شوارع يريم في إب.. مستنقعات طينية ومائية تتحول إلى شواطئ للتنزه والسخرية

شوارع يريم في إب.. مستنقعات طينية ومائية تتحول إلى شواطئ للتنزه والسخرية

ما إن تمر أو تطأ قدمك مدينة يريم شمال شرق محافظة إب وسط اليمن، تدرك حقيقة المعاناة التي يعيشها أبناء المدينة، جراء خراب الشوارع وانتهاء شبكة الطرقات فيها، بالرغم من إيرادات المدينة الكبيرة والتي لا تعود بأي خير على أهلها ومستوى الخدمات فيها.

ومع حلول موسم الأمطار، تكبر المعاناة في مدينة يريم عاصمة مديرية يريم وأحد أهم المدن الثانوية بمحافظة إب، حيث تحولت شوارع المدينة إلى بؤر ومستنقعات مائية وطينية تعيق حركة السير لتشكل مأساة ولوحة بارزة تظهر معاناة المواطنين في المحافظة الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية.

خلال الأيام القليلة الماضية، ارتفعت أصوات أبناء المدينة في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مجالسهم ومناسباتهم المختلفة، للمطالبة بوضع حد لمعاناتهم البالغة نتيجة خراب الشوارع وصعوبة حركة السير فيها، بعد أن أقدم أحد الناشطين الإعلاميين في مدينة يريم بالتعبير عن معاناتهم في مشهد ساخر انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق.

الناشط الإعلامي بشير المصقري أحد أبناء مدينة يريم، منذ سنوات وهو يتحدث عن معاناة أبناء المدينة وهمومهم المختلفة، وجعل من صفحته بموقع التواصل الاجتماعي منبرا للكثير من قضايا الناس، غير أن هذه المرة لجأ لأسلوب مغاير للتعبير عن معاناة الأهالي، حيث فكر "المصقري" بالتنزه والترويح على نفسه كما يفعل البعض حينما يتخذون من فصل الصيف وقتا مميزا للتنزه والذهاب للمتنفسات أو شواطئ البحار، ومع عدم وجود بحر أو نهر أو حدائق للترويح على النفس في مدينة يريم، اهتدى المصقري لفكرة التنزه بأماكن شاطئية من نوع آخر.

وعلى امتداد الشارع العام بمدينة يريم، تتوزع الحفريات في كل أرجاء الشارع وممراته وبالتزامن مع هطول الأمطار، تتحول تلك الحفريات إلى بحيرات كبيرة يصعب المشي أو المرور من خلالها، ليذهب المصقري حاملا كرسيه وشيشته وقارورة ماء إلى أطراف تلك البحيرات المائية في الشارع الرئيسي للمدينة، وجلس على كرسيه مستمتعا بـ "دخان شيشته" ويرد على الناس التحايا وكأنه على شاطئ أحد البحار.

والتقط الأهالي صورا للناشط المصقري وهو على تلك البحيرات المائية في شوارع المدينة ونشر بعضا منها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك معلقا بالقول: "الجمال العفوي والتنزه المفتوح.. الإصطياف على الشارع العام"، وهي رسالة واضحة تعبر عن معاناة المواطنين بطريقة مختلفة.

وبعد نشر صور المصقري وهو على تلك البحيرات توالت ردود الأفعال بشكل كبير من أبناء المدينة وغيرهم من بقية المحافظات، حيث نددوا بالإهمال الذي يطال المدينة وتفاقم معاناة أبناء يريم نتيجة خراب الطرقات وانعدام الخدمات فيها محملين المليشيا المسؤولية كونها تنهب إيرادات المدينة وتمتنع عن القيام بأبسط حقوق الأهالي كإصلاح الطرقات أو غيرها من الخدمات العامة.

 


حفريات في أهم شوارع المدينة

اضطر المصقري لاحقا للتوضيح أكثر بمقطع فيديو، حيث قال الرسالة التي أود إيصالها حيث الشارع العام الاستراتيجي في مدينة يريم بكونه حلقة وصل يربط بين شمال البلاد وجنوبها، ويشهد حركة تجارية غير عادية كما أنه شريان رئيسي للمدينة وواجهة وكنت أود لفت الأنظار للشارع كونه الأولى بالإصلاح، فكل المسافرين يمرون عبره سواء من صنعاء أو مسافرين إلى إب أو تعز أو عدن أو الضالع وغيرها من المحافظات".

وقال في ثنايا حديثه بأن شارع يريم انتشرت فيه الحفريات كثيرة والوضع فيه سيء جدا حيث يتم إعاقة حركة الناس فيه خلال موسم الأمطار، لذلك اختار أسلوب مغاير لإيصال رسالته المعبرة عن معاناة المواطنين.

الناشط "إسماعيل عبدالرزاق" الذي ينتمي لمحافظة ذمار المجاورة لمدينة يريم، ويجري تداول الفكاهات والحكايات الشعبية المتبادلة كخصومة دائمة بين أبناء يريم وذمار، حيث قال : الصديق العزيز بشير المصقري مكيف على شواطئ جارتنا الحبيبة يريم، شافوا معانا ميناء في ذمار.. قرروا يعملوا لهم بحر..".

