تحل الذكرى الثامنة على رحيل شهيد الوطن والإنسانية الشهيد البطل محمد حسين عشال، وما يزال اليمنيون على نهجه الوطني والنضالي ضد مخلفات الإمامة والإستعمار.
ففي مثل هذا اليوم من العام 2015، ترجل الفارس المقدام برصاصات غادرة أطلقتها مليشيا الحوثي الإرهابية، ليتوقف قلبه النابض بحب الوطن والخير، ويروي بدمه الطاهر تراب الوطن، ويلقى ربه شهيداً مدافعاً عن وطنه ودينه.
والشهيد محمد حسين عشال، هو ابن رمز ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م القائد العام لجيش تحرير جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني اللواء الراحل حسين عثمان عشال، ووالد الشهيد البطل عبدالحكيم عشال، الذي اغتالته عناصر تنظيم القاعدة أمام منزله في العاصمة صنعاء, وشقيق البرلماني البارز علي عشال.
ويعد الشهيد محمد عشال، من الشخصيات السياسية والاجتماعية البارزة، وأحد مشايخ مودية بمحافظة أبين، عاش وترعرع في محافظة تعز بعد نزوح والده وأسرته إليها أواخر ستينيات القرن العشرين.
وكان عشال، واحداً من أبرز قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، فقد شغل الأمين المساعد لحزب الإصلاح بمحافظة أبين.
وعلى المستوى المهني، عمل محمد عشال، وكيلًا لمحافظة ذمار ووكيلاً لمحافظة أبين، وعضوًا في مجلس الشورى.
وفي ذكرى استشهاده الثامنة، قال شقيقه البرلماني علي عشال،: "ليست ذكراك أيها الحبيب بل ذكراي فلم تعد كل أيامي سوى ذكراك، أنت الذي لم تزل تشرق كالحلم وتضيء كالمشكاة، وأنا الذي رحلت كل اشواقي واحلامي مع رحيلك".
وتابع في تدوينة نشرها بحسابه على الفيس بوك: "كلما لاحت ذكرى رحيلك الدامي، تلوح أمامي روحك وأنت تحدق فينا باعثاً الأمل وسط العواصف ومحتشداً بالحب في قلب الضغائن".
الشهيد الإنسان
اتسم الشهيد عشال، بالصفات الحميدة والأخلاق العالية، وتميّز بعامله الإنساني، وكان يضرب بمثل في إنسانيته وعطائه وتواضعه وحبه للخير والصدقات ورعاية كثير من الأسر الفقيرة والأيتام والأرامل، وله وقفات إنسانية مشهودة مع المرضى والمحتاجين.
وعن صفاته، قال الكاتب منصور العلهي، تزامناً مع الذكرى الثامنة لاستشهاد عشال: "ثمان سنوات انقضت على استشهاد الشيخ محمد حسين عشال، ولا يسعني في هذه الذكرى إلا أن أعيد بعض من صفات وأخلاق، وتعاملات الشهيد القائد مع الآخرين. الشهيد كان محباً للخير، متسامح، لا يحمل حقداً ولا كرهاً لأحد، هادئ الطباع متزناً، عفيف اليد واللسان، زاهد في هذه الدنيا الفانية، مطيع لخالقه".
وأضاف في مقال، أن عشال كان "متواضعاً لا يتردد في خدمة من يستعين به في أي أمر من الأمور هذا هو الإنسان الشهيد محمد حسين عشال، الذي فقدناه وخسرته أسرته ومودية ومحافظته أبين والوطن عموماً".
وتميز الشهيد بالوضوح وحب وغيرته للوطن قد كان له نظرة ثاقبة وسياسي محنك وأحبه العدو قبل الصديق لصوابية رأيه ونظرته الحكيمة للأمور، فإذا تحدث أنصت الجميع لقوله فكان صاحب الرأي السديد فجمع الله له حب الجميع والاحترام والتقدير.
شخصية قوية فذة
وعرف بمواقفه الشجاعة واستبساله في المواقف والمحن، وقد ورث الشجاعة والفداء والتضحية وحب الوطن من والده البطل المقدام حسين عثمان عشال، والذي سطر أروع البطولات والمواقف النضالية والتاريخية.
وتأتي الذكرى الثامنة لاستشهاد البطل محمد عشال، ومخلفات الإمامة ما تزال تقود حرباً على أبناء الشعب اليمني، وهو ما يتوجب السير على درب الشهيد واستكمال النضال حتى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.