المنجز اليمني الأعظم

المنجز اليمني الأعظم

 

   كان هتاف الشارع العربي: شعب عربي واحد، و منه كان الشارع اليمني يهتف بهذا الهتاف،  و يهتف أيضا: شعب يمني واحد، و لم يكن هذا الهتاف أو ذاك؛ هتاف قطر دون قطر، و لا منطقة دون أخرى.

 

   لا احد يجهل أن الاستعمار البريطاني عمل على تجذير التشطير، بل سعى عمليا إلى تفكيك الشطر الجنوبي و تمزيقه، و هذه مسألة معروفة، حيث اختلق كيانات و كنتونات مزقها بين : ولاية، و سلطنة، و مشيخة،  بلغت في مجموعها ثلاثة و عشرون كيانا مبعثرا.

   كان الاستعمار حريصا على ذلك التمزيق جريا على قاعدته الاستعمارية:  فرق تسد.

 

   يحسب للجبهة القومية أنها أنهت كل تلك الكيانات الممزقة،

 و وحّدتها في كيان جمهوري واحد بعد الاستقلال المجيد.

 

  لو افترضنا أن هناك كيانا من تلك الكيانات الثلاثة و العشرين

 راح يسخط و ينقم على توحيدها و وحدتها في كيان واحد  بحجة أن ذلك الإجراء كان خاطئا و فاشلا.. الخ.ما يمكن أن يقول.. لكان الرد الصحيح الفصيح أن وحدة صف تلك الكيانات في كيان واحدٍ موحد يبقى هدفا استراتيجيا، و منجزا تاريخيا عملاقا، لا غبار عليه،  و في المقابل يجب فرضا لازما إنهاء عوامل الفشل، و إزالة كل مظاهر و أسباب الخطأ أو الأخطاء.

 

   إن أي مشروع عملاق- يتطلع إليه شعب و وطن- تم تحقيقه و لكنه تعثر، أو لحقته أخطاء،  أو مظاهر فشل، فإنه من ناحية وطنية، وعروبيا و إسلاميا و إنسانيا؛  لا يكون الحل في هدم المشروع أو محاربته،  و لكن الحل بمواجهة مكامن الفشل و إنهائها تماما.

   و بالتالي فإن يوم 22 مايو، يوم الوحدة اليمنية، كان يوما تاريخيا و منجزا يمنيا لمشروع عظيم هتفت له الأجيال المتعاقبة حتى تم تحقيقه. و هو منجز عظيم يأتي في إطار الطموح لتحقيق منجز أعظم يتمثل بوحدة و اتحاد عربي واسع و شامل.

 

    على العرب أجمعين أن يقرؤوا بعناية ما كتبه رجل يهودي، هو روبرت كابلان في كتابه انتقام الجغرافيا، والذي دعا فيه إلى إعادة توحيد أوروبا، و على النقيض يجب تفتيت العالم العربي و الاسلامي.

  وهذا ما استشهد به هنري كيسنجر من أنه  يتماشى مع استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحدث عنها

كيسنجر  في إحدى محاضراته: أن مصلحة أمريكا كان ذات يوم يتمثل بتحويل القبيلة العربية إلى دولة، و أن مصلحة أمريكا اليوم أن تعيد الدول العربية إلى قبائل، و أن علينا كأمريكيين أن نعمل على مزيد من توحيد أوروبا، بمقابل أن نعمل على مزيد من تفكيك العرب ..!!

 

    إن على العرب أن يدركوا بوعي واسع أن مؤدى هذا القول، هو نفس ما فعلته بريطانيا في تفكيك ما كان يعرف بالشطر الجنوبي إلى ثلاثة و عشرين كيانا.

 

   فهل تستطيع أن تفعل المشاريع التي تجوس خلال الديار سواء المشروع الصفوي الذي يحاول التمدد بنَفَس كسروي فارسي، أو المشروع الصهيوني الذي يعتمد في وجوده على مخططات المشيئة الصليبية، ذات الرغبة الاستعمارية الجامحة،  و التي تحاول التخفي و التستر بعبارات حقوقية مهترئة؟  هل تستطيع هذه المشاريع البائسة أن تحقق أغراضها و أهدافها..؟

 

    من كان وراء غياب هتاف: شعب عربي واحد ..!! هل كان الاستعمار هو وراء ذلك؟ أم كان وراءه أطراف الاستبداد و التبعية؟ أم تضافرا معا؟

 

   أيا كان الأمر؛ فإن على العرب، و في المقدمة الجانب الرسمي العمل برؤية موحدة، و بوحدة و اتحاد، و اصطفاف حقيقي، يعمل بجد على وحدة الصف و توحيده، لإفشال المخططات المشبوهة التي تجوس خلال الديار، و أن الوحدة و الاتحاد أهم أهداف الأمة المحورية الجوهرية، و ليست مجرد أمنيات ثانوية.

 

   إن عزة و مجد اليمن، كما هو عزة و مجد العرب أجمعين في الوحدة و الاتحاد، و المضي بنبل نحو:  شعب عربي واحد.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى