خسر الأستاذ محمد قحطان عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، المختطف والمخفي قسرا في سجون ميليشيا الحوثي، اليوم الثلاثاء، خاله الذي وافته المنية، ليكون ثالث شخص يرحل إلى ربه من الأسرة، دون أن يعلم عنهم ويشارك عائلته وداعهم.
ونعت العائلة وفاة خال الأستاذ قحطان، مستهجنة استمرار ميليشيا الحوثي في إخفائه قسرا للعام التاسع على التوالي، وأحبابه يرحلون واحدا تلو الأخر وهو لا يعلم.
وقالت فاطمة محمد قحطان، "اليوم نودع خال أبي -الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته-، إلى متى يظل أبى بسجونكم وكل أحبابه يرحلون واحد بعد الآخر وهو لا يدري عنهم شيء".
وخاطبت "المسؤولين عن ملف الأسرى والمختطفين متسائلة "إلى متى تماطلون بالإفراج عن جميع الأسرى؟ كل دقيقة من التأخير تمر من عمر الإنسان فلا تجعلوا أرواح الذين بداخل سجونكم معلقة مع أهليهم من خلف السجون".
وتابعت في منشور لها على تويتر "أكبر ظلم للإنسانية الإخفاء التام وعدم التواصل فاتقوا الله وأنتم محاسبون عن كل ثانية من الظلم داخل السجون".
وكان الأستاذ قحطان خسر والدته في 9 نوفمبر 2021، كما توفي عمه الشيخ عبد الرحمن قحطان في 20 أبريل العام الماضي، دون أن تسمح ميليشيا الحوثي له ولعائلته بالتواصل هاتفيا أو معرفة وضعه الصحي.
ومنذ اختطافه من منزله بصنعاء في 13 أبريل، لم يسمح الحوثيون بزيارته أو التواصل معه، كما أنه لم تخرج أي معلومات عن حالته سوى مذكرة لوكيل النيابة عبدالله الكميم، وجهها إلى وكيل جهاز الأمن السياسي التابع للجماعة في فبراير 2019، بأن يتم تنفيذ قرار الإفراج عن قحطان.
ومطلع مايو الجاري، سرد فيلم وثائقي أعدته التلفزيون العربي، تفاصيل عن حياة السياسي محمد قحطان المختطف والمخفي قسراً في سجون الميليشيا منذ ثمان سنوات، وهو أحد الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن رقم 2216م.
ورغم إطلاق سراح رفاقه الثلاثة (الصبيحي وهادي ورجب)، في صفقة التبادل الأخيرة، ألا أن المليشيا تواصل التكتم وحظر الحديث عنه.
ورفض مسؤول ملف الأسرى والمعتقلين لدى المليشيا، عبدالقادر المرتضى، الحديث عن وضع قحطان وقال في اتصال هاتفي مع الفريق الصحفي الذي أعد الفيلم الوثائقي إن الحديث حول ذلك "غير ممكن" قبل أن يغلق سماعة الهاتف في وجه مُعدّي الفيلم.
المرتضى قال في أبريل الماضي إن قحطان "كان أحد عقد المفاوضات" الأخيرة التي عقدت في سويسرا، وأنه "لا مانع لديهم من التفاوض عليه".
وتقول الحكومة، إنه "لا زيارات متبادلة ولا صفقات تبادل ولا مفاوضات جديدة ألا أن يكون الأستاذ محمد قحطان ضمنها وعلى رأسها".
وتأمل عائلة قحطان والشعب اليمني بشكل عام ومحبيه بشكل خاص، أن تكون الجولة المرتقبة والزيارات المحتملة للسجون، شاملة للسياسي الكبير، والذي غدى اليوم رمزا لكل يمني يناضل في سبيل استعادة الدولة.