مثلما كان للفنانين اليمنيين جنوبا وشمالا حضورهم المشرف في إشعال جذوة الثورة اليمنية وبث روح الجهاد والتضحية في سبيل الوطن؛ كان لهم حضورهم المتميز في التغني بالوحدة اليمنية والإشادة بها كقيمة وطنية عظمى ليس على المستوى المحلي فقط وإنما أيضا على المستويين العربي والإسلامي. فجاءت أغانيهم في هذا المضمار جميلة زاخرة بالمعاني الإنسانية والأهم من ذلك أنها باقية متجددة في ذاكرة الناس. يتفيؤون ظلالها العاطرة، ويستروحون نسائمها اللطيفة كلما دعتهم الحاجة إلى ذلك. حتى أنه ليمكن القول أن موضوع الوحدة احتل جزء كبيرا في مكتبة الأغنية اليمنية. ولا تزال الإضافات المتميزة تتوالى بشكل جميل ورائع.
ومثلما كانت الوحدة أملا يراود وجدان هؤلاء المبدعين كانت أيضا هاجسا فنيا يعيش في قلوبهم. فراحو يستنطقون مواهبهم صورا باذخة الجمال فريدة الروعة. وللمتابع أن يقف أمام قائمة طويلة زاخرة بهذه الأعمال الخالدة المشرقة. فقد غنى الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم رحمه الله أغنيته العظيمة (الوحدة اليمنية ياشعبي). ولقيت قبولا واسعا. وأوصلت رسالتها السامية في أن الوحدة اليمنية هي بوابة العبور إلى يمن الحضارة والتقدم. وأن اليمن دونها سيظل بعيدا عن شمس النهار وعن مسيرة البناء. ولا يزال لهذه الأغنية حضورها الكبير في مختلف القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية.
وغنى أيوب كثيرا للوحدة لكن أجمل تغنيه بالوحدة كان في تلك التضمينة المذهلة التي وردت في أنشودته الشهيرة (رددي أيتها الدنيا نشيدي) والتي قال فيها:
وحدتي وحدتي
يانشيدا رائعا يملأ نفسي
أنت عهد عالق في كل ذمة.
ولا يقل عن ذلك روعة أناشيده الأخرى (لمن كل هذي القناديل) و(أشرقي تحت سمائي) و(بلادي بلاد اليمن).
وغنى الفنان المخضرم عبدالرحمن الحداد أغنيته الشهيرة (مايو وفي الثاني والعشرين منه) والتي ظهرت على أحد مسارح صنعاء في الأيام الأولى للوحدة. فكانت بحق إنجازا فنيا متفردا.
كما غنى الفنان علي عبدالله السمه رحمه الله أغنيته الشهيره (ياحبيبة يا يمن). فكانت بحق رائعة وحدوية. لا يزال لها حضور متفرد. وغنى كرامة مرسال للوحدة كثيرا. ومن ذلك: (دعيني أعانق فيك الأمل). و(بشير الخير). و(أنتِ حبي الأكبر). فكانت ردا على كل المشككين بانتماء حضرموت للوحدة. وغنى عمر غلاب (عالي فوق الشهب يايمن السعيد). وغنى عوض أحمد (أماه) مناجيا فيها اليمن ومطوفا على مدنها العظيمة صنعاء وعدن وحضرموت وإب وغيرها. وغنى الفنان الكبير محمد سعد عبدالله رحمه الله أغنيته الشهيرة (وحدويون). فأصبحت لسان حال هذا المنجز العظيم. وفي بعض مقاطعها يقول:
وحدويين .. ولا في مجتمعنا شاذ
ولا فينا انفصالي
وحدويين .. ولا هذا جنوبي عاد
ولا هذا شمالي
بات يحضنا وطن
وحدوي اسمه اليمن
رفرفي يا راية الوحدة
تملّي في العلالي
ع الوحدويين
وحدويين وما نرضى بوحدتنا بديل
لاجلها عشنا وضحينا لها جيلا فجيل
وانتصرنا يا وطن
وحدوي اسمه اليمن
رفرفي يا راية الوحدة
تملّي في العلالي