إن السمة الغالبة على تاريخ الشعب اليمني هي الوحدة والاتحاد باعتبار ذلك من عوامل القوة في مواجهة الأعداء.
ولقد كان يحدث في بعض فترات التاريخ ان تتقاسم الحكم أكثر من دولة لكنها لم تستطع ترسيخ أي شكل من أشكال الانفصال، لماذا؟ لأن الوحدة الجغرافية والتاريخية والاجتماعية والثقافية أكثر صلابة من النزعات الانفصالية الغريبة على الشعب الموحد في مساره ومصيره منذ فجر التاريخ.
كما ان التجزئة حالة استثنائية عابرة فرضتها إرادة غير يمنية فهي دخيلة على اليمن وتاريخه وشعبه الوحدوي.
ومن الحقائق الثابتة أيضاً أن فترات التوحد هي الأطول وأهم عامل من عوامل القوة والتقدم الاقتصادي والثقافي والحضاري.
وقد خلد التاريخ عمالقة التوحيد من عظماء اليمن الوحدوي، وأولهم:
يعرب بن قحطان 5700 ق.م وهو أول الملوك في تاريخ اليمن القديم بل هو أول من أقام دولة وحدوية استمرت بعده 500 عام واسمه يمن وباسمه سميت اليمن. إضافة إلى أنه أول من اشتق وحذف وأوجز واعرب في كلامه ولقب بيعرب.
عبد شمس وهو سبأ الأكبر وهو من الزعماء الوحدويين وينقسم عهد سبأ الى مرحلتين:
- مرحلة المكارب من (850 - 620 ق.م ) وفي هذه المرحلة تم الجمع بين السلطة الدينية والمدنية وكان عدد المكاربة 17 مكرب أولهم سمه على ينف وهو صاحب أكبر مشروع هندسي وزراعي تجلى في "بناء سد مارب العظيم."
- كرب إل وتر بن ذمار علي، آخر مكرب وأول ملك وهذ الزعيم الوحدوي قضى على جميع الكيانات الانفصالية وأسس دولة مدنية تقوم على المواطنة والولاء للأمة والوطن وليس للقبيلة.
- مرحلة الملوك ( 610 - 115 ق.م )
- مرحلة سبأ وذي ريدان 115 ق.م واشترك ريدان حمير مع سبأ في الحكم وكانت تحدث في هذ المرحلة حروب أهلية انتهت بمرحلة التبابعة
مرحلة الدولة الحميرية (التبابعة) من (300 م - 525م) ومن عمالقة الوحدة في هذه الفترة الزعيم الوحدوي العظيم الملك شمر يرعش موحد اليمن والجزيرة العربية كاملة واعتبر المؤرخون ان فترة حكمه هي بداية عصر التبابعة العظماء ومن بعده ابوكرب اسعد الكامل الذي أشارت إليه الآية الكريمة "أهم خير أم قوم تبع" وهو تبع المذكور في القران ثم ابنه حسان بن اسعد وكذلك عمر بن حسان... إلى عهد الزعيم ذي نواس واشتهر عصر الدولة الحميرية باللقب الوحدوي الكبير- ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت واعرابهم طوداً وتهامة.
وكانت هذه الدولة الحميرية دولة مدنية وحدوية مترامية الأطراف.
المهم هو أن فترة الدول الوحدوية قبل الا سلام امتدت إلى 17 قرن وامتدت بعد الاسلام إلى 7 قرون.
ولم يعرف اليمنيون كلمة شمال وجنوب بالمعنى التقسيمي إلا منذ العام 1902م- 1905م ووثق هذ الترسيم باتفاقية ترسيم الحدود عام 1914م بين بريطانيا والدولة العثمانية.