كشف المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي المعني بملف الأسرى والمختطفين ماجد فضائل، جوانب من استغلال ميليشيا الحوثي الإرهابية، للملف الإنساني، إعلاميا وسياسياً، وتستخدم مزايداتها في هذا الملف، في المحاولات المتكررة لشق الصف الوطني واختراق المناطق المحررة.
وأكد فضائل وهو أيضا "وكيل لوزارة حقوق الإنسان"، في حوار خاص مع "الصحوة نت"، أن صفقات التبادل التي تتم مع ميليشيا الحوثي "عميلة مساومة وصفقات غير عادلة وليست حقوقية"، تفرضها طبيعة المليشيا الإجرامية والانتهازية.
وأشار إلى إصرار المليشيا على المتاجرة بملف المختطفين والأسرى، ورفضها إطلاق سراح المناضل فيصل رجب، ثم الزعم بعد ذلك أن الحكومة لم تطالب به، وعدم الاستجابة لمطالب زيارة الأستاذ محمد قحطان والإفصاح عن مصيره، مؤكدا أن إصرار المليشيا على ذلك "يهدد بإفشال جولة المفاوضات القادمة".
وجدد المسؤول الحكومي التأكيد على جاهزية الشرعية على إجراء أي عملية تبادل وفي أي وقت، بما في ذلك تبادل شامل على أساس الكل مقابل الكل، دون تمييز، إضافة إلى تسهيل الزيارات المتبادلة للسجون ومعرفة مصير المخفيين وفي مقدمتهم محمد قحطان.
وتطرق فضائل في الحوار إلى العديد من النقاط والمواضيع المتعلقة بتبادل المحتجزين وعمل الوفد الحكومي وجولة التفاوض المفترض عقدها منتصف مايو الجاري، ومحاولات إفشالها بانتقائية الزيارات.
نص الحوار
- في البداية.. كيف تجري الاستعدادات لتبادل الأسرى والمختطفين؟
نحن في الحكومة، مستعدون بشكل مستمر لإجراء أي عملية تبادل في أي وقت وفي كل حين على أساس الكل مقابل الكل، بما في ذلك عملية تبادل شاملة للجميع دون تمييز.
وفي جولة التبادل التي تم تنفيذها في شهر أبريل المنصرم، اثبت الوفد الحكومي الجدية والالتزام والمسئولية الكاملة في التنفيذ والتعامل الصادق والإنساني مع هذا الملف الإنساني الهام، وذلك حرصا من الوفد على تنفيذ توجيهات القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس ورئيس مجلس الوزراء.
- في عملية التبادل السابقة حدث تأجيل في الموعد أكثر من مرّة.. ما السبب؟
حقيقة لم يحصل تأجيل إلا مرة واحدة لمدة ثلاثة أيام، وكان ذلك نظرا للأعداد الكبيرة المتفق على مبادلتهم من جانبنا مع المليشيا.
وبرغم من الترتيبات والجهود الكبيرة المبذولة من الجميع، إلا أنه في حقيقة الأمر، لم تُستكمل كل المقابلات في تاريخ 11 ابريل 2023 والصليب الأحمر بحاجة لاستكمال الاجراءات لكي يبدأ بالتنفيذ، وكانت هناك بعض الترتيبات والمقابلات التي من اللازم القيام بها.
وبالتالي طلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر منا بعض الوقت الإضافي (3 أيام أخرى) وبعد الاستكمال انطلقت العملية في وقتها يوم الجمعة الموافق 14 ابريل 2023م حيث كان أول يوم من عمليه التبادل عبر رحلات طيران متبادلة للصليب الأحمر بين عدن-صنعاء وصنعاء-عدن، وتبعها في اليوم التالي رحلات طيران صنعاء-الرياض وأبها-صنعاء، وفي نفس الوقت المخا-صنعاء وصنعاء-المخا، وفي اليوم الثالث اكتملت العملية برحلات متبادلة بين مطار تداوين مارب-صنعاء، وصنعاء-مارب.
- هل تم استثناء السياسي محمد قحطان واللواء فيصل رجب من صفقات التبادل؟
بالنسبة لنا كوفد حكومي لم يتم استثناء أحد، وكان على رأس الأوليات في كل جولة، هم الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن ومنهم الأستاذ محمد قحطان واللواء فيصل رجب، وبعد إطلاق سراح اللواء فيصل رجب، أدعت الميلشيا الحوثية إن الوفد الحكومي لم يطالب بإطلاق سراح فيصل رجب وهذا غير صحيح حيث يعتبر فيصل رجب من الأربعة القيادات المشمولين بقرار مجلس الأمن في المفاوضات وهم على رأس أولويات الوفد الحكومي وعلى رأس توجيهات القيادة السياسية لنا في لجنة شؤون الأسرى والمختطفين والمطالبة بهم وكان منذ مشاورات الكويت، وهم اللواء ناصر منصور واللواء محمود الصبيحي واللواء فيصل رجب والقيادي السياسي محمد قحطان.
- إذاً ما حقيقة الأمر؟
الحقيقة أن ميلشيات الحوثي تستغل هذا الملف الإنساني، سياسياً واعلامياً. وهي تعمل على محاولة شق الصف الوطني واختراق المناطق المحررة من خلال استغلال ملف الأسرى.
ونحن سعداء بالإفراج عن القائد البطل اللواء فيصل رجب، ومن السخرية أن يقوم المختطف والجلاد والمتمرد على الدولة بالاحتفاء بالإفراج عن ضحاياه وهذا ما قامت به جماعة الحوثي الارهابية بأن احتفلت بإطلاق سراح القائد البطل، ومهما حاولت مليشيا الحوثي التغطية على جرائمها ستظل الجرائم التي قامت بها جرائم حرب لا تسقط بالتقادم.
- ظهرت في الفترة الماضية، احتجاجات ومطالب وانتقادات من المقاومة الشعبية في محافظتي مارب والجوف، بشأن إقصاء واستثناء مختطفين وأسرى.. ما تعليقكم على ذلك؟
لا يوجد أي إقصاء او استثناء لأي أحد والكثير أحتج ليس مارب والجوف وأيضا احتجاج من حجة وحجور وبقية المحافظات، وهنا أكرر لا يوجد أي إقصاء أو استثناء لأحد.
ولا بد أن يعلم الجميع أن آلية التفاوض التي تتم ليست عملية إفراج وإطلاق سراح وانما آلية تبادل أي واحد مقابل واحد، أو واحد مقابل عشرة أو مائة وأكثر أو أقل.
وهي عملية مساومة وصفقات تبادل، وهي غير عادلة وليست حقوقية. لكن هذا حال الوضع مع هذه الميليشيات.
ونادرا ما يتم الطلب و "الطلب غالي"؛ أي إذا طلبنا بفرد فان الحوثي يتمسك به أكثر ويرفض إطلاقه، ظنا منه أنه قائد أو ذو قيمة كبيرة لنا، وهنا تنطلق عملية مساومة، من سيكون البديل عنه؟، ويقدم الكثير من الاشتراطات التي في أغلب الأوقات تؤدي الى فشل التفاوض والعملية برمتها.
والمختطفين المدنيين للشرعية في سجون ميليشيا الحوثي، كثير هم بالألاف، بينما أسرى المتمردين الحوثيين لدى الشرعية قليل، وعليه فإن عملية التبادل الحالية لا يمكن أن تغطي وتفي بمتطلبات الجميع في إخراج ذويهم وأقاربهم، ومن حقهم الاستياء والزعل.
- هل هناك آليات اخرى للبحث عن مختطفين وزيارتهم؟
من الأهمية البحث عن آلية أخرى برعاية أممية؛ على سبيل المثال تشكيل لجان مشتركة لزيارات المعتقلات والسجون والأماكن السرية المتوقع إخفاء المختطفين فيها ومن وجدته هذه اللجنة محتجز على ذمة الحرب، يتم الافراج عنه دون قيد أو شرط ومن جميع الأطراف.
- ماهي ترتيباتكم الجديدة لإطلاق باقي المختطفين في سجون مليشيا الحوثي؟
وهل هناك موعد محدد للجولة؟
اتفق الفريق الحكومي مع الحوثيين على أن تكون هناك جولة مفاوضات جديدة منتصف مايو/ أيار الجاري، على أن تسبقها زيارات بين مأرب وصنعاء للاطلاع على أوضاع المختطفين والأسرى جميعا دون استثناء بمن فيهم الأستاذ محمد قحطان.
وإن عدم الاستجابة والسماح بزيارة الأستاذ محمد قحطان والإفصاح عن مصيره، يهدد أي مشاورات بالفشل ولن تكون مجدية إقامة أي جولة مفاوضات مع ميليشيات الحوثي المتمردة.
- ما الذي تقوله لأهالي المختطفين والأسرى المتبقين في سجون مليشيا الحوثي؟
يؤسفني بقاء أي أحد في السجون والمعتقلات، ولو الأمر بيدي ما بقي أحد في سجون هذه الميليشيات المجرمة؛ فأنا أرى أن الشعب اليمني الواقع تحت سلطة هذه الميليشيات هم معتقلون جميعاً، ولا بد من استعادة الدولة والقضاء علي انقلاب المليشيا سلما او حربا حتى يتحرر الشعب من جرائمها وانتهاكاتها.
ونؤكد أننا في لجنة شؤون الأسرى والمختطفين، نعمل جاهدين لإطلاق سراح الجميع ومبادلتهم بأي شكل دون تمييز، فالجميع في نظرنا مهمين وسواسية.. ولن يظل أي مختطف أو أسير إلى الأبد في سجون هذه الميليشيات، وإن كانت عمليات التبادل على مراحل ودفع متعددة، سوف نستمر ونواصل الجهود حتى تصفير السجون والمعتقلات.
- بالعودة إلى الزيارات المتبادلة وفق اتفاق سويسرا الأخير.. متى موعدها بالتحديد؟
كان من المقرر أن تكون الجولة القادمة للتفاوض في ١٥ مايو الجاري، حسب الاتفاق، على أن تسبقها بأسبوعين زيارات متبادلة بين صنعاء ومارب.
ونحن في الجانب الحكومي أبلغنا من جهتنا المبعوث الأممي بأننا مستعدون لتبادل الزيارات بحسب الاتفاق؛ زيارات للجميع بدون استثناء وعلى قائمة من سيتم زيارتهم الاستاذ/ محمد قحطان.
ومتى ما سُمح لنا بزيارة محمد قحطان والمخفيين الآخرين في سجون الأمن والمخابرات في صنعاء، سوف نرحب بهم في اليوم الثاني لزيارة اسراهم في مارب. وغير ذلك لن تكون هناك زيارات بانتقائية، ولن تكون هناك عملية تبادل، ولا بد أن يكون الأستاذ قحطان على رأس الأولوية سوى في تبادل الزيارات، أو في صفقات التبادل القادمة.
- أخيرا.. المحررون من سجون المليشيا، أنتم كلجنة وجانب حكومة هل لديكم برامج لرعايتهم وتأهيلهم؟ أم ينتهي دوركم عند إطلاق سراحهم؟
نعم.. هناك اهتمام كبير ومستمر بكل المفرج عنهم من أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والقادة العسكريين والمدنيين وهذا الاهتمام من قبل رئاسة الجمهورية والحكومة اليمنية، حيث وجه فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ورئيس مجلس الوزراء دولة الدكتور معين عبدالملك، وجهوا المعنيين بتشكيل العديد من اللجان قبيل الصفقة الماضية، وتشمل هذه اللجان:
لجنة للرعاية الصحية والنفسية: تشكلت من وزارة الصحة العامة وذلك لكي تتحقق من الحالة الصحية والنفسية للمفرج عنهم، وتضم هذه اللجنة الأطباء والممرضين والنفسيين والفنيين الصحيين، وتقدم الرعاية الصحية الأولية للأسرى المفرج عنهم وتقييم حالتهم الصحية ومتابعتها وتوفير العلاجات اللازمة للحالات المرضية الطارئة.
ولجنة قانونية وحقوقية: تشكلت من وزارة الشؤون القانونية وحقوق الانسان، وهي معنية بتقديم المشورة القانونية للأسرى المفرج عنهم، وتوفير المساعدة اللازمة لهم في حال وجود مشاكل قانونية وتجهيز ملفات وقضايا حقوقية للانتهاكات التي تعرضوا لها.
ولجنة إعادة التأهيل والدمج: وتشكلت من الوزارات المعنية وهي تنسق مع المانحين والمنظمات الدولية لتنفذ البرامج الخاصة بتأهيل المفرج عنهم وتعمل على إعادة دمجهم في المجتمع وتساعدهم على العودة إلى حياتهم الطبيعية.