المراكز الصيفية الحوثية.. معسكرات لتجنيد الأطفال وتلغيم عقولهم

المراكز الصيفية الحوثية.. معسكرات لتجنيد الأطفال وتلغيم عقولهم

منذُ سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، وخلال السنوات تسعى إلى استقطاب مزيد من المقاتلين في صفوفها من خلال المدارس والمراكز الصيفية، مستغلين سطوتهم على التعليم الحكومي، وانتشار الفقر والمجاعة وانقطاع رواتب الموظفين.

 

وتصاعد نشاط المليشيا في استقطاب الأطفال إلى المراكز الصيفية التي جعلت منها محاضن تعبئة عنصرية وطائفية، تعمد خلالها لغسل أدمغة الأطفال وأدلجتهم بمعتقداتها الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني، قبل أن تزج بهم في أتون حروبها وتعيدهم إلى أهاليهم جثث هامدة في صناديق أو بإعاقة دائمة.

 

وهذا العام أعلنت ميلشيات الحوثي أنها تستهدف قرابة مليون طفل في مناطق سيطرتها، وهو ما اعتبره حقوقيون جريمة جسيمة في حق الطفولة حيث تهدف الجماعة لاستقطابهم إلى صفوفها، معتبرين مراكز الحوثيين عبارة عن معسكرات للتجنيد الإجباري وتفخيخ مستقبل الأجيال وإطالة لأمد الحرب.

 

وأطلق حقوقيون تحذيرات للأسر في مناطق سيطرة ميلشيات الحوثي من الزج بأطفالهم إلى تلك المراكز معتقدين أنها تدرس علوم دينية وتشغل فراغ أطفالهم، لكنها في الحقيقة تسلب منهم أطفالهم وربما لن يجدونهم إلا ملتحقين للقتال بصفوف الحوثيين دون حتى علمهم.

 

لقمة سائغة

وقال المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة (ACJ) عبد الرحمن برمان "إن جماعة الحوثي، سخرت كافة إمكانيات الدولة في عملية السيطرة على عقول الأطفال وتوجيههم بعد أن فشلت في استهداف فئة الكبار وأصبح هناك نوع من الوعي يعي خطر هذه الجماعة".

 

وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، "أن مليشيا الحوثي ربما حققت بعض النجاحات في استقطاب كثير من الأطفال إلى جبهات الموت، وأيضاً إلى صفوفها بسبب قلة خبرة هؤلاء الأطفال وصغر سنهم، وسهولة السيطرة عليهم، واستغلال حالة الفقر، وانقطاع المرتبات وإغلاق كثير من المؤسسات".

 

وقال برمان، "إن جماعة الحوثي وجدت الأطفال "لقمة سائغة" وابتلعتهم، ضمن أنشطة تجنيد الأطفال"، لافتاً إلى أن المليشيا "جندت الكثير من الأطفال وذهبت بهم إلى الجبهات، وقتل كثير منهم وأُصيب أخرون والبعض أصيب بحالات نفسية، وقد رأينا كيف عاد بعض هؤلاء للاعتداء على أفراد أسرهم حتى على ابائهم وامهاتهم".

 

ومن جانبها، قالت الناشطة الحقوقية عائشة صالح، "إن المليشيا الحوثية الإرهابية لم تستثن أي مرحلة عمرية، حيث قامت بحشو الافكار الطائفية من خلالها وفرضت الملازم على الجميع".

 

وأضافت لـ"الصحوة نت"، "أن الاستقطاب من المراكز الصيفية يستخدمون في مؤخرة الجبهات الحوثية لمدها بمقاتلين وضحايا جدد للقتال، وفي المراكز يتم فرض مناهج على أسس طائفية سلالية تغرس التفرقة بين اليمنيين".

 

وحذّرت عائشة صالح، من خطورة هذه الأنشطة على المستقبل، مشيرة إلى أنها "ستصنع أجيالاً ملغمة بالأفكار الطائفية التي تحمل الأحقاد والضغائن وترسخها بين اليمنيين وتمزق النسيج الاجتماعي اليمني".

