الأقارب أول الضحايا.. كيف تصنع المراكز الصيفية الحوثية الإرهاب؟

الأقارب أول الضحايا.. كيف تصنع المراكز الصيفية الحوثية الإرهاب؟

ما إن أكمل، صلاح، دراسته الثانوية حتى بدأت أسرته تبحث له عن فيزا عمل في المملكة العربية السعودية، صلاح كان يحلم بإكمال تعليمه الجامعي.

 يقول والده إنه عمل جاهدا على توفير قيمة الفيزا ليطمئن على ولده في الغربة، خير من أن يختطفه الحوثيون ويحولونه إلى قاتل.

تسكن أسرة صلاح في احدى مديريات محافظة إب، قضى والده معلما لعقود وانتهى به الحال مثل كثيرين من موظفي الدولة بدون رواتب، منذ سيطرة مليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة ونهبت رواتب الموظفين، ويعمل حاليا في عمل حر.

 

قتل والدته بفأس وآخر يقتل والده بمطرقة حديدية

 

تزداد مخاوف الآباء، في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، على أطفالهم من ان يتحولون إلى قتلة ومجرمون، فحوادث قتل أبناء لآبائهم لا تكاد تنقطع.

آخر تلك الجرائم مطلع مايو الجاري حيث أقدم الشاب، وضاح، على قتل والدته في مديرية العدين، بطريقة وحشية، فقد ضربها بفأس حتى فارقت الحياة.

وبعدها بأيام أقدم الشاب "جمال" على قتل والده عبدالإله الحداد، وهو نائم، في مديرية الظهار بمدينة إب، فقد هشم رأسه بمطرقة حديدة.

 

37 جريمة و 69 ضحية

رصد موقع "الصحوة نت" ابرز جرائم قتل الأقارب منذ سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، لتؤكد نتائج الرصد أن الجرائم نفذت بعد عودة مرتكبيها من القتال في صفوف المليشيات أو مشاركتهم في ما يسمى "الدورات الثقافية".

فقد بلغ عدد الجرائم التي رصدها "الصحوة نت"  37 جريمة سقط خلالها 69 ضحية، وارتفعت نسبة جريمة قتل الأقارب في عام 2020  و 2022 ، بمعدل 7 جرائم لكل عام، قتل فيها 35 شخاصا، 19 شخاصا خلال 2022، و16 شخصا خلال 2020.

يأتي بعدها عام 2019، بعدد 5 جرائم، وتوزعت بقية الجرائم 18جريمة على بقية الأعوام، كما أظهر الرصد أن كل تلك الجرائم وقعت في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي والضحايا آباء وأمهات وأشقاء وزوجات وأولاد.

والرصد شمل ابرز الجرائم التي وقعت في عام 2016 وحتى 14 مايو 2023، ومن خلال الرصد تبين المناطق التي كانت مسرحا لتلك الجرائم وهي حجة، وعمران، وصنعاء، وذمار، والمحويت وإب، وريمة.

 

الضحايا بحسب المحافظات

 

من حيث عدد الضحايا تصدرت محافظة ذمار القائمة، فقد تم رصد 8 جرائم، قتل فيها 20 شخصا بينهم أسرة كاملة نساء وأطفال.

وتأتي صنعاء (العاصمة والمحافظة) في المرتبة الأولى من حيث عدد الجرائم فقد تم رصد 9 جرائم قتل فيها 15 شخصا.

تأتي محافظة إب في المرتبة الثالثة من حيث عدد الضحايا، فقد تم رصد 6 جرائم (ثلاث منها في هذا الشهر) وقتل فيها 11 شخصا.

 بحسب الرصد تأتي محافظة عمران في المرتبة الثالثة في عدد الجرائم، فقد تم رصد 7 جرائم نتج عنها مقتل 9 أقارب، وجرح نحو5 آخرين.

وفي محافظة حجة تم رصد 3 جرائم، سقط فيها 7 أشخاص، بمن فيهم أسرة كاملة أم وأب وابنائهم برصاص عمهم، وفي المحويت رصدت جريمة قتل شاب لوالديه في مديرية حفاش، ورصدت جريمة واحدة في الحديدة قتل فيها ثلاثة اشخاص.

 وفي محافظة تعز رُصدت جريمة واحدة في منطقة "شرعب السلام" أقدم الجاني على قتل والدته طعنا بالسكين بعد عودته من معسكر تدريبي للمليشيات،

 وفي محافظة ريمة رصدت جريمة واحدة وضحية واحدة، قتلا بالرصاص.

من خلال الرصد تبين ان دوافع الجريمة كانت تافهة بسبب شجار أو خلاف حول معتقدات المليشيات ودجلهم، فيكون الرد بالقتل والتصفية بطرق وحشية.

واستخدم المسلحون سلاحهم الناري في تصفية أقاربهم، والسكاكين، وآلات حديدية قاتلة، بحسب ما تم رصده ونشرت تفاصيل الجريمة في حينه.

 

تحذيرات حقوقية

 

يحذر مراقبون الأهالي في تلك المناطق من الزج بأبنائهم في صفوف المليشيات، حيث يتم تعبئتهم بافكار منحرفة، يعودون لمنازلهم ويكون أقاربهم هم ضحايا ذلك التحريض والتعبئة المغلوطة.

آخر تلك التحذيرات التي أطلقتها أربع منظمات حقوقية مؤخرا حذرت الأهالي في مناطق سيطرة المليشيات من الالتحاق بالمراكز الصيفية التابعة لها لما لها من خطورة على مستقبل اطفالهم.

التحذير جاء عبر بيانات منفصلة لأربع منظمات هي الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، والتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، ومنظمتا “ميون” و”سام” المعنيتان بالحقوق والحريات في اليمن.

المنظمات وصفت تلك المراكز بانها وكرا لتصدير الارهاب، وخطرا يهدد حياة ومستقبل الأطفال وحياة أسرهم معهم، بدليل جرائم قتل ارتكبت بحق الأقارب من قبل أبنائهم بعد حضورهم دورات طائفية حوثية”.

فقد أكد بيان  الشبكة اليمنية للحقوق والحريات  أن تلك المراكز عبارة عن معسكرات إرهابية مغلقة يشرف عليها ويشارك في إدارتها خبراء إيرانيون.

في حين وصفت منظمة “سام” للحقوق والحريات ومقرها جنيف، المخيمات الصيفية الحوثية بـ “قنابل موقوتة” وأنها “غير مضمونة النتائج”. وقالت إنها تتضمن “ممارسات خطيرة متمثلة في التعبئة الطائفية واستقطاب الأطفال للقتال الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى إطالة أمد الصراع وإنشاء جيل يحمل أفكارا مسمومة”.

من جهتها دعت منظمة “ميون” لحقوق الإنسان، الآباء والأمهات إلى الحفاظ على أبنائهم وعدم إلحاقهم بتلك “المراكز المشبوهة”، وعدم تسليمهم “فريسة للانتهاكات لاسيما في المراكز المغلقة”.

وفي بيان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، أكد أن جماعة الحوثي تسعى لتفخيخ عقول الأطفال، من خلال المراكز الصيفية التي يتم فيها أدلجتهم وحشو عقولهم بفكر الجهاد وإذكاء ثقافة العنف وتمجيد القتال”.

في تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن تطرق إلى المراكز الصيفية التي تقيمها مليشيا الحوثي واستغلالها لدفع الأطفال إلى تبني أفكار محرضة على الكراهية والعنف، وصولا إلى تجنيدهم في جبهات القتال.


القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى