية واضحة تتبناها الحكومة و تعمل عليها، و إلى مجتمع يحشد كل طاقاته و قدراته و إمكاناته نحو معركة تحرر البلاد من مشروع إيران الخسيس باعتبار ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
و اليوم تشهد تعز، كما تشهد مأرب تحشيدات حوثية تدعمها إيران و قوى و أطراف أخرى تدس رأسها في التراب مع أن مؤخرتها مكشوفة للعيان ..!؟ و هذا ما يستدعي أن يحشد الشعب اليمني كل طاقته للوقوف بعزم و حزم ضد المشروع السلال، و أن يتجه لأولوياته، و أوجب واجباته، و إرجاء المعارك الثانوية إن كان و لا بد إلى وقت أنسب.