 

مصانع الإرهاب

 

وعن نتائج المخيمات الصيفية، يقول الحقوقي برمان لـ"الصحوة نت"، "سنكون أمام جيل من الأطفال والشباب مملوء بالكراهية والحقد، والنزوع نحو العنف، وعدم القدرة على العيش بدون عنف أو قتال". مشيراً إلى أن "هذا سيؤدي إلى عدم استقرار البلاد باعتبار أن الحوثيين ينتجون جيلًا من المقاتلين والمتطرفين عبر هذه التنشئة التي تقوم بها".

 

وحذّر برمان، من خطورة هذا النشاط، وقال إنه "يؤثر على النسيج الاجتماعي للمجتمع اليمني الآمن، ولن يكون هناك سكينة، ولا أمن عام بسبب أن جماعة الحوثي تخرج من يجنحون إلى العنف والقتل، وممارسة القتل والجرائم وقد رأيتم من يقتل والده أو والدته بعد عودته من المخيمات الصيفية وهذه الدورات الثقافية".

 

وهو ما أكدته الحقوقية عائشة صالح قائلة "إن جرائم القتل في مناطق سيطرت مليشيا الحوثي انتشرت "بشكل مخيف، نتيجة تفشي ثقافة العنف والقتل وتوسع دائرة الخطاب التحريضي والفكر العدائي الذي تكرسه في مثل هذه المراكز".

 

وعن سبب تصاعد هذه الجرائم من يوم إلى آخر، أوضحت عائشة صالح، أنه نتيجة "استمرار التعبئة والتحريض التي تنتهجها مليشيا الحوثي وغرس الأفكار والمفاهيم الطائفية المشبعة بثقافة العنف والإرهاب في عقول الشباب والأطفال، ومن ثم دفعهم إلى جبهات القتال وتحويلهم إلى قتلة ووحوش بشرية تجعلهم يستسهلون عمليات القتل حتى لأسباب تافهة قد يواجهونها مع أبناء المجتمع أو مع أفراد أسرهم أو أقاربهم".

 

تضليل وتحذير

 

وتنتهج مليشيا الحوثي التضليل لاستدراج الأطفال والشباب إلى مراكزها الصيفية، وقال مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة رفيق الظبياني، "مع نهاية العام الدراسي وبدء العطلة الصيفية تقوم جماعة الحوثي الارهابية بافتتاح مراكز صيفية في الأمانة والمحافظات التي تقبع تحتلها من خلال شعارات مضللة ومواعيد كاذبة من أجل التغرير على أولياء الأمور وإرسالهم إلى المخيمات الصيفية".

 

وأضاف في تصريح لـ"الصحوة نت"، "إن المليشيا الحوثية تلجأ أحياناً إلى أسلوب الترهيب والترغيب". لافتاً المليشيا تسعى إلى "تدمير النشء اليمني وتفخيخ عقول الأجيال بالأفكار المسمومة وتغيير عقيدة الشعب اليمني واستنساخ الطريقة الايرانية بدلا عن الهوية الوطنية".

 

وحذّر الظبياني، من خطورة هذه المراكز الصيفية الحوثية على الأجيال، ومما يتم خلالها من تعبئة خاطئة للطفل وحشو عقله بأفكار دخيلة على مجتمعنا اليمني"، مشيرا "أنها ليست إلا معسكرات حشد لمعارك الحوثي ضد الشعب اليمني الذي تحول فيه الطالب اليمني المعتز بهويته الوطنية الى قتلة ومجرمين وارهابيين".

 

ودعا المسؤول المحلي، أولياء الأمور في مناطق سيطرة الحوثي إلى الحفاظ على أبنائهم وتحصينهم من الأفكار المتطرّفة بعدم إرسالهم إلى مراكز التعبئة الطائفية وإلى جبهات الموت، وقال: "من الضروري أن يكون لدى المجتمع الوعي الكامل بخطورتها وأن يقاوم المحاولات الحوثية لاستقطاب أبنائهم إليها".

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى