تصدر وسم #يوم_الصحافة_اليمنية مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، وذلك احتفالا بيوم الصحافة اليمنية الذي يصادف الـ9 من يونيو من كل عام.
واحتفل الصحفيون والإعلاميون بالمناسبة، مطالبين مليشيا الحوثي والمجلس الانتقالي وتنظيم القاعدة الإرهابي بالإفراج الفوري عن زملائهم المختطفين والمخفيين في سجون الجماعات والتشكيلات المسلحة.
وتعود المناسبة على اليمن وواقع الصحافة في تدهور مستمر، حيث تصنف البلاد كأخطر بيئة على العمل الصحفي وفقا لمؤشر الحريات الصادر مؤخرا.
وغرد تحت الهشتاج الآلاف من الصحفيين والإعلاميين والمتضامنين معهم، الصحافة في اليمن لا تزال تعيش في وضع مأساوي بسبب الانقلاب الدموي على الدولة ومؤسساتها من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.
وكتب الصحفي رشاد الشرعبي تحت وسم قائلا #يوم_الصحافة_اليمنية، “لا يزال هناك صحفيون في سجون مليشيات الحوثي في صنعاء محتجزين ومخفيين قسريا، ولا تزال التنظيمات الإرهابية تخفي زملاء لنا اختطفتهم في المكلا بحضرموت، ولا يزال زميلنا أحمد ماهر يحاكم في عدن بتهم ملفقة بسبب كتاباته وموقفه السياسي”.
وأوضح الشرعبي أن “الصحفيين اليمنيين وقعوا بوضع مأساوي منذ ٩ أعوام، دمرت مؤسساتهم وقطعت ارزاقهم وشردوا خارج وطنهم ونزحوا وقتل العشرات منهم قنصا وقصفا وعذب وحوكم الكثيرين ولا يزال البعض مخفيا أو يحاكم".
وتابع: “في ٩ يونيو ينبغي أن نتذكر أن المليشيا هي عنوان القتل والخراب والاجرام".
وقال رئيس منظمة صدى يوسف حازب، إن "الصحفيين المفرج عنهم مؤخرا ذكروا ما يثبت أن الصحفي وحيد الصوفي مخفيا قسريا لدى جماعة الحوثي بينما ترفض الجماعة حتى الآن الكشف عن مصير الصحفي المختطف لديها منذ ابريل 2015".
وأضاف حازب: "في هذا اليوم نتذكر أيضا ما حدث للصحفية رشا الحرازي وجنينها.. من قتل رشا وصحفيين آخرين؟ نطالب بالتحقيق في حوادث الاغتيالات تلك وكشف الجناة وتحقيق العدالة".
وأشار حازب إلى "الصحفيين محمد_العبسي و جميلة_جميل ومحمد_العلواني وطرق الوفاة والقتل التي فارقوا بها الحياة ما تزال بحاجة إلى الاستقصاء والتحري والتحقيق فيها وكشف ملابساتها".
وأكد الإعلامي محمد الضبياني أنه "منذ اجتياح مليشيا الإرهاب الحوثية لـ صنعاء في العام ٢٠١٤م، أظلمت الحياة الصحفية في اليمن، وصار الصحفيون هدفا للمليشيا، وعرضة للقتل والاختطاف، والإخفاء القسري، في زنازين القهر والتسلط.. واليوم تحل ذكرى #يوم_الصحافة_اليمنية التي يتجدد جرح الصحفيين وآمالهم".
وأشار الإعلامي عبدالله إسماعيل إلى "تبوأ جماعة الحوثي الارهابية لسنوات مقدمة مرتكبي الجرائم والانتهاكات ضد الصحفيين، التي حولت اليمن الى اسوأ بيئة في العالم للعمل الصحفي. لا تنافس الجماعة الارهابية الا في الجرائم".
وغرد الصحفي المحرر من سجون مليشيا الحوثي في صفقة التبادل الأخيرة، "حارث حميد"، قائلا إنه "بسبب التعذيب والإخفاء القسري الذي قامت به ميليشيات الحوثي بحقي أنا وزملائي لا زلنا نعاني من آثاره حتى الآن من أمراض جسدية وحالة صحية متدهورة وحالة نفسية سيئة".
وأضاف حميد: أنه "في مثل هذا التاريخ في عام 2015 تم اختطافي أنا وزملائي من قبل ميليشيات الحوثي لإسكات آخر صوت للجمهورية"، مؤكدا أن "أوامر القتل التي أصدرتها ميليشيات الحوثي نابعة من صميم اعتقاده بعدم حرية الصحافة وهو ما يوجب ملاحقة الحوثي كمجرم ومنتهك لحرية الرأي والصحافة".
وقال الصحفي المحرر من سجون مليشيا الحوثي عصام بلغيث، في رسالة مصورة "إن اليوم بالنسبة لي وزملائي الصحفيين يعتبر من أسوأ الأيام التي مرت في حياتهم"، مشيرا إلى تعرضه وزملائه للاختطاف من قبل مليشيا الحوثي ثم الإخفاء والتعذيب لسنوات في سجون سرية.
وأضاف بلغيث: "بهذه المناسبة نوجه رسالتنا إلى المجتمع الدولي، والمنظمات والأمم المتحدة، بأن تقف جنبا إلى جنب مع الصحفيين اليمنيين، من أجل توفير بيئة أمنة يستطيع من خلالها الصحفي أن ممارسة دورهم الرقابي على أجهزة السلطات بمختلف اشكالها، ودعمهم من أجل الحصول على المعلومة بأيسر طريقة دون التهديد بالقتل والاستهداف من أي طرف في اليمن".
وكتب تحت الوسم الصحفي المحرر توفيق المنصوري قائلا: "في مثل هذا اليوم2015، ارتكبت مليشيا الحوثي واحدة من أبشع جرائمها بحق الصحافة وكنت أنا وثمانية زملاء ضحاياها على أيدي قيادات حوثية، تعذيبا وتنكيلا وبينها أوامر بإعدامنا"، مضيفاً "سيبقى #يوم_الصحافة_اليمنية، شاهدا على حقبة ظلامية عاشتها الصحافة والصحفيين بعد أن أصبح العمل الصحفي أقصر الطرق للقبو والقبر".
ووصف الصحفي المحرر أكرم الوليدي، السنوات التي قضاها هو وزملاءه في سجون مليشيا الحوثي بالعصيبة الموحشة عاشها هو وزملاءه لمدة ثمان سنوات إلى ان تم خروجهم من السجن في صفقة تبادل.
وخاطب الوليدي المليشيا قائلا: أبعث رسالتي إلى نفايات إيران أقول فيها: إن أكرم الوليدي لن يهدأ له بال ولن يقر له قرار ولن يصمت، حتى يتم استعادة دولتنا المغصوبة ووطننا المنهوب!. ومعي كل المخلصين من أبناء بلدي الحبيب".
وكتب الشيخ عبدالكريم عمران (شقيق الصحفي المحرر عبدالخالق)، "اعداء الصحافة وحرية الرأي سرقوا من اعمار اخي الصحفي عبدالخالق عمران وصهري الصحفي توفيق المنصوري 8 سنوات منذ اختطفوهم مع 6 من زملائهم في مثل هذا اليوم 9يونيو 2015 ليظلوا في سجون عصابة الحوثي سيئة الصيت يتعرضون لصنوف التعذيب والحرمان حتى تحريرهم في 18 ابريل2023".
وأشار الصحفي عبدالله المنيفي إلى أن “نصوص القوانين المحلية والدولية تؤكد بأنه لا يجوز اعتراض الصحفيين بأي شكل من الأشكال على خلفية ممارستهم لحق حرية الحصول على المعلومات والنشر وحرية التعبير بشكل مهني".
وشدد المنيفي على ضرورة أن تتضاعف جهود المنظمات الحقوقية والإنسانية لدعم الصحفيين وحرية الكلمة والتعبير وتبني الدفاع عن حريتهم وحقوقهم وتقديم خدمات الدعم القانوني والعون القضائي في حال تطلب الأمر.
وندد الصحفيون والإعلاميون بأوامر القبض القهرية الصادرة من نيابة مأرب بحق الصحفيين علي الفقيه، وأحمد عائض، ومحمد الصالحي، مشددين على أن مأرب ستظل هي القبلة التي يلجأ لها الصحفيون واليمنيون الفارون من بطش مليشيا الحوثي.
واستحضر المشاركون في الحملة صور شهداء الصحافة والحرية ممن ارتقوا تحت التعذيب أو برصاصات الموت الحوثي، وفي عمليات إرهابية، مؤكدين أن شهداء الكلمة والحقيقة سيظلون أحياء في وجدان الشعب اليمني وضمير الأمة العربية.
من جهتها، جددت نقابة الصحفيين اليمنيين، مطالبتها بالإفراج عن ستة صحفيين معتقلين أربعة منهم لدى ميليشيا الحوثي وإيقاف مسلسل استهداف الصحفيين وإقحامهم في الصراعات السياسية.
وحيت نقابة الصحفيين اليمنيين في بيان لها بالمناسبة "تضحيات الصحفيين في وسائل الإعلام المختلفة في الداخل والخارج، مثمنة نضالاتهم طوال سنوات الحرب الكارثية الممنهجة على الصحافة والصحفيين، وتترحّم على أرواح الشهداء الذين قضوا من أجل الحقيقة ونقل المعلومة".
وذكّرت النقابة بأنه "لايزال هناك ستة صحفيين مختطفين أربعة منهم لدى جماعة الحوثي (وحيد الصوفي، محمد علي الجنيد، محمد الصلاحي، نبيل السداوي) وصحفي لدى المجلس الانتقالي الشريك في الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا (أحمد ماهر) وصحفي مخفي قسرا لدى تنظيم القاعدة بحضرموت (محمد قائد المقري)".
وجددت النقابة مطالبتها بإطلاق سراح كافة الصحفيين المعتقلين، وجبر ضررهم، وإيقاف مسلسل استهداف الصحفيين وإقحامهم في الصراعات السياسية، وصرف مرتباتهم.