اتهمت مصادر يمنية الميليشيات الحوثية بالوقوف وراء اتساع ظاهرة خطف الفتيان والفتيات في محافظة ذمار لجهة تجنيدهم واستغلالهم لخدمة أجندة الجماعة، حيث أفيد باختفاء 28 طفلاً وطفلة منذ مطلع العام الحالي.
وكشفت مصادر محلية في ذمار لـ«الشرق الأوسط»، أنه جرى تسجيل خمس حالات اختفاء لأطفال خلال الشهر الماضي في أحياء وشوارع متفرقة تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و16 سنة.
وتحدثت المصادر عن وقوف عصابات وصفتها بـ«الإجرامية» تتبع قادة انقلابيين خلف انتشار جرائم الاختطاف بحق صغار السن، حيث تتصاعد الظاهرة في مدينة ذمار و12 مديرية أخرى، وسط حالة من التدهور والانفلات الأمني غير المسبوق.
أحدث هذه الجرائم تمثلت في خطف طفل يدعى أحمد عبد الله الحداد، ينحدر من محافظة ريمة من حي «المسلخ» الذي يقطنه مع أسرته، حيث لا يزال مصيره مجهولاً حتى اللحظة.
وسبق جريمة خطف الطفل أحمد بيومين تعرض فتاة تدعى (أماني ع.) لجريمة اختطاف من قبل عصابة مجهولة وسط مدينة ذمار. وقال شهود عيان إن ثلاثة ملثمين قطعوا بشكل مفاجئ طريق الطفلة أماني (14 عاماً) وقت الصباح لحظة خروجها من منزلها لشراء بعض الاحتياجات، وقاموا بخطفها واقتيادها بالقوة على متن سيارة إلى جهة غير معلومة.
وأكد الشهود لـ«الشرق الأوسط»، أن الخاطفين سرعان ما أعادوا تلك الفتاة بعد ساعات من اختطافها إلى المكان الذي اختُطفت منه، ثم لاذوا بالفرار دون ذكر أي معلومات أخرى.
إضافة إلى ذلك، اختفت فتاة تدعى كريمة سرحان بمنتصف مايو (أيار) الحالي، من أحد أكبر الشوارع الرئيسية بمدينة ذمار وسط ظروف وملابسات لا تزال حتى اللحظة غامضة.
ويأتي تصاعد حوادث الخطف بحق الفتيان والفتيات بالتوازي مع تواصل استهداف الجماعة نحو 80 ألف طالب وطالبة في محافظة ذمار عبر معسكرات صيفية تقيمها حالياً في 1000 مدرسة مفتوحة ومغلقة ونموذجية.
ويتهم المواطنون في ذمار الجماعة الحوثية بتعمد تحويل محافظتهم على مدى الفترة الماضية إلى مسرح كبير لظاهرة اختفاء وخطف الفتيان والفتيات.
وربط حقوقيون يمنيون بين تنامي تلك الظاهرة في ذمار خصوصاً منذ مطلع العام، وبين التعزيزات البشرية التي تدفع بها الميليشيات تباعاً من المحافظة صوب مختلف الجبهات.
ويقول ثابت وهو اسم مستعار لناشط حقوقي في المدينة، إن عملية استدراج واستقطاب الأطفال المجندين غالباً ما تبدأ بعمل دورات مكثفة تجري فيها تعبئتهم بالأفكار المتطرفة، وإذكاء ثقافة القتل والعنف، وتمجيد قادة السلالة الحوثية.
وسبق أن دفع القيادي الحوثي محمد البخيتي المنتحل صفة المحافظ في ذمار هذا الشهر بعشرات المقاتلين أغلبهم من الأطفال ومن فئة المهمشين واللاجئين الأفارقة على متن دوريات عسكرية حوثية نحو كثير من الجبهات.
وكان مرصد حقوقي يمني قد أكد في وقت سابق إنشاء الميليشيات 83 مركزاً للاستقطاب وتجنيد الأطفال، توزعت ما بين مقرات في القرى والأحياء السكنية والمساجد والمدارس والمراكز الصيفية، إضافة إلى المعسكرات ودوائر الأمن الخاضعة للميليشيات.
ووصف «تحالف رصد» الحقوقي الجماعة الحوثية بأنها الأكثر انتهاكاً والأوسع جغرافياً في تجنيد الأطفال في اليمن بنسبة 97.46 في المائة.
وذكر مطهر البذيجي، المدير التنفيذي لـ«تحالف رصد»، أن تقديرات المجتمع المدني في اليمن حول تجنيد الأطفال تشير إلى أكثر من 30 ألف طفل مجند، وأنهم يشكلون غالبية قوام مقاتلي الميليشيات.
وأكد البذيجي أن «تحالف رصد» يمتلك قاعدة بيانات موثقة ومكتملة بعدد يزيد على 6 آلاف طفل مجند بين العاشرة والثامنة عشرة، ينتمي الغالبية العظمى منهم إلى محافظات صعدة، وذمار، وعمران، وصنعاء، وإب، والحديدة وتعز.