 


واقع مؤسف بصورة مرعبة

 

الناشط مسعد السالمي نشر صورة المصقري مرفقا مقالا بعنوان قف هنا يريم!! قال فيه: نحاول أن نخلق اي حاجة ايجابية في هذا الوطن المتعب نحسن ولو كذبا عن مشاعر الضياع والحرمان التي تسيطر علينا عن ابسط مكونات الحياة في بلدنا الذي للأسف نحن اغنياء جدا بالكوادر والموارد والتضاريس الا أن الله صب على هذا الشعب بلاء على هيئة بشر دمروا كل ما تبقى لنا من أحلام بان نعيش كأبسط شعوب أهل الأرض".

وأضاف السالمي : "تخيلوا هذا الشارع  كان ولا يزال هو الرابط بين المحافظات الأخرى والكائن في يريم التي يصبح المطر نقمة على كل المسافرين والسكان وكل من كتب له القدر بالتواجد ولو صدفة ليلعن اليوم الذي فكر ان يدخل شوارع يريم".

ووصف الوضع والمعاناة بالقول: "واقع مؤسف بصورة مرعبة الذي يجسده بعفوية بصورة العزيز بشير المصقري، مضيفا : والله عيب عييييب عييييب هذا العجز وهذا الخذلان للبلد بهذه الصورة  يا  مسؤولي محافظة إب وممثلي مديرية يريم، فالصورة حقيقة تعبر عنكم لا عن ابناء  يريم او أبناء اليمن.

وختم السالمي بالقول: "والله نخجل ان ننشر مثل هذه الصور حتى لا نزيد أن نساهم في احباط ما تبقى لنا من أمل".

 

سواحل يريم

محمد القحطاني نشر الصورة قائلا: "سائح من محافظة ذمار يشرب الشيشة على ضفاف سواحل مدينة يريم التابعة لمحافظة اب السياحية".

فيما محمد الأشول قال: على ضفاف سواحل يريم،، يوما ما سوف نشرب الشيشه (الارجيله) على ضفاف سواحل وشوارع يريم مع الأستاذ بشير المصقري سيكون يوماً جميل حقا.. مضيفا: "الميناء في ذمار والسواحل في يريم أرض يحصب.. ثمانون سدا فيها ولا عد عرفوا من وين يخيطوها".

كوثر الذبحاني علقت بالقول: "عامل جو على حافة نهر يريم بشير المصقري والله كلها شوارعنا أنهار للأسف ما ندري نضحك والا نبكي لكن خيرة الله". غير أن محمد الرديني علق هو الآخر بالقول: أصحاب ذمار من زمان وهم يشتوا بحر عندهم، وفي الأخير ظهر البحر في يريم ارزاق.. الصورة من كورنيش بحر يريم السياحي".

أما سمير القاسمي فكتب قائلا: "ينتقد الوضع بطريقته الساخرة، يعرف أن رسالته سوف تصل من خلال تجاربه العديدة في مجال الإعلام، بشير المصقري ابن يريم العاشق والمتيم لهذه المدينة المنكوبة يضع رسالته التي بالتأكيد انها وصلت وعبرت عن كل سكان يريم وكل من يمر من هذه الشارع الذي لا يستحق أن نطلق عليها إسم شارع!.

 

كورنيش يريم

ابن مدينة يريم نزار السنفاني علق  قائلا: صديقي الكاتب والناشط والشاعر بشير المصقري في جلسة راحة وإستجمام على أحد كورنيشات مدينة يريم..، وهي دعوة للجميع لزيارة يريم في عيد الأضحى القادم والإحتفال في كورنيشات الوحل الطبيعي النادر (وهناك خصم خاص لأي واحد يجي بتوجيه من المحافظة والقائمين على المدينة)

وأردف "نزار" ساخرا: شكراً للمسئولين في يريم.. شكراً محافظة إب والقائمين عليها، شكراً لإنجازاتكم التي تنعم بها شوارع يريم منذ عرفت نفسي وحزين لأني غادرت المدينة وأبتعدت عن هذا الجمال المعفن".

 

جبايات ووعود كاذبة

وقبل عامين، أعلنت مليشيا الحوثي عبر وسائل إعلامها ومن بينها "وكالة سبأ" بنسختها الحوثية، أعلنت عن تدشين مشاريع إصلاح وصيانة شوارع مدينة يريم والتي قالت إنها بتكلفة تصل إلى خمسة مليار ريال، حيث كان القيادي الحوثي عبدالحميد الشاهري المعين من قبل المليشيا وكيلا لمحافظة إب هو من يقود تلك العملية وفرض مبالغ مالية كبيرة على التجار، غير أن من تلك الأعمال والمشاريع لم تر النور أو يجد المواطنون لها أثر في تحسين وجه المدينة المعروفة بخراب شوارعها وتحولها إلى مستنقعات وحفر مستدامة.



القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى