الرحمة اسم من اسماء الله الحسنى (الرحيم ) ونور من انواره التي تتنزل على المحظوظين من خلقه وبها ارسل المصطفى صلوات الله عليه إلى الناس كافة
وهي ارفع درجة من الحب تنبعث من بحر القلوب بدافع فطري
ولامكان فيها للأناتية ولا للانتقاء النفعي
تمارس كعطاء من نور بلا ثمن أو مقابل للقريب والبعيد والمعروف وغير المعروف للانسان والطير والحيوان.( وفي كُلِّ ذاتِ كبدٍ رطبَةٍ أجرٌ)
فتنعكس سلوكا ربانيا يبعث الطمأنينة والأمان وتزدهر الحياة عدلا وحبا وكلمة طيبة وبسمة تشرق في النفوس وأفعالا بيضاء تتوالد معها القيم الفاضلة وصنائع المعروف وينتهي الفحش ويتلاشى العنف وتفتح ابوابا للخير تغلقها القسوة والجفوة وجلافة الطباع.
والرحمة من الاخلاق الجامعة والصفات التي تتوالد وتنتشر بالقدوة.
لنرى ان الإحساس بالرحمة ينتج التكافل كظاهرة اجتماعية؛ وطابع عام دون من أو أذى، وسنجد المواهب تظهر و تتعاضد وتنمو وتنتشر بالدعم و التشجيع والنصيحة فتزدهر وتثمر في حديقة تتوهج بالرحمة فتشرق النفوس مبتهجة دون قيود سعيدة ، محررة من الحسد والانانية وحب الذات .
فالرحمة لاتقبل ان تعيش مع الحسد والكراهية وحب الذات في قلب واحد ابدا،
كما أنها كفيلة بازدهار صناعة المعروف وتجفيف منابع الفساد وسد منافذ المنكرات ومنع توغل الظلم وانهاء التوحش الانساني الذي يحيل الحياة جحيما لايطاق.
(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )