حب الدوران حول الأنا مرض يفسد الجهود ويعطل الأهداف السامية ويشيع قيم الصنمية الفردية على حساب الشخصية العامة المتجردة وعلى حساب المصلحة العامة فيقتل كل فرص الإبداع ويسد نوافذ الحضارة.
ففي النهاية يتقزم الفرد مهما كانت قدراته عندما يحاول ان يصنع أوهام العظمة لذاته متماهيا مع التطبيل والنفخ حتى( تقرح البالونة) وتصاب الاوطان في عافيتها والمجتمعات في مستقبلها وهي غارقة في توزيع صور القائد الملهم وكلمات المعلم الفريد الذي لا يوجد مثله لتتحول كل الجهود العامة والكبيرة لتحقيق هدف فردي مريض فيضيع الفرد والمجتمع والمشاريع الوطنية وسط الزعيق الغبي والتطبيل والتلميع.
وكل من يحاول القيام بواجبه الوطني وقبل ان يبدأ في الواجب ترمى أمامه اللوحات العاكسة فيقف أمام المرآة المكبرة ليرى انه المنعم وصاحب المن بسبب تغلغل المرض ووجود من يشجعه من المصابين بنفس الداء ولا احد يقول له كلمة صدق أو حكمة منقذة.
وعندما تنتهي الزفة في كل دورة يتحسس الناس ليروا انهم جميعا في العراء والخسارة حلت بالجميع بالزمار والمزمر له وتكون الدوافع الخالصة والمعروف المأمول صناعته اول الضحايا فتغيب نماذج الشخصيات العامة التي تعطي من اجل العطاء وتعمل من دون ضجيج وتسهر بروح الأم لا بنفسية التاجر المقامر .
ان الذاتية المتورمة أو الصنمية الجاهزة مرض قديم أصله عربي قح يفسد الطاقات الفردية والجماعية و يدمر كل نافع و لا يثمر سوى الصغائر والضغائن والفشل الخاص و العام، وتتكرر المأساة ويتجدد المرض نفسه على كل المستويات دون تأمل أو استفادة من التجارب والكوارث التي ماتزال بعضها حارة على الرؤوس.