الخرطوم و العواصم العربية

الخرطوم و العواصم العربية

صراع مدمر يشهده السودان، و احتراب مؤسف في قلب العاصمة الخرطوم.

ليست الخرطوم العاصمة العربية الوحيدة من بين العواصم العربية التي نكبت بهذا الوضع المزري، و لكنها تأتي ضمن حالة جد سيئة تمر بها عواصم و بلاد عربية أخرى.

هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه السودان اليوم، و تعيشه من قبلها بلدان عربية أخرى هو انعكاس للوضع المأساوي الذي يعيشه النظام السياسي العربي، و العجز الواضح للأداء السياسي العربي، الذي سببه الفرقة و الخلافات المزمنة التي مضت تمزق الروابط القومية، و حتى المصالح البينية، و سادت عقليات المكايدة و الخصومة و الأنانية على العلاقات العربية العربية.

 لن تأتي هذه السطور بجديد إذا قالت أن التعاضد بين الأنظمة يكون واضحا في تعاونها لقمع حركة هذا الشعب أو ذاك، و تبدو و كأنه ليس بينها أي خلاف، و لكن .. إذا ما تعرض الأمن القومي العربي لخطر غاب ذلك التعاون كلية، بل وربما جنح هذا النظام أو ذاك باتجاه مصدر الخطر يتملقه و يترضاه، و لو على حساب العرب اجمعين..!!

 وطن مترامي الأطراف، يتوسط العالم، يتمددد على قارتين، و يجاور أخرى، و يمتلك مصادر قوة... ثم يتقزم دوره إلى حد ألا يكون له دور، إلا دور التنازع البيني الذي يخدم قوى الاستكبار، و قوى الاستعمار التي تنتشر اليوم بثوب جديد و وسائل و طرق جديدة..!؟

 

إن قوة أي نظام عربي إنما هو بقوة صلته و تماسكه مع شعبه، و إن قوة النظام العربي جملة إنما هو بقوة تماسكه و قوة علاقته ببعضه و بمحيطه العربي و الإسلامي.

 

   اليوم عاصمة عربية جديدة؛ هي الخرطوم تشهد استهدافا مدمرا، و تتضاعف المأساة في أن يأتي كيان غاصب دخيل يعرض و ساطته في تبجح ظاهر، و شماتة خفية،و خبث غادر، في حين تغيب العواصم العربية عن المشهد، إلا واحدة أو اثنتين..!!

 

   هذا ليس الغياب الوحيد أمام خطر داهم يهدد الأمن القومي العربي، بل هو غياب أدمن التواري عن القضايا العربية الكبرى متيحا الفرصة لمشاريع عدائية في أن تعبث و تعربد في المنطقة العربية. و كأن هذا النظام المتواري أو ذاك سيجلب له صمته و غيابه الأمان من أي استهداف قادم..!!

 

   إن إجرام المشاريع و المخططات العدائية، لا تستهدف الخرطوم، أو بغداد أو صنعاء أو غزة..  و إنما تستهدف كل عاصمة عربية، و كل قطر عربي ! و ما لم تستيقظ كل العواصم العربية من غفوتها و ذهولها، فلن ينفعها أن تقول متحسرة يوماً:  أكلت يوم أكل الثور الأبيض..!!

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى