أسبوع المرور العربي، أسبوع موحد للتوعية بمخاطر السرعة والانشغال أثناء القيادة، لعله يخفف من الحوادث ويزيد نسبة الوعي، هذا ما يأمله القائمون على تنظيم مثل هذه الفعالية.
استمرت فعاليات الأسبوع من 4 مايو الجاري إلى 10 من الشهر الجاري تحت شعار "قواعد المرور سلوك حضاري".
تتكشف أرقام ضحايا الطرقات في الدول العربية بشكل رسمي، تفصح الجهات المعنية عن حجم الخسائر البشرية والمادية الباهظة، يطلق عليها البعض الحرب غير المعلنة، وضحاياها بشكل يومي بشري ومادي.
الأرقام مفزعة وكذلك صور بعض الحوادث، التي توظفها شرطة السير في منشوراتها ولوحاتها أثناء تنظيم أسبوع المرور، بهدف لفت انتباه المارة والسائقين على حد سواء ليكونوا على حذر.
حرب لا تتوقف، كما يصفها البعض، جبهاتها معروفة وأسبابها متعددة بين الجهل بقوانين ونظام السير والسرعة الزائدة وتهالك الآليات وعدم صيانة الطرقات كما هو الحال في بلادنا، بحسب سلسلة مقالات نشرتها على صحفتها في الفيس بوك.
أسبوع المرور تقليد عربي سنوني للتوعية بمخاطر السرعة ومخالفات قواعد وأنظمة السير، لكن حوادث السير مستمرة ومرتفعة وضحاياها في ازدياد، بما فيها أيام الأسبوع نفسه.
يصاحب المعرض في عدد من المدن العربية برامج توعوية وملصقات وبروشورات وملصقات وشعار يحث السائقين على التمهل وتجنب السرعة وعم الانشغال بالهاتف وغيرها من الشعارات التي تلفت وتثير عواطفهم وتذكيرهم بالمصير المرعب في حال عدم الالتزام بتعاليم نظام شرطة السير.
في مدينة مارب، توزعت لافتات كبيرة لحوادث مرورية مفزعة، ولافتات فيها إرشادات مرورية، إضافة على فلاشات إذاعية تبثها الإذاعات المحلية بالتنسيق مع شرطة السير بالمحافظة.
ابرز الأسباب
تتعدد أساب الحوادث المرورية التي قضت على حياة المئات والآف من اليمنيين إضافة إلى خسائر مادية بالملايين.
ترجع شرطة السيرة السبب الأول للحوادث إلى العنصر البشري، السائق في المقام الأول، بنسبة تتجاوز 90 % بسبب سلوك اللامسؤول وقراراته الخاطئة.
من الأخطاء التي يرتكبها السائق الاهمال والتجاوز والاستهتار والاستعراض، والتهور وتجاهل والمغامرات.
في إحصائية رسمية سابقة لشرطة السيرة في كل الجمهورية (قبل سيطرة المليشيات على العاصمة صنعاء) فقد كانت السرعة سبب لأكثر من 44 ألف حادثة نسبة 34% من اجمالي الحوادث.
وسردت شرطة السير، على صفحتها بالفيس بوك، عددا من سلوكيات وعوامل نفسية وعدم ادراك معظم السائقين لقواعد العبور والسلامة المرورية إضافة إلى الخبرة والعمر، والتجاوز الخاطئ والخطر، وعكس الخطوط وقطع الإشارات ومخالفة الارشادات والانشغال بغير الطريق واستخدام الهاتف واهمال الصيانة وسوء القيادة.
ارقام مرعبة للضحايا
مطلع يناير الماضي، كشفت وزارة الداخلية في تقريرها عن الخسائر البشرية بسبب حوادث المرور والتي بلغت ألفين و 692 حادث، نتج عنها وفاة 430 شخص، وإصابة نحو الفين آخرين.
التقرير ذاته كشف عن الخسائر في الممتلكات والتي قدرت قيمتها بنحو مليار ونصف المليار ريال، مرجعا أسباب تلك الحوادث إلى السرعة الزائدة.
في محافظة مارب كشف مدير شرطة السير بالمحافظة العقيد غانم المرح، في تصريح له بمناسبة أسبوع المرور، عن أن ضحايا الحوادث المرورية في المحافظة خلال الثلاثة الأشهر الأولى من العام الجاري بلغت نحو 100 شخص، وإصابة 739 آخرين، كان نتاج أكثر من ألف و566 حادثًا مروريًا.
ضحايا الحوادث في السعودية
في ذات الموضوع تزايدت أعداد الضحايا اليمنيين في حوادث مرورية أثناء ذهابهم أو عودتهم من أداء مناسك العمرة في الأراضي المقدسة، الحوادث كانت ملفتة خاصة وأن معظم الضحايا بشكل جماعي.
فقد تزايدت حوادث الانقلاب والتصادم، منذ شهر رمضان وحتى السبت الماضي الذي شهد وفاة 4 أشخاص من أسرة واحدة بسبب حادث مروري.
وقد رصدت وسائل اعلام وفاة 31 معتمراً منذ الأول من ابريل الماضي وحتى الـ6 الشهر الجاري، بإجمالي 8 حوادث.
من أبرز تلك الحوادث حادثين الأول في 12 ابريل، وتوفي 8 شباب أصدقاء من أبناء منطقة ماوية محافظة تعز، سافروا لأداء مناسك العمرة، وإصابة آخر بحادث مروع في الطريق الرابط بين مكة والمدينة المنورة، بينما وقع الحادث الثاني في 25 من الشهر نفسه، نتج عنه وفاة 7 أشخاص وأصيب 2 آخرين من اسرة واحدة بحادثة مروري على طريق الطائف.
ضحايا شبه يومي وموت لا يتوقف ونزيف في الممتلكات، أبرز أسبابها السرعة والإهمال والاستهتار وتجاهل تعاليم نظام السير وقواعد المرور وقيادة الأطفال للسيارات والانشغال بالهواتف، كل ذلك يقود إلى الموت أو لنقل إلى الانتحار الذي قد يكون انتحارا جماعيا.