العميد زكي الحاج.. قائد جمهوري وبطل شارك في تحرير عدن وحُرم من العيش فيها

العميد زكي الحاج.. قائد جمهوري وبطل شارك في تحرير عدن وحُرم من العيش فيها

بعد نحو أربع سنوات من فراق عائلته ومدينته الحوطة عاصمة محافظة لحج، وأثناء ما كان متوجها لتحقيق الحلم الذي ظل يراوده منذ أجبر على مغادرة عدن على خلفية أحداث أغسطس 2019م، ومتطلعا للقاء وزير الدفاع، توفي البطل الجمهوري والقائد الوحدوي العميد الركن زكي عبدالله الحاج، في حادث مروري على طريق شقرة يوم الأربعاء الماضي.

 إنه قائد لواء الدفاع الساحلي، أحد الضباط القلائل الذين اجتمعت فيهم صفات الشجاعة والحنكة والالتزام بالقسم العسكري، إلى جانب الإخلاص والوفاء للجمهورية والحرص على الوحدة الوطنية، فكانت ميادين البطولة والحرية شاهدة على الرجل، مقارعا للإمامة الرجعية تارة، وأخرى في الحفاظ على تراب الوطن وكيانه ومؤسساته من دعاة التشظي وإضعاف هيبة الدولة.

والقائد الفقيد، أحد الأبطال المجهولين الذين صنعوا الانتصار في العاصمة المؤقتة عدن، وحرروها من جحافل مليشيا الموت والإرهاب الحوثية عام 2015م، إلى جانب رفاقه كالعميد الراحل عبدالله الصبيحي وغيره الكثير من أبطال عملية السهم الذهبي الذين كانوا الحربة التي استعادة عاصمة اليمن المؤقتة.

ورغم تضحياته ومواقفه إبان تحرير عدن ومحافظته لحج، إلا أن ذلك لم يشفع له عند رفاق السلاح بعد أحداث أغسطس 2019م، حيث لم يسمح له بالعودة إلى بلدته، كحال كثيرين من رجالات الدولة والقادة السياسيين والعسكريين.

ويمثل رحيل العميد زكي الحاج، في مثل هذه الظروف خسارة لليمن وللمؤسسة العسكرية التي كان أحد أبرز رجالها منذ سيطرة مليشيا الحوثي الكهنوتية على مؤسسات الدولة واجتياحها للمدن بعد عاصمة الجمهورية المحتلة.

ومنذ ذلك الحين ناضل البطل في صف الجمهورية ووفى بقسمه وشرفه العسكري وبقي حارسا جمهوريا وحدويا حتى آخر لحظة من حياته.

 

من هو الحاج؟

العميد الحاج من مواليد 1972، مديرية الحوطة محافظة لحج، وهو ابن المؤسسة العسكرية التي التحق بها في وقت مبكر، وشغل العديد من المواقع العسكرية الميدانية والإدارية في أكثر من محافظة وفي عدة قطاعات.

إلى جانب ذلك، درس الفقيد بجامعة صنعاء  القانون، ونال درجة اللسانس من كلية الشريعة والقانون عام 2010، إضافة إلى دراسته دورات في اللغة الإنجليزية والحاسوب، لإدراكه لأهمية هذا الجانب خاصة في المجال العسكري والأمني.

 

المناصب العسكرية

خلال مسيرة حياته الحافلة بالنضال، تقلد البطل العميد الحاج، عددا من المناصب، منها قائدا لفرع شرطة النجدة في محافظة لحج من عام 1998 حتى عام2000.

و تم تعيينه رئيسا لعمليات النجدة بمحافظة حجة واستمر فيها حتى عام 2006، ليعين بعدها قائدا لفرع شرطة النجدة (شرطة أمن الدوريات والطرق حاليا) في مديريات حرض، وحيران، وعبس، وعاهم، بمحافظة حجة، واستمر في منصبه حتى عام 2009.

عاد بعدها للعمل في محافظته لحج، كرئيس لعمليات شرطة النجدة في المحافظة، واستمر في منصبه حتى عام 2016.

وعينه الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، لاحقا قائدا لـ لواء الدفاع الساحلي واستمر في قيادته حتى وافته المنية بحادث مروري.

 

الفقيد ونضاله ضد ميلشيا الحوثي الإرهابية

شارك البطل العميد الحاج في عدة جبهات دفاعا عن الوطن والجمهورية ضد همجية مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وهو من أوائل من قاد المواجهات ضد مليشيا الحوثي في العاصمة المؤقتة عدن ولحج ضمن عملية "السهم الذهبي" في 2015.

وكان العميد الحاج، من ضمن النواة الأولى للجيش التي تشكلت لمقاومة مليشيا الحوثي في جنوب الوطن وقاد مع رفاق له في السلاح، والمقاومة معارك شرسة ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، أدت إلى طردتهم من محافظة لحج والعاصمة المؤقتة عدن.

وكان البطل قائدا لجبهة "بير احمد"، ومع محاولات المليشيا التوغل في عدن، خاض مواجهات عنيفة وقاد رفاقه مدنيين وعسكريين في معارك غير متكافئة، قبل تدخل التحالف، كما كان له نصيب التضحية وقيادة أحد أهم محاور تحرير العاصمة المؤقتة عدن فيما عرف لاحقا بعملية بـ "السهم الذهبي" التي أطلقها التحالف بقيادة السعودية.

وبعد تعيينه في قيادة لواء الدفاع الساحلي لم يمنعه ذلك من القتال ضد مليشيا الحوثي في شبوة وأبين ومارب، فقد عرف الفقيد بمواقفه البطولية ووفائه لشرفه العسكرية وولائه لوطنه وقيادته وجمهوريته، فقاتل دفاعا عن اليمن والوحدة وعن حرية اليمنيين وكرامتهم.

وإلى جانب القتال، كان الفقيد قائدا محنكاً وإداريا بارعاً، فأدى مهامه في قيادة لواء الدفاع الساحلي على أكمل وجه، تأهيلا وتنظيماً للضباط والصف والجنود، وكانت آخر دورات التأهيل والتنشيط قبل فترة قصيرة من وفاته.

 

حلم العودة إلى عدن

بعد الأحداث التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن في أغسطس 2019، غادر العميد زكي الحاج المدينة ولم يتمكن من لقاء أسرته ووالدته.

وبحسب الصحفي والكاتب علي مقراط، فإن العميد الحاج كان يحلم بالعودة إلى بيته، وكان له ذلك حين طلب وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري حضوره إلى عدن، وأبلغ العمليات المشتركة بذلك حرصا على عدم تعرضه للأذى.

وأكد الصحفي والكاتب مقراط في مقال له نشر أمس الخميس، أن الوزير الداعري كان حريصا على عودة العميد الحاج وبقية الضباط إلى بيوتهم، كما هو الحال مع جميع القيادات والضباط الذين عادوا منذ أشهر.

 وأضاف "لكن الأقدار حالت بين عودة العميد الحاج إلى أسرته ولقاء وزير الدفاع في حادث مؤلم، ليتم تشييعه اليوم الجمعة في مقبرة الشهداء بمدينة مارب بحسب طلب أبنائه".

